تؤكد مصادر رفيعة المستوى في المجلس الاعلى الاسلامي ان المعارك التي تفتعلها كتائب حزب الله وميليشيات اخرى موجودة في الساحة العراقية تعرض مستقبل التحالف الوطني الى معارك وصراعات وانشقاقات قد تؤدي الى الاطاحة بالتحالف الوطني، وتعريض مستقبل الشيعة عموما الى مخاطر جمة، ان لم يتم دعوة قوى التحالف الوطني الى اجتماع عاجل لكبار قادته لانقاذ الموقف من الانهيار.
وتشير تلك المصادر الى ان ممارسات كتائب حزب الله في العراق لاتشكل استهدافا كبيرا لقوى التحالف الوطني فحسب، بل تسعى الى تخريب أي محاولات للتقارب بين التحالف الوطني والقوى العراقية المشاركة في الحكومة والبرلمان.
واتهم المصدر الرفيع المستوى جماعة حزب الله بأنها تريد بذر الشقاق ومحاولات الاحتراب بين القوى العراقية لايصالها الى مستوى القطيعة، كي تتهيأ الفرصة لكتائب حزب الله وجماعات اخرى مسلحة إستغلال الوضع وفرض وجودها على الساحة الشيعية لتكون هي البديل عن القوى الشيعية العراقية، التي تتهمها حركة حزب الله العراقي بأنها فضلت الحفاظ على مصالحها الشخصية وتناست مطالب الشيعة وقدمت ما اسمته بـ ( تنازلات ) للمكون السني على خلاف حزب الله الذي يرى في وجود قيادات سنية داخل الحكومة والبرلمان تقويضا لدعائم حكم الشيعة ولا يستجيب للطموحات الايرانية بأن تكون الكلمة العليا لشيعة العراق وليس لأي مكون آخر.
وكان المتحدث الرسمي للمجلس الاعلى بليغ ابو كلل قد اشار الى محاولات تسعى اليها كتائب حزب الله العراقي لشق وحدة الكتل المنضوية في التحالف الوطني واستهداف مقرات وكوادر المجلس الاعلى في محافظات البصرة وبغداد ومحافظات اخرى ، معبرا عن استغرابه لهكذا تصرفات وصفها بالمستهجنة التي تريد صب الزيت على النار لتزداد اشتعالا، مشيرا الى ان اعتداءات كهذه لايمكن أن تمر بدون حساب، وانها ابلغت معاون رئيس هيئة الحشد ابو مهدي المهندس استياءها من تلك المحاولات التي تكررت في الاونة الاخيرة بطريقة أساءت الى المكون الشيعي عموما، وانها تريد شق الوحدة الوطنية العراقية بزرع بذور الفتنة والانشقاق للتمهيد لحرب اهلية عراقية سيكون الشيعة اكثر المتضررين منها، وربما تؤدي الى وضع نهاية لمستقبلهم السياسي ان بقيت تصرفاتهم التي وصفت بالمستهجنة على هذه الشاكلة من التخبط غير المسؤول،على حساب مكونهم والتحالف الوطني الذي يواجه هو الاخر محاولات عقيمة لاستهدافه وشق وحدته بفصائل من نفس مكونه، وكتاتب حزب الله ومجموعات تدعم هذا التوجه لاشعال حروب طائفية ليس في العراق بل في المنطقة عموما.