18 ديسمبر، 2024 5:17 م

كتاب جديد يبرز تاريخ ومآثر نقابة الصحفيين العراقيين

كتاب جديد يبرز تاريخ ومآثر نقابة الصحفيين العراقيين

لأول مرة في التاريخ العراقي ينبري باحث إعلامي عراقي من جيل السبعينات الصحفي ليسجل لنقابة الصحفيين العراقيين وصرحها الإعلامي ما يرفع من مكانتها ويعلي شأنها بين الصروح الثقافية التي يزخر بها تأريخ العراق حيث لم تجد منذ سنوات من يؤطرها بكتاب وثائقي يتابع مسيرتها ويضعها بين أيدي نخب الثقافة من رجالات السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة مثلما حاول مؤلف الكتاب الجديد / نقابة الصحفيين العراقيين..التأسيس والدور والمكانة..عبر صفحات التاريخ العراقي المعاصر / وهي أول محاولة يسبر أغوارها مؤلف عراقي يضع لها إطارا معرفيا يكون نبراسا لأجيال النخب الصحفية العراقية وكوادرها ومن أجيالها الصحفية الصاعدة تتفاخر به بين عمالقة الادب والثقافة والعلوم والفنون التي تزدهي بهم ثقافة العراق المعطاء وإرثها الضارب في أعماق التأريخ العراقي زهوا وعلوا وكبرياء ومجدا وكرامة .

الكتاب الجديد / نقابة الصحفيين العراقيين..التأسيس والدور والمكانة..عبر صفحات التاريخ العراقي المعاصر / سيدخل إهتمام الأسرة الصحفية ونخبها والمكتبة العراقية ويخلد تأريخها في القريب العاجل وهو مكرس لإبراز مكانة نقابة الصحفيين العراقيين ومراحل تأسيسها في التأريخ العراقي المعاصر والدور الكبير الذي لعبه الرعيل الأول من الأسرة الصحفية لإقامة نقابة صحفية مهنية تدافع عن حقوقهم قادها كبار رجالات الصحافة العراقية وأدباؤها القدامى عبر حقب تأريخية مختلفة بدأت منذ عام 1938 والمراحل اللاحقة لكي يضعوا لهم قانونا للعمل الصحفي ينظم أحوالهم في علاقاتهم مع الجهات الحكومية وفي مجالات عملهم الإعلامي والصحفي وفي توفير حياة كريمة لهم ولعوائلهم.

الفصل الأول من الكتاب المرتقب الذي أعده الباحث الإعلامي حامد شهاب يتجاوز عدد صفحاته الـ (300) صفحة بالألوان وهو يتناول نشأة الصحافة العراقية وتاريخها المجيد الحافل بالمآثر والمواقف الوطنية المشرفة عرض خلاله المؤلف المراحل المعاصرة من تأريخ العراق التي بلورت ووفرت الظروف لإنشاء نقابة الصحفيين العراقيين منذ البدايات الأولى لعام 1938 وما أعقبها من محاولات مرورا بالتأسيس والإعلان الرسمي عام 1959 حين أعد لها أول قانون عراقي ينظم عملها ومهامها والقوانين والتعديلات التي أعقبته وهو ما سنحاول تسليط الضوء عليه وعلى القيادات الصحفية التي توالت على قيادة تلك المسيرة بدءا من الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري الى المرحلة الحالية التي يقود مسيرتها الظافرة نقيب الصحفيين العراقيين الحالي مؤيد اللامي.

وفي الفصل الثاني من هذا الكتاب جرى إستعراض المرحلة الحالية لمسارات وتقدم ونهوض نقابة الصحفيين العراقيين وهيكلها الاداري ومنجزاتها الكبيرة التي حققتها للأسرة الصحفية على صعيد المنحة الصحفية والمشروع السكني المرتقب، ومنجزات كثيرة أخرى ثم يتطرق الى أهمية السلطة الرابعة ودورها الريادي في قيادة مسارات العمل الجماهيري وإستنهاض الهمم للدفاع عن الوطن وفي المحافظة على إستقلاله وكرامة شعبه حتى أصبحت علامة مشرقة في تأريخنا العراقي تتقدم صفوف المجتمع العراقي وتتولى نخبها وكوادرها ومختلف العاملين في الحقلين الصحفي والإعلامي لتكون لسان حاله والمعبر عن تطلعاته وهو ما خلد لها تلك المكانة بعد أن أدت دورها الوطني والقومي والإنساني لتتولى قيادة العمل العربي ويكون لها إسهامة فاعلة ومؤثرة على صعيد دولي.

أما الفصل الثالث من الكتاب والذي يكتسب أهمية إستثنائية أيضا فقد سعى المؤلف الى إظهار جهود نقابة الصحفيين العراقيين لأن تدخل ميدانا جديدا لتخوض الأسرة الصحفية غماره لأول مرة والمتمثلة في الإستفادة من عمليات الذكاء الإصطناعي التي راحت تأخذ مديات مهمة ومتسارعة في عصرنا الحالي بالإضافة الى الصحافة الرقمية التي إنتشر إستخدامها على نطاق واسع لتكون الأسرة الصحفية على بينة من التقدم التكنولوجي المتسارع الخطى والذي لابد وأن يكون لها دور ومكانة في الإستفادة من تقنيات العصر الحديث حيث يعد الذكاء الإصناعي علما جديدا يتفوق بسرع قياسية على العلوم الأخرى وهم ما ينبغي مسايرة توجهاته والإستفادة منه في مجالات عملها الإعلامي.

ويوضح المؤلف في كتابه هذا أنه حين يستعرض أوائل من أرسوا بنيان تلك المؤسسة الصحفية العريقة وهي نقابة الصحفيين العراقيين لسيستذكر من خلالها كل تلك الحروف الذهبية التي سطرها الرعيل الأول منذ بدية تأسيسها الرسمي عام 1959 وما بعدها أي بعد عام تقريبا من قيام جمهورية العراق بالرغم من أن وجودها الحقيقي تمثل كما أشرنا عبر صفحات رجالاتها منذ إنطلاقة عملهم عام 1869 وما قبلها من سنوات عبر جريدة الزوراء التي عدت الأساس لإنطلاقة تأريخ الصحافة العراقية مثلها أدباء العراق وخيرة رجاله الوطنيين الأصلاء الميامين فكانوا مشاعر نور عبر مسارات التاريخ العراقي بقيت صفحاتهم تمتليء بكل ما يسر الخواطر ويعلي شأن الدول والأوطان صاحبة الحضارات التي إحتضنها وادي الرافدين العريق بالعطاء الأدبي والعلمي والصحفي والفلسفي والفني وكل سلوك حضاري نال تقدير العالم ودوله وشعوبه على مر الأزمان فكانت مسيرة ناصعة مشرفة بكل ما يملأ صفحات التاريخ العراقي زهوا وإشراقا وادوارا ومكانة تليق بالعراق والعراقيين وما سطروه عبر هذا التاريخ من أدوار مشرفة هي كل ما تتفاخر به الأجيال العراقية عبر حقبها وهم يستحقون أن يكتب عنهم التاريخ بما يعلي شأنهم وما يرفع من اقدارهم بين شعوب الأرض.

ويبرز المؤلف إهتمام نقابة الصحفيين العراقيين لأن يكون هناك دور للصحفيين والإعلاميين ولنقابتهم من خلال كلية أو أكاديمية تعنى بالذكاء الإصطناعي والإستفادة من الصحافة الرقمية في تنمية العمل الإعلامي والتقني المتسارع ، حيث تعد وسائل الإعلام إحدى مجالات إستخدامه المهمة ليكون للاسرة الصحفية دورا مهما في الإستفادة من ميادين هذا العلم الذي داهمنا بسرعة، ولابد من أن نكون حاضرين ومتهيأين خوض غماره بعون الله.

وتنتظر الأسرة الصحفية بفارغ الصبر صدور هذا الكتاب ليكون لهم خارطة طريق تقودهم الى سبر أغوار تأريخ نقابتهم المعطاء والتي كانت لهم أدوار وطنية عراقية نالت تقدير العراقيين وثنائهم كونهم كانوا لسان حال الشعب العراقي والمعبر عن آمالهم وتطلعاتهم في حياة حرة كريمة وحكم وطني رشيد وفي أن يبقى العراق المدافع الأمين عن محيطه العربي والإسلامي ويشارك المجتمع الدولي توقه لتأكيد حقه في إرساء دعائم وحدته وسيادته وإستقلاله وفي الحفاظ على ثروته الوطنية وتحقيق الإستقرار الإقتصادي والسياسي والأمني لشعبه وهم واثقون من أن المؤلف الذي أعد مجموعة كتب عن العمل الصحفي والإعلامي وميدان الاخبار المسربة والحرب النفسية ما يعد إضافات نوعية أغنت المكتبة العراقية والنخب الثقافية بحاجتها الى كل من يهتم بشؤونها ويرفعها المقامات التي تستحق وقد أنجز كل تلك المهام بتألق ونجاح ونال ثناء وتقدير النخب الإعلامية التي أكدت أن نتاجات صحفية وثقافية نوعية كهذه سيخلدها تأريخ الصحافة بأحرف من نور .