وثقت الكاتبة تلك الأحداث بصدق وحيادية وبأمانة وموضوعية دون تحيز للفكر الذي تؤمن به وهذا ما يحسب لها
كما وضحت ما قام به ذلك النظام الجائر من أساليب مرعبة لسحق الإنسان وزرع الخذلان والانكسار في ذاته الإنسانية المحطمة.
اعجبني اسلوبها الشفيف وسردها الجميل المحايد وتنقلاتها بين الأحداث لتعود مرة أخرى، بحبكة وثقة تشد القارئ وتتجول معه بين الأحداث بالرغم من وجعها وقساوة تلك الاحداث.
تكلمت عن قرارها الصعب بترك وليدها عند أهلها للالتحاق بالثوار في جبال كردستان للمساهمة في النضال من أجل تحقيق مبادئ حزبها وحلمها (بوطن حر وشعب سعيد) صحبة رفيق دربها (زوجها سلام إبراهيم)
تحملت الحياة الصعبة والبيئة القاسية التي لم تعتاد عليها ببردها وبدائيتها تحت نيران وحمم طائرات النظام الجائر الذي ينثر الموت بأشكاله على الشعب المسحوق الخائف.
تقبلت كل تلك الصعوبات لإيمانها المطلق بمبادئها وقضية شعبها وحقه بالحياة الكريمة؛ عاشت الجوع والحرمان ووجع الشوق الى طفلها البعيد.
عملت المستحيل لمساعدة رفاقها ومشاركتهم أعمالهم الشاقة في بيئة بدائية وهي البنت اليافعة المدللة الجميلة.
كانت شاهدة على قساوة النظام لضرب شعبه بالمواد الكيمياوية الحارقة وقتل الاف الأطفال والنساء ومنهم (رفاق لها) غادروا الحياة وآخرين تضرروا ولازالوا يعانون آثارها لحد اليوم ومنهم زوجها سلام.
تحملت الكثير ولم تشكو بل بالعكس كانت تزداد عزما وتصميما على مواصلة المهمة النبيلة التي تؤمن بها
ولكنها جرحت من تصرفات بعض الرفاق ومحاولاتهم الصادرة عن نفوس لم تنضج بعد لكبح نزوات تدل على جوهرهم الهش الذي لا ينسجم مع الأفكار السامية التي يناضلون من اجلها والذي أصابها بالخيبة وجرح قلبها وروحها المتوثبة الشجاعة وهي البنت التي تربت بين أحضان عائلة غرست في نفسها الحب والاحترام ، واب عطوف احتضها وعلمها معنى الحياة النبيلة
عايشت ظروف (البحث عن وطن) وصعوبة الانتقال من مكان الى آخر وخوف تسلميها الى العراق وجلاوزة النظام
عانت من الام مرض السل (التدرن) ومرارة ابتعاد الاخرين لخوفهم من العدوى
تنقلت بين دول عديدة وعانت الكثير لتجد أخيرا وطنا احتواها وعائلتها.
من حقك ان نفتخر بك ايتها الاديبة الجميلة (ناهدة جاسم)