10 أبريل، 2024 12:09 م
Search
Close this search box.

كتائب حزب الله الولائية تنتهك السيادة العراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

” التمترس” هو اصطلاح استخدمه الارهابيون للتعبير عن احتماء الارهابي بالمدنيين العزل واتخاذهم دروع بشرية لتنفيذ عملية ارهابية ضد هدف ما او للاحتماء من رد قوى الأمن الحكومية بعد تنفيذ عملية ارهابية. ثمة فتوى حول التمترس اصدرها سابقا شرعيو التنظيمات الارهابية السنية تجيز لاتباعهم تعريض المدنيين للقتل اذا ما صادف ان تواجدوا في المسرح المحتمل للجريمة الارهابية.
كي لايجادل البعض ويشبه بما يطلق عليه بالعلوم العسكريةCollateral Damage)) أي الخسائر العرضية غير المقصودة التي تصاحب العمليات العسكرية في بعض الاحيان، اقول كي لايشبهونها بمفهوم التمترس الارهابي. فهذه الخسائر غالبا ماتنتج عن خطأ أو أخطاء غير مقصودة. المنظمات الارهابية الشيعية لم تجز علنا التمترس لكنها تعمل به . فمثلما إبتدأ الارهابي الشيعي عماد مغنية العمليات الانتحارية ثم تلقفتها المنظمات الارهابية السنية، أجاز ارهابيو السنة التمترس بالمدنيين العزل أولا فتبعهم ارهابيو الشيعة.
كذلك تبنت المنظمات الارهابية السنية لاحقا فتوى الشيعي آية الله محمد حسيني بهشتي ثاني اهم قائد للثورة الاسلامية في ايران بعد الخميني، المقتول عام 1981 في تفجير مقر حزب جمهوري اسلامي من قبل مجاهدي خلق، الفتوى التي اصدرها لانصار الثورة الاسلامية في ايران بان يقتلوا كل من يشكون، لمجرد الشك، بولاءه لنظام الشاه فان كان المقتول مواليا لنظام الشاه فيكون قد نال جزاءه وان لم يكن كذلك فسيحشر في الجنة. فقالوا – اي الارهابيون من اتباع مذهب السنة- يحشر المدنيون الابرياء الذين يقتلون اثناء العمليات “الجهادية” في الجنة ان كانوا مؤمنين والا فانهم يستحقون ماجرى لهم ومثواهم النار واذن لاجناح ان قتل مدنيين عزل صادف وجودهم قرب المكان المستهدف ولاحرج من التمترس بهم .
عندما توصل الجنرال بيترايوس الى صلح مع عشائر المنطقة الغربية وتأسست مجالس الاسناد لمقاومة ارهابيي القاعدة في العراق، لم يبق لحكومة ايران خيارغير تشكيل وتدريب ودعم ميليشيات شيعية عراقية كي تبدأ من حيث انتهت منظمة القاعدة في العراق لافشال المشروع الديمقراطي في العراق وهذا ماحصل فعلا. لايختلف عاقلان على حقيقة ان هدف ايران الرئيسي والمعلن من دعمها للمنظمات الارهابية في العراق هو منع نشوء نظام سياسي ديمقراطي تمثيلي على انقاض ديكتاتورية البعث الشمولية، وليس اوضح دليل على ذلك من قول عضو مجلس الخبراء الايراني آية الله المتشدد أحمد جنتي إذ قال يجب هزيمة المشروع الامريكي في العراق – ويقصد طبعا المشروع الديمقراطي- حتى لو كلف ذلك مقتل 10 ملايين عراقي.
عندما اتمت ايران تاسيس وتدريب وتجهيز ميليشيات شيعية عراقية لمقاومة “المشروع الامريكي،” بدأت العمليات الشيعية المقاومة للمشروع الديمقراطي عام 2007 .إما ماسبق ذلك كمعارك جيش المهدي في النجف وميليشيات اخرى في مناطق متفرقة في جنوب العراق، فلم تكن موجهة ضد المشروع الامريكي الديمقراطي بقدر ماكانت صراعات قوى داخلية للاستحواذ على الموارد المحلية ك “النذور” المتحصلة من الاضرحة الشيعية في النجف وكربلاء وموارد النفط والموانئ وما الى ذلك من موارد.
تقول تقارير أمريكية، تسببت الميليشيات التي تدعمها ايران بمقتل حولي 800 جندي امريكي بعد عام 2007. طبعا لانعرف كم هو عدد المدنيين العراقيين الذي قتلوا جراء عمليات هذه الميليشيات ضد القوات الامريكية وذلك لعدم وجود احصائيات دقيقة عن ذلك إما بسبب خوف الحكومات من توثيق ذلك أو عمالتها لايران أو عدم اكتراثها بارواح مواطنيها أو ايمانا بفتوى التمترس او بفتوى بهشتي حول حشر المقتول البريء بالجنة والمقتول الآثم بالنار.
رغم تحذيرات الحكومة العراقية والقادة والمهتمين بالشؤون السياسية من مغبة الانجرار الى حرب بين امريكا وايران بالوكالة على التراب العراقي، لم تمتنع الميليشيات الولائية من استهداف المعسكرات العراقية التي تأوي بضعة افراد من القوات الامريكية. منذ 28 تشرين الاول، شنت الميليشيات المدعومة من ايران 11 هجوما صاروخيا على معسكرات تضم وحدات عراقية وامريكية. ولم تحمل تلك الميليشيات – على راسها كتائب حزب الله- التهديدات الامريكية بالرد والتي صدرت من قمة هرم الادارة الامريكية المتمثل بوزيري الدفاع والخارجية، لم تحملها على محمل الجد. لحسن حظ الميليشيا الولائية ولسوء حظ العراقيين فان كل من أصيب بهجماتها على تلك المعسكرات كانوا جنودا عراقيين، وما أن قتل متعاقد أمريكي نتيجة قصف شديد ومركز ب 30 صاروخ هذه المرة على معسكر كي وان في كركوك حتى جاء الرد مزلزلا إذ غارت الطائرات الامريكية على خمسة قواعد لكتائب حزب الله الولائية: ثلاثة في العراق واثنتان في سوريا، فقتلت وجرحت العشرات من مقاتلي الميليشيا المذكورة بمن فيهم مساعد آمر اللواء 45 أبو علي الخزعلي.
تنافست الاحزاب والمنظمات والقادة العراقيين على شجب العمليات الامريكية ضد كتائب حزب الله وندبت السيادة الوطنية المستباحة من قبل الامريكان وهدد بعضهم بالويل والثبور ووصفوا كيف سيكون الانتقام القادم. لكن لم يجرؤ اي منهم مهما كان شأنه او منصبه او اية جهة او كتلة او حزب ، بعد اي من الضربات التي اصابت جنودا عراقيين، على شجب من قاموا بها والمطالبة بالتحقيق ومعرفة الجناة الذين يستهدفون جنودنا في ساحات التظاهر من قبل قناصين وفي المعسكرات من قبل مطلقي صواريخ الكاتيوشا.
سيادة العراق ،ايها المتباكون عليها، انتهكتها القطعان الولائية التي تغتال المتظاهرين وتقنص الجنود الذين جردتهم الحكومة من اسلحتهم كي لايردوا، وهذه القطعان هي نفسها التي تخزن الصواريخ الايرانية في الاراضي العراقية رغما عن انف الحكومة وهي التي تشن عمليات عسكرية في العراق ضد مواطنيه العزل لصالح النظام الايراني وضد مواطني سوريا لصالح نظام الاسد وبالضد من سياسة عدم التدخل بشؤون دول الجوار التي تتبناها الحكومة العراقية.
على ذوي الجرحى من الجنود العراقيين الذين جرحوا نتيجة قصف كتائب حزب الله لقواعدهم بحجة استهداف الامريكان، عليهم مقاضاة الكتائب او الحكومة والمطالبة بمحاكمة الجناة والا فان سكوتهم يعني مباركتهم تقديم ابنائهم قرابين في سبيل المشروع الايراني التوسعي. الا يستحي عادل عبد المهدي وغيره من القادة العراقيين من التباكي على انتهاك السيادة الوطنية من قبل الامريكان لانهم ردوا على من قتلوا امريكيا واحدا وجرحوا عدة جنود عراقيين نيابة عن الحكومة العراقية التي كان يفترض بها القيام بواجباتها في حماية جيشها والقوات الامريكية التي استدعاها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لتقود تحالفا دوليا لطرد داعش وتدريب وتجهيز الجيش العراقي؟ لكن كيف يستحي من لايوقف قنص واغتيال واختطاف مئات المتظاهرين السلميين العزل لان قاسم سليماني يخاف من احتمال امتداد مطالبهم بالحرية الى عمق ايران؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب