هذا نموذج يمكن تعميمه على معظم الكتاب في الوطن العربي .. يعبر عن خواء الثقافة العربية وفقرها وعجزها عن إنتاج الجديد .. على عادة المصريين بحكم التراث الفرعوني في تأليه البشر .. أسبغوا أوصاف التفخيم والعظمة على كتابهم وأدبائهم وفنانيهم دون وجه حق موضوعي .. ومن هؤلاء المفخميين عبد الرحمن بدوي الذي هو مجرد متخصص في الفلسفة أصدر حوالي 120 كتابا بين ترجمة وإعداد كونه يجيد حوالي سبغ لغات ، وبحكم عشوائية معايير التأليف الأصيل في الوطن العربي فإن عملية ( الشرح والتخليص ) لأفكار الآخرين يطلق عليها تأليفاً .. بدوي أطلقوا عليه لقب فيلسوف ، ومفكر .. وغيرها من التوصيفات والألقاب ، وعندما تسأل ماهو الجديد الذي أضافه الى الفكر الإنساني ستجد لم يقدم جديدا غير الترجمة ( والشرح والتخليص ) لآفكار من سبقوه !
ونفس الأمر حدث على مجموعة الكتاب ( الشارحين والمخلصين ) من أمثال : محمد عابد الجابري ، وحسن حنفي ، ومحمد أركون ، عبد الله العروي ، وكتابات أودنيس الفكرية ، وأمثالهم ممن يطلق عليهم لقب مفكر في الثقافة العربية ، والحقيقة تقول انه لايوجد مفكر عربي أصيل .. و جهودهم قائمة على الإعداد والشرح والتلخيص ، وأحيانا يتم إطلاق الأحكام والإستنتاجات الإعتبادية لتسويق وجهة النظر بحاجة الى بيانات إحصائية وتحليل علمي دقيق على سبيل المثال : تقسيم محمد عابد الجابري للعقل العربي دون وجود بيانات إحصائية ، والجابري يدعي أنه لديه مشروع اصلاح العقل العربي من داخل الإسلام .. لكن ماذا لو كان الأسلام نفسه دينا باطلا من إنتاج البيئة البدوية ؟!
نعود الى عبد الرحمن بدوي .. الكتاب الوحيد الذي كتبه ويعد تأليفا حقيقيا هو مذكراته الشخصية في جزءين ، وكانت الصدمة ان إسلوبه في الكتابة ركيك يفتقر للجمالية ، وما قدمه من أفكار مثير للغرابة فهو سرد بسيط خلا من التعليقات الناضجة والتحليل العميق ، وكان يستعين بعلومات جغرافية وتاريخية ليس لها علاقة في صميم المذكرات كي يجعل عدد صفحاتها أكثر من أجل الربح المالي ، هل يعقل شخصا متخصصا بالفلسفة يقدم نصائح وقوائم بأسماء المطاعم والفنادق الرخيصة الثمن في مذكراته ، فيما بعد عقب وفاة بدوي ظهرت مقالات تحدثت عن حبه للمال وبخله الشديد ، ويبدو هذا الذي يفسر حديثه عن المطاعم الزهيدة الأسعار ، بدوي دفعه حبه للمال الى التضحية بمصر وفرنسا .. والذهاب الى الدول الصحراوية مثل: الكويت وليبيا للتدريس ، وفي ليبيا فبرك فكرة ان أصل الفلسفة نبع منها وكتب كتابا وباعه للقذافي ، ثم كتب في أواخر حياته – ورغم أنه ملحدا- كتابين دفاعا عن القرآن والإسلام ويقال جهة ما طلبت منه الكتابة على الأرجح القذافي مقابل مبلغ مالي .
ان الثقافة العربية هي بنت بيئتها القائمة على العجز والزيف والغوغائية !