ياحسرة على ايام النعمان .. اين انت هذه الايام .. لله درك من ايام
سيكون هذا الحديث كما ارجوه من القلب الى القلب مع قرائنا الافاضل على الطريقة التي تبناها محمد اقبال (حديث الروح للارواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء ).
والنعمان هو ليس النعمان بن المنذر فلا حاجة لنا به هنا انما هو كاتبنا العزيز الدكتور احمد النعمان الذي يعد احد ابرز معالم هذا الحديث راجياً ان يكون بخير هو وكل الكتاب الافاضل الذين سيمر ذكرهم هنا فلا ادري اين هو الان داعياً له وللآخرين بكل خير انشاء الله.
واذ اعود للاستمرار في الكتابه بعد انقطاع او الاقلال الى حد كبير خلال السنين الاخيرة لجفوة قلبية ابعدتنا عن الكثير من الامور حتى اصابت قلمي ولا سلطان لي عليها (فللقلوب اقبال وادبار) كما هو معروف، ولكنني بعونه تعالى سأواضب كالطالب الحريص في ابداء الرأي لضرورة ذلك في الظروف التي نمر بها كما ارى ما استطعت الى ذلك سبيلا متقدم بجزيل الشكر والامتنان للاخوة الكرماء في الموقعين الموقرين.
وانا افكر في كيفية الشروع ببداية الكتابة حفزني احساس عجيب ممزوج بخليط من الواقع السياسي المؤلم المعاش وتردي الواقع الاجتماعي وطفح المصالح الشخصية واهتياجي للحنين الى الماضي القريب الذي شدني الى بدايات نشأة هذان الموقعان العزيزان كتابات وصوت العراق وكيف كنا والاخوة الكتاب الاعزاء من الرعيل الاول نتبادل الاراء ونناقش الامور وكاننا نعيش مرحلة السبعينات التي كانت تزخر بالنقاشات الفكرية بين الخط الاسلامي والشيوعي آنذاك ولم يكن وقتها وجوداً للخط البعثي حيث دخل علينا بغتةً بعد اغتنامه لفترة الركود زمن عبد الرحمن عارف تماماً كما دخل علينا الدواعش الان بعد استغلالهم الظروف والخيانة في غفلة من الزمن.
لقد كانت مواضيعنا رغم عدم خلوها من التوجه السياسي الذي لايغادر الدم العراقي تتخذ الطابع الاجتماعي والثقافي والعمق الفكري ومسحة من التقارب الوجداني بين الكتاب حتى اننا كنا نتواصل عبر التلفون او الانترنت وقد التقيت ببعض الاخوة فمنهم من زارني في لندن قاصداً من كندا ودعوت الاخوة الاستاذ والكاتب الكبير المحقق غالب الشابندر والشيخ الجليل ضياء الشكرجي والتقيته في بغداد بعد عودتنا.
ورغم دخولنا في نقاشات حادة لاختلاف الرأي غير ان ذلك لم يفسد التواصل بيننا وكاننا نجسد مقولة ( الخلاف في الرأي لايفسد للود قضية )، فتصوروا انني دخلت انا وبعض الاخوة كفريق يمثل الخط الاسلامي المعتدل مع الفريق الثاني الذي يمثل الخط العلماني حتى وصل الامر الى كتابتي احد المواضيع الذي اثار الكثير من ردود الفعل وقتها بعنوان ( فريق نادية فارس يحاكم عادل امام .. القضية الكبرى ). وكان اسم نادية فارس احد الاسماء التي تكتب في الخط العلماني.
غير انني اتفاجئ في يوم من الايام بموضوع لكاتبا العزيز الدكتور احمد النعمان على صفحة كتابات وكان يُعد رأس ذلك الفريق وهو يطلب مني ان اكون مدافعاً عنه بقوله ( ارجو ان تكون محامياً للشيطان لتدافع عني ) في حال تصدي اي احد له لانه بصدد الغياب لبضعة ايام وهو ينوي زيارة احد اصدقائة الكتاب في المغرب
العربي، فلنا ان نتصور ما مدى رقة وصفاء روحية هذا الانسان العراقي الاصيل ومدى الشفافية التي يتمتع بها واقعاً بعيداً عن لقلقات اللسان التي اصمّوا بها السياسيون آذاننا وعند المحك لاتظهر الا اسنانهم المكشرة لالتقام المكاسب من الكعكة العراقية لاغير ولتذهب الشفافية الى الجحيم.
هذا المنحى لاخوتنا الرواد الاوائل في الموقعين اللذان هما بحق اعرق المواقع الالكترونية التي تدعوني ان اتمنى على الاخوة الكتاب التفكير باسلوب تكريمهما بشكل يليق بالجهود التي يبذلونها على مدى هذه السنوات ، دفع باحد كتابنا الكبار الذين كانوا معنا هو البروفيسور عبد الاله الصايغ عام 2012 ومن خلال كتابته لتكريم قامة اخرى من كتابنا الافاضل هو الدكتور منذر الفضل الى تبني الدعوة لتكوين ما اسماه بالكونكرس العراقي في المهجر او ( البرلمان الثقافي العراقي ) ورشح له بحدود اربعين شخصية من اخوتنا الكتاب على ان يتم اختيار عشرين منهم لهذا الغرض ولكن لم تتهيأ الفرص للتواصل ودعم هذه المبادرة المثرية لما ذكرناه انفاً فعذرا والف عذر. وقد اورد الرجل اسماء لامعة عايشناها آنذاك كالقاضي زهير كاظم عبود والاستاذ تيسير الالوسي وسلمان شمسة والدكتور عبد الخالق حسين وقاسم خضير عباس واميرة بنت شميل وضياء الحافظ وداود البصري ومالوم ابو رغيف وكريم كطافة والصديقين العزيزين حميد الكفائي وداود الحسيني. اضافة الى كوكبة رائعة كانت تزخر بهم صفحتى كتابات وصوت العراق ومنهم الاستاذ جاسم المطير ومساميره التي لازالة تدك بكل قوة وعلي السوداني الذي على ما اذكر كان صاحب التعليق الرائع على احد مواضيعنا الذي كان بعنوان ( كتابات في الاتجاه المعاكس ) ونزار حيدر ومحمد الموسوي وعدنان حسين وعبد المنعم الاعسم وكريم عبد ومهدي قاسم وغيرهم الذين ارجو ان يعذروني ان فاتني ذكرهم.
ولكن لايتصور الاخوة القراء ان النقاشات كانت مغلقة بمحور مقابل المحور الاخر بل انها كانت تتمتع بحق بكل الانفتاحية المطلقة فقد دار نقاشاً مطوّلاً لعدة مقالات بيني وبين الشيخ ضياء الشكرجي مثلاً وقد كان من المعممين وقتها حول اجتهاد المرأة وتقليدها وانني اتذكر جيداً عنوان المقالة الاخيرة عندما اقتربنا من الاتفاق في مقالته الاخيرة فأجبته بعنوان ( شيخنا الكريم لازال في النفس شيئ من حتى ).
وقد تلقيت الكثير من ردود الافعال حول سلسلة الاثارات التي امتدت الى عشرات الحلقات التي كان آخرها على ما اذكر ( لتعود للفلس العراقي قيمته ).
ساحاول في هذه العودة ترويج سلسلة حلقات حول موضوع غاية في الاهمية والذي اعتبره انا بفهمي المتواضع اس الازمات في عالمنا العربي الذي اسس الى نخر نسيج هذه الامة ولم يراعى بالشكل المطلوب ولم يعطى حقه الوافي بسبب الخشية من الواقع الاسلامي المتخلف او عدم الجرأة خيفة التسقيط من قبل الطابور المتخلف المسيطر على الامور لانتفاعه بما مضت عليه حيث لامصلحة له بفتح عيون القطط كي لاتلتهم مابيديه ليكون الهدف الاساسي من الخوض في هذه السلسلة هو موقعنا الحقيقي من هويتنا التي نحملها ونعتز بها بل نلتصق او لصقت بنا لتحمل العنوان الشامل ( نحن والاسلام ).
على ان ما تجدر الاشارة اليه هنا انه ليس لهذا الحديث من قيمة تذكر اللهم الا القيمة التأريخية او اعتباره كلام للنكهة او الذكرى ما لم يلتفت الى ما يرنوا اليه من عبرة الاستفادة من التجربة وقيمة ما يكتبه الاخوان مهما كان محتواه والمساحة التي من الممكن توظيفه فيها ( فخير الناس من نفع الناس ).
سائلينه تعالى ان يعيننا على ما ابتلينا وابتلي واقعنا الاسلامي به والحمد له اولاً وآخراً وهو تعالى من وراء القصد.
*[email protected]