A \ إذ سمة الكتابة الصحفية مواكبة عصر السرعة ولربما بسرعةٍ اسرع , وبموازاة السبق الصحفي في ايصال ونشر الخبر والمعلومة , وبقدر تعلّق الأمر بما سيعقب تظاهرات هذه الجمعة وما ستفرزه , فمحكومً على هذه الكتابة بالتريّث والأنتظار على الرغم مما تمتلكه من تقديراتٍ وتحليلٍ وافكارٍ مسبقة .
B \ اندلاع وانطلاق التظاهرات في المحافظات الجنوبية والوسطى دون سواها ” لغاية الآن ” قلّل او افقد الإهتمام بعمليات الفرز والعدّ المعادة والمكررة جرّاء الصناديق المحروقة والمثقوبة وما الى ذلك , ولا أحد يدري كيف تجري مجريات هذا العدّ والفرز بعيداً عن الإعلام , كما لا أحدَ يعرف اذا ما كان التعتيم الأعلامي على ذلك مقصوداً او غير ذلك , ولربما تتحسّب الحكومة من اعلان النتائج النهائية للأنتخابات وظهور اسماء وقوائم وكتل جديدة قد تستفزّ المتظاهرين , واذا ما صحّ افتراض هذا الأفتراض فلعلّه انسب .!
C \ وعطفاً على مداخلات وطريقة حساب اصوات الأنتخابات , وكذلك احالة رئيس الجمهورية لنواب البرلمان الى التقاعد مع كامل امتيازاتهم الممتازة , لكنّ حقائق السنوات الماضية اثبتت وبجدارة أنّ وجود مجلس النواب او عدمه لا يشكّل أيّ فروقاتٍ على الشعب العراقي , بل أنّ عدم وجود هكذا نظام برلماني بائس كان افضل لمصلحة الجمهور , وكان ليجنّب الجمهور العراقي من الوقوع في مثل هذه المطبات والمعضلات الحياتية .. إنه لم يكن برلماناً بالمعنى النيابي او البرلماني , بل كان تجمّعاً لكتلٍ واحزابٍ ذات شرهٍ ونهم في السطو على مقدرات هذا الشعب , ومع أخذٍ بنظر الأعتبار للمثل الشعبي الشائع بأنّ < الأخضر يحترق بسعر اليابس > وهذا الأخضر النيابي يندرجُ في خانة ” ما قلّ وندر ” , كما أنّ هذا اللون الأخضر ليس بذات لون المنظقة الخضراء .ّ
D \ وبأشارةٍ اخرى لرئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم الذي ” قام بتعيين بناته بوظائفٍ ادارية واستشارية في ديوان رئاسة الجمهورية وبرواتبٍ عالية لا تتناسب مع المؤهلات وإشغال هذه المناصب ” وهذا ما لايليق بسيادة الرئيس , ومع حفظ المقام للرئيس وبناته , فما من إمرءٍ او مواطن عراقيٍّ سواءً عربياً او كردياً او تركمانياً او سواهم , بمقدوره أنْ يقدّم او يعرض دليلاً واحدا لما قدّمه رئيس الجمهورية سواءً كان السيد معصوم او سواه , باستثناء صرف المخصصات والرواتب والأمتيازات المالية الخرافية .! , ويدلّ هذا فيما يدلّ أنّ نظام الرئاسات الثلاث في العراق هو نظامٌ غير مُجدٍ وفاشلٌ بأمتياز .! , ثمّ وبالنظر لخصوصية المجتمع العراقي , ولأفرازات الأحتلال المستمرة والمتجذرة , فلم يعد من سبيلٍ سوى اللجوء الى تشكيل حكومةٍ مركزية او ” عسكرية ” خارج نطاقات الأعتبارات المذهبية التي تجزّئ المواطنين العراقيين وتفرّقهم وتجرّ بعضهم الى تناحرٍ لا يريدوه , بل وينبذوه .!