لا يخفى على احد ان تعدد المصادر الأدبية والكتابة التي ينتهجها اصحاب القلم واختيارهم لنوع معين من الادب او ربما الجمع مع كل الانماط والمفردات الموجودة اليوم بحيث ان الكاتب يضع نفسه امام ما يرغب به جمهوره الذي يقرا له كل كتاباته ويقوم بأبداء رأيه بها سواء كان من باب النقد او من باب التوجيه.. وكما معروف منذ قديم الزمان فان العالم عموما والوطن العربي خاصة يمتلك بثقافاته انواع كثيره من المفردات الأدبية وتبقى هذه المسميات اساسية وثابته لأنها اركان مهمة من الادب فالشعر والرواية والمقالة العامة هما اجزاء ومفردات يعتبرها المجتمع من اساسيات الادب بمفهومه الثقافي ومنها تنقسم الكثير من الفروع فالشعر يتكون منه الشعر العمودي والشعر الحر والشعر الشعبي قسم من هذه الانواع الشعرية يتطلب الوزن والقافية وهذا ما نجده في العامودي والحر على عكس مفردات الشعر الشعبي بكل أنواعه النبطي والبدوي وغيره من الاشعار التي نجدها دارجة بالمدن والقرى والارياف والشعر الشعبي ايضا له مفردات خاصه كثيره قسم منها تكتب مفرداته باللهجات المحلية وقسم منها من انواع المفردات الموجودة في التراث الريفي كالعتابة والنايل والزهيري والسويحلي والأبوذيه…
اما اذا ذهبنا الى عالم الرواية فنجدها ايضاً تتكون من اجزاء كثيرة ومن الروايات ينبثق عمل المسلسلات والافلام التلفزيونية وهذه الروايات تجدها متشابهة من حيث المفهوم والتعبير في اغلب ثقافات دول العالم وكتاباتها تتطلب من كاتبها ان يكون صاحب خبره وممارس جدا في مفهوم الرواية التي يصنعها من واقع يعيشه ابناء البلد الذي يعيش فيه ويقوم بترجمتها من خلال كتابتها وتشويق القارئ لقراءتها كاملة..
اما الجزء الاخر من الادب فهو المقالة وهي تشمل احيانا معالجة ادبيات الواقع بصورة آنية وربما تتكلم دوما عن الواقع اليومي للمجتمع وكل ما يدور فيه وكذلك تضع النقاط فوق الحروف لمعالجة حالات مجتمعية معينة ربما تتطلب معالجتها كتابة وشرح مفهوم الصورة التي هي موجودة فيها ونقلها الى اصحاب الشأن لحلحلتها واحيانا تكون المقالة سياسية او ربما على شكل خطاب ديني ولكل مقالة نمطا معين ولكن المحصلة النهائية ان هذه المقالة جاءت لمعالجة حالة موجودة في المجتمع…
من هنا نستطيع ان نقول ان ثقافة الانسان في امتلاكه لمقومات الادب ولتطبيق سلوكياته في المجتمع فالقراءة المستمرة والكتابة هي جزء من ثقافه المجتمع التي طالما نتمنى تطبيقها على ارض الواقع..
ان باستطاعة كل انسان من خلال المعلومات التي يمتلكها ان يكون كاتبا او شاعر او اديب ضمن الامكانيات المحدودة وربما هناك اشخاص لديهم القابلية والقدرة على ذلك ولكن ظروفهم الخاصة وفي اغلب الاوقات من باب الحياء والخجل بمواجهة المجتمع بحقيقته التي يعيش فيها فتجدهم عاجزون ان يقومون بكتابة سطر واحد في حين انهم يمتلكون الخطابة في الكلام ولكنهم يخافون من الفشل ويتصورون ان ذلك الشيء سوف يضعهم في خانة الفشل وهم لا يشعرون انهم يقدمون ابداع ثقافي يستفاد منه كل ابناء الشعوب حتى وان كان من باب معرفة ثقافة الشعوب….