2 نوفمبر، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

كتاب في العقيدة كنت سأؤلفه قبل التحول

كتاب في العقيدة كنت سأؤلفه قبل التحول

خصوصيات الكتاب الذي كنت أنوي تأليفه انبعثت آنذاك من عمق التجربة الذاتية، من تجربة التدريس، ومن شدة الاهتمام الشخصي بهذه المادة، ومن التأملات الذاتية فيها، ومن ثم من الانتهاء إلى مدرسة جديدة في العقيدة، يمكن نعتها بالمدرسة العقلية الظنية، أو العقلية-التأويلية-الظنية، والتي مثلت بالنسبة لي المرحلة ما قبل الأخيرة من تحولاتي قبل أكثر من عشر سنوات.

قبل البدء بتناول الموضوعات العقيدية المختلفة، هناك مقدمات ومداخل إلى الموضوع، لا بد من المرور بها، وهذه المقدمات والمداخل التي أراها ضرورية بالترتيب كالآتي:

1. لا بد من حسم الإيمان بواقعية الوجود المحسوس، ونفي دعوى الوجود المثالي دون ثبوت الواقعي منه.

2. لا بد من تحديد مصدرية ومرجعية المعرفة الإنسانية.

3. لا بد من أن يستوعب المتناول لقضايا ومواضيع العقيدة قوانين المعقولات أو أحكام العقل الثلاثة؛ الواجب، والممكن، والممتنع، استيعابا معمقا، مقترنا بالتزام دقيق بالمنهج، ويتمتع بمَلكة تطبيقية له.

4. لا بد من التمييز بين الممكن واللاممكن، العقلي الفلسفي منه، والعلمي، النظري منه والتطبيقي، والعملي، العام منه والخاص.

5. لا بد من القدرة على التمييز بين المعقول، والمنقول، ودور العقل في كل منهما. فدور العقل في المنقول إثبات إمكانه بالدليل العقلي أولا، وإذا ثبت امتناعه عقلا يضرب به عرض الحائط، فإذا ثبت إمكانه العقلي، يجري اختبار صدق تحققه بالدليل النقلي أو التاريخي، أو بأي من الأدلة الملموسة خارج إطار الغيبيات ثانيا، أي إن ثبوت المعقول إمكانا ومفهوما في الذهن، مقدمة لازمة لثبوته أو نفيه تحققا ومصداقا في الخارج، أي كمصاديق في الواقع.

6. لا بد من امتلاك شجاعة الشك في كل شيء، لم يثبت للباحث أو السائل أو طالب المعرفة بالدليل القطعي صدقه. كما لا بد من امتلاك الاستعداد للتسليم بكل شيء يثبت صدقه، أو يثبت عدم صدقه.

7. لا بد من تحديد التسلسل المنطقي، لا التسلسل التقليدي في التدرج في مراحل الاعتقاد، في كون ما يمثل قاعدة ومقدمة لغيره، سابقا لما يقوم على هذه القاعدة أو المقدمة، وما هو ملزوم له سابقا للازمه.

8. لا بد من الإقرار بأن اليقينيات في الاعتقاد حصرا في الواجبات العقلية إثباتا، والممتنعات نفيا، وأما الممكنات العقلية فتبقى ظنية الاعتقاد، لحين ثبوت تحققها، وموقف العقل يبقى بالتالي محايدا منها، لحين ثبوت صدق تحققها، أو ثبوت صدق انتفائها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات