كتاب قرأته العيش على الصراط للأديبة ناهدة جابر جاسم

كتاب قرأته العيش على الصراط للأديبة ناهدة جابر جاسم

كتاب وثقت فيه الكاتبة فترة زمنية من تاريخ العراق عاشتها بتفاصيلها 
من ويلات ومآسي، لذلك النظام الفاشي الذي لا يبالي بقتل شعب كامل من أجل البقاء وإشباع النزعات السادية المقيتة ، كما إشعال حروب دموية رعناء لإرضاء روحه المريضة وعـنجهيته وغبائه السياسي مما قاد العراق الى مصير لا يحسد عليه اوصله الى هاوية لازال يدور في ديجورها المظلم .

وثقت الكاتبة تلك الأحداث بصدق وحيادية وبأمانة وموضوعية دون تحيز للفكر الذي تؤمن به وهذا ما يحسب لها
كما وضحت ما قام به ذلك النظام الجائر من أساليب مرعبة لسحق الإنسان وزرع الخذلان والانكسار في ذاته الإنسانية المحطمة.

(الاديبة ناهدة جابر جاسم) شابة من الجنوب ،عاشت بين أحضان عائلة ميسورة مترابطة الاواصر تعامل ابناءها بحب واحترام حظيت الشابة ناهده على القصد الكبير من ذلك الحب اذ كانت مدللة اباها ، مما جعلها سعيدة محبة للحياة والناس تنفرد بضحكة موسيقية مميزة إضافة الى شخصيتها القوية الصلبة واعتدادها بنفسها في التعبير عن مشاعرها بثقة واعتزاز تنظر إلى الحياة بمنظار وردي خال من العقد النفسية 
كانت الشابة قد آمنت بالفكر الشيوعي منذ نعومة اضفارها تناضل لتحقيق حياة كريمة لشعبها المسحوق من قبل طغمة باغية جائرة جاهلة ديدنها سحق الانسان وزرع الرعب في النفوس من خلال السجون والتعذيب بكل حقد وكراهية.

اعجبني اسلوبها الشفيف وسردها الجميل المحايد وتنقلاتها بين الأحداث لتعود مرة أخرى، بحبكة وثقة تشد القارئ وتتجول معه بين الأحداث بالرغم من وجعها وقساوة تلك الاحداث.
تكلمت عن قرارها الصعب بترك وليدها عند أهلها للالتحاق بالثوار في جبال كردستان للمساهمة في النضال من أجل تحقيق مبادئ حزبها وحلمها (بوطن حر وشعب سعيد) صحبة رفيق دربها (زوجها سلام إبراهيم)
تحملت الحياة الصعبة والبيئة القاسية التي لم تعتاد عليها ببردها وبدائيتها تحت نيران وحمم طائرات النظام الجائر الذي ينثر الموت بأشكاله على الشعب المسحوق الخائف.
تقبلت كل تلك الصعوبات لإيمانها المطلق بمبادئها وقضية شعبها وحقه بالحياة الكريمة؛ عاشت الجوع والحرمان ووجع الشوق الى طفلها البعيد.
عملت المستحيل لمساعدة رفاقها ومشاركتهم أعمالهم الشاقة في بيئة بدائية وهي البنت اليافعة المدللة الجميلة.
كانت شاهدة على قساوة النظام لضرب شعبه بالمواد الكيمياوية الحارقة وقتل الاف الأطفال والنساء ومنهم (رفاق لها) غادروا الحياة وآخرين تضرروا ولازالوا يعانون آثارها لحد اليوم ومنهم زوجها سلام.
تحملت الكثير ولم تشكو بل بالعكس كانت تزداد عزما وتصميما على مواصلة المهمة النبيلة التي تؤمن بها
ولكنها جرحت من تصرفات بعض الرفاق ومحاولاتهم الصادرة عن نفوس لم تنضج بعد لكبح نزوات تدل على جوهرهم الهش الذي لا ينسجم مع الأفكار السامية التي يناضلون من اجلها والذي أصابها بالخيبة وجرح قلبها وروحها المتوثبة الشجاعة وهي البنت التي تربت بين أحضان عائلة غرست في نفسها الحب والاحترام ، واب عطوف احتضها وعلمها معنى الحياة النبيلة
عايشت ظروف (البحث عن وطن) وصعوبة الانتقال من مكان الى آخر وخوف تسلميها الى العراق وجلاوزة النظام
عانت من الام مرض السل (التدرن) ومرارة ابتعاد الاخرين لخوفهم من العدوى
تنقلت بين دول عديدة وعانت الكثير لتجد أخيرا وطنا احتواها وعائلتها.

قصة معاناة الكاتبة تعكس واقع مرير كتب بحرفية عالية لتكون شاهدة على حقبة من تأريخ العراق الذي يزدحم بالأحداث الجسام 
قصة واقعية عاشتها الكاتبة، تشد القارئ وتسحبه لإكمالها لتكون شاهدة على تاريخ العراق الدموي ، ولتكن نبراس للأجيال الصاعدة.

من حقك ان نفتخر بك ايتها الاديبة الجميلة (ناهدة جاسم)

دمت بصحة وسلامة ومزيدا من التألق والابداع

أحدث المقالات

أحدث المقالات