23 ديسمبر، 2024 6:27 ص

كتائب حزب الله هي من اتت بالوزير القطري

كتائب حزب الله هي من اتت بالوزير القطري

للمرة الثانية وفي قمة الاحداث في العراق وتسارعها تظهر قطر على خط الحدث وبسرعة وعلنا ففي المرة الاولى كانت في احداث تكريت عندما عرضت مبلغا من المال زهاء 40 مليار $ محاولة اخراج بعض الشخصيات المتواجدة في تكريت وواصلت سعيها مع شخصيات حكومية معروفة لها علاقات واضحة مع السياسيين القطريين وكانت التوقعات هي محاولة اخراج عائلة الرئيس السابق للعراق صدام حسين ووجود عزة الدوري النائب الاول له وجرت الاحداث عكس ما كانت تتوقعه الكثير من الاوساط السياسية والمحللين لوجود الحشد الشعبي وقادته البعيدين عن تلك التحركات والمنشغلين فقط بتحرير
المدينة فباءت كما اعتقد تلك التحركات بالفشل وقتل واسر الكثير في تكريت وجبال حمرين ومنهم عزة الدوري وبعض لمقربين من عائلة الرئيس صدام ..
اليوم وبعد كل هذه الفترة ومنذ العام 2003 يصل الوزير القطري الى بغداد وبسرعة غير متوقعة ويقال ان زيارته ليست في موعدها المحدد بل قبل موعدها لمحدد بفترة ..التقى الوزبر القطر باغلب سياسي العراق من رئيسا الجمهورية والوزراء والنواب وبعض الشخصيات في قمة السياسة العراقية وعموم الحديث امام الكاميرات كان في تجسير الهوة بين العراق ودول الخليج وفتح السفارة القطرية في بغداد وكذالك اعادة العلاقات القطرية الى سابق عهدها كما كان الحديث امام الاعلام والكاميرات ويبدوا ان تسارع خطى الوزير في اللقاء مع اكبر عدد من الشخصيات العراقية واضحا وكأنه
يسابق الزمن ويحاول سبق الساعات في لقاءاته وهذا جدا واضح من تحركاته المكوكية في بغداد ولقاءاته المتعددة وكأنه يحاول الوصول الى بعض الشخصيات التي يريد الوصول لها على خط لقاءاته من اجل اهداف غير معلنة وليست واضحة ..
اكثر من احد عشر سنة لم يتحرك الخليجيين بهذه السرعة بأستثناء دولة الكويت لتأتي زيارة وزير خارجية قطر الدولة المتهمة الاولى في التدخل وتمويل المنظمات الارهابية في قطر وسوريا وعلنا وفي المؤتمرات تحدث الوزير بتمويل قطر لجيش النصرة ودولة العراق والشام ولكن هذه المرة كان الامر اكثر اهمية من من غيره بل وحتى من المرة الاولى التي حاولت قطر فيها دفع المبلغ الكبير آنذاك ..
لماذا هذه لتحركات وما هو هذا الشيء الذي يناضل من اجله الوزير القطري ؟هل السفارة االقطرية تتطلب كل هذا الجهد والسعي للقاء اكبر عدد ممكن من الشخصيات السياسية ومحاولته للقاء بعض الشخصيات العسكرية الميدانية في ساحة المعركة ؟
اكيد الامر ليس كما يتصوره البعض بل هناك امرا اكثر اهمية من كل هذه وتلك ففي الاسبوع المنصرم اظهرت بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر صور لأسرى يقادون من قبل كتائب حزب الله العراق وبأعداد كبيرة يصل العدد كما سرب الى اكثر من 250 شخص اسروا في عملية نوعية قل نظيرها على يد مقاتلي كتائب حزب الله وهم يصلون الى معسكر التدريب الكبير في منطقة الكرمة زحفا وتخفيا التي تقع على مسافة 50 كيلومتر الى الغرب من بغداد وبمسافة جدا قريبة من الفلوجة المعقل الرئيس لقادة داعش وضباطه ومنظريه وشيوخه وينتهي الامر باسر هذا العدد
الكبير دون قتال ودون اراقة دماء من المهاجمين والأسرى واستغرب الكثير من الناس وهم يرون تلك الصور لهؤلاء الشخصيات يقادون بصورة شبيهه بصور اسرى سبايكر المغدورين ويرتدون هؤلاء ملابس عادية ليست ملابس داعش السوداء لمعروفة وبلا لحى ولا شعور طويلة حتى ان المصور المرافق لم يقرب صورهم على الكاميرات المرافقة وأكتفى بتقريب صور المقاتلين من الكتائب العملية هذه تمت بالاستفادة من المعلومات الاستخبارتية لكتائب حزب الله من تلك المناطق وشاهدنا بعض من الشخصيات المرافقة للمقاتلين وهم يرتدون الدشداشة العربية واليشماغ الاحمر والعقال العربي
التي يلبسه سكان المناطق الغربية وكما يبدوا ان هؤلاء الشخصيات هم من ساعد وأوصل المعلومات الى تلك القوة الآسرة ..
لا صور مقربة ولا احاديث ولا لقاءات ولا وجوه كل شيء بدا بعيدا لأهداف يعرفها لمتابع لمثل هذه اللقطات التي لا تريد الاعلان عن بعض الامور التي يمكن ان تؤثر على سير العملية او ربما لها علاقة ببعض الدول الاقليمية العربية المساندة لتنظيم داعش الارهابي وبعدها بأيام يصل الوزير القطري الى بغداد ..
تحدثت بعض التسريبات عن كتائب حزب الله العراق وهم آناس ومقاتلين ينحدرون من الاوساط الشعبية العراقية في وسط وجنوب العراق ومن كل تلك المدن تقريبا اي ان الوصول الى هؤلاء المقاتلين ليس مستحيلا والحفاظ على المعلومة ورميها في بئر عميق اسود مستحيلا تحدثت تلك المعلومات عن وجود عدد يقارب 37 شخصا من جنسيات عربية سعودية وقطرية واردنية واماراتية ضمن هؤلاء الاسرى وهؤلاء ليست شخصيات عادية بل كما تسرب هم من ضباط لمخابرات تلك الدول وارسلوا الى الكرمة من اجل مساندة التنظيم وتقديم الدعم لمادي واللوجستي وتدريب هؤلاء على التجسس والتوغل في مدن
بغداد ومدن كربلاء والنجف والبصرة عن طريق النازحين والهاربين من مناطق الرمادي وتعليمهم كيفية التخفي وطرق الافلات من اسئلة الاستخبارات والشرطة العراقية عند الامساك بهم .
عززت زيارة الوزير القطري للعراق هذه التسريبات وايضا تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صور الشهيد الاسير مصطفى العذاري وهو واقف في وسط مقاتلي داعش على سيارة من نوع كيا وبعد عملية اسره واعدامه بثت الكتائب على مواقعها صورة لشخص اسرته الكتائب وهو مقتول ادعت انه من ضمن هؤلاء المئتين وخمسين الاسرى وهو ضابط مخابرات قطري يقف على يمين مصطفى العذاري مغطى الوجه حسب اعترافاته ويعلن انه كان واحدا من بين هؤلاء الاسرى المئتين والخمسين في معسكر الكرمة القريب من الفلوجة والذي تبعد عن بغداد بمسافة جدا قريبة طبعا هذه المعلومة الاخيرة للضابط
القطري بثت والوزير القطري في بغداد لغايات ذكية جدا تريد تلك الجهة المقاتلة ايصالها له وللسياسيين المتعاونين مع قطر والسعودية .
خرجت الخارجية العراقية مسرورة وهي تعلن نجاح زيارة الوزير القطري الى العراق وان سفارة قطر ستفتح في بغداد بعد ان استطاع الجانبين تذليل العقبات في فتحها ,,نعم ربما نجحت هذه الزيارة في هذا الاتجاه المعلن ولكني اعتقد انها فشلت فشل ذريعا في الاتجاه الاخر والفشل هذا ليس هو الاول ولا الثاني وأعتقد لن يكون الاخير فقطر ماضية في مساعيها لتقويض ووئد العملية السياسية في العراق وسيعود القطرين للتدخل في موضوع أخر والسفارة القطرية لن تفتح والايام القريبة بيننا وحالها حال السفارة السعودية التي من المزمع فتحها في بغداد ومنذ اشهر لكن هذا لا
يعني ان قطر لم تكن موجودة في العراق بل هي متواجدة دوما وحسب ما تراه مناسبا هي وليس سياسي العراق .

[email protected]