17 نوفمبر، 2024 8:27 م
Search
Close this search box.

كتائب حزب الله الفوضى اللاخلاقة

كتائب حزب الله الفوضى اللاخلاقة

كتائب حزب الله اليوم هي الأكثر تأزما في ما يخص الاستقرار التنظيمي والسياسي من غيرها من الحركات الإسلامية الأخرى العاملة في العراق ، فهي أكثر من غيرها مهيأة لفوضى مدمرة داخلياُ وخارجياً ، لكن لماذا ؟؟؟

فهل تخلت كتائب حزب الله عن ثوابتها ؟ هل ضاعت الاهداف التي نشأت من اجلها ؟ هل فقدت طابعها التنظيمي شديد التماسك الذي كانت عليه في بدايات التأسيس ؟ هل باتت الكتائب اليوم غير قادرة على تعبئة كوادرها وجماهيرها (المتناقصة) في الاتجاه الذي تريد ؟ أم أن حراكها بأتجاه العمل السياسي سلبها ما كانت تتميز به من غموض ، وزهد بالمكاسب الدنيوية ؟ .

من خلال الإجابة عن هذه الاستفهامات يمكننا اليوم ابراز الفوضى اللاخلاقة التي تعيشها كتائب حزب الله على المستوى التنظيمي والفكري ومدى تأثيرها على مستقبلها المقاوم .

(لم يكن أحدٌ يتوقع أن تصل الكتائب الى ماهي عليه اليوم من فقدان كل نقاط قوتها، وأن تنعدم كل الفرص لأعادتها على ماكانت عليه أيام الصف الواحد المتماسك ، نعم؛ (لم يعد هذا ممكنا) فما زالت كوادر الكتائب المؤسسة حتى اللحظة (رغم اتفاقها على عدم أهلية القيادة الحالية)، منقسمة على نفسها، بينما تستمر قيادة الكتائب في ضل ذلك عاجزة عن تقديم أي حل، أن لم تك زاهدة في ذلك.

إن تعقيدات الوضع الداخلي اليوم، وفي ظل ما تتعرض له الكوادر المؤسسة من تجاهل، وتراجع مكانة الكتائب على كافة الأصعدة، وما يُبيَّت لمستقبل الكتائب من قبل البعض من محاولات لشطبها من الوجود المقاوم، أمر يهدد بأخطار جسيمة على مستقبل الكتائب.

لقد غابت الحكمة وغاب رجالها، ووضع الكتائب الداخلي يغلي، والقيادات الحالية التي تتربع على عرش القرار ليس لديها الإرادة والقناعة لتصحيح المسار، والحالة تنزلق إلى متاهات مرعبة.

ما الذي يمكن أن ينتظر من هذا الواقع المأزوم ( والكلام لمن يهمه الامر )، في ظل أجواء فوضوية لا تبعث على التفاؤل والأمل.؟ هل المطلوب هو الاستسلام ، والركون لمتاهة النفق ؟ ما الذي يمكن أن يُفعل من أجل إيصال رسالة الألم والحسرة )

كل هذا وأكثر كان كلاماً لاحد الكوادر المؤسسة لكتائب حزب الله الذي ختم كلامه بهذه العبارة : ( أن اهم المعضلات التي تواجه الكتائب اليوم هي تسلم دفة قيادتها شخصيات غير مؤهلة لتقود حركة ثورية مقاومة تسعى لتغير الواقع وانشاء واقع جديد. فمعظم قيادات الكتائب اليوم تفتقد إلى أهم المميزات التي تجعل الشخصية القيادية فعالة ومثمرة)

نعود الى حيث كنا ، أي الإجابة عن الاستفهامات التي أثرناها .وسنحاول في هذه الكتابة ان نجيب عنها بطريقة الجواب الجمعي وليس الاستغراقي ، ومن خلال النقاط التالية .

1- أن كتائب حزب الله تعيش اليوم مشكلة كبيرة على صعيد المفاهيم، والتنظيم، والاتصال، والمعرفة، والجمهور المخاطب، والموارد البشرية، والمنافسة. وذلك كون ادارتها اليوم قائمة على أساس السيطرة وليس على المشاورة .

2- كما وأن أهم عقبة تعيق (كتائب حزب الله) من وجهة نضري هي أن مخرجاتها باتت تضخ عنصراً حزبياً مشوهاً يقيس محيطه على مسطرة (الكتائب فقط) فالكتائب مقدسة، وأما الاخرون فليس بذلك؟ وبالتالي باتت هذه المسطرة تعميهم عن روية الفشل الذي هم فيه .

3- الكتائب اليوم وتحت قيادتها التبعية أصبح من السهل استدراجها الى أي مستنقع أو عمل استنزافي يقضي على ما تبقى منها ؟ خاصة في ضل نهج ( بدرنة الكتائب ) سياسياً وعسكرياً من قبل ( ؟ ).

4- سيطرة (عشاق المال) على مصادر القرار في الكتائب ، حيث باتوا يسيرون الكتائب وفق مصالحهم وأهوائهم .

5- عدم وضوح غايات وأهدف القيادة في عقول الكوادر وهو ما تسبب في ايجاد خلل كبير في الصورة التي ترسبت في وعي الكوادر والأتباع وكذلك شتتت الهوية لديهم

6- القيادة الحالية للكتائب ومسؤولي الوحدات لا تعير اهتماما ألا بصناعة الأتباع الذين يحسنون التملق والتنفيذ الفوري والإيمان بأوامر المسؤول وحكمته، فالقيادة جعلت أبنائها متمحورة حول شخص واحد وليس حول القضية التي أوجدت الكتائب من أجلها

7- إفراغ الشورى من مضمونها وتجميد أي نشاط لها، وهو ما أدى الى زيادة التصدعات والتكتلات السلبية.

كل هذا وذاك وأبناء الكتائب المساكين يساقون (بسلطة التكليف) إلى حيث لا يدرون.

أذن خلاصة ما حاولنا تسليط الضوء عليه هو أن الفوضى التي تعاني منها كتائب حزب الله هي اختلال في اداء الوظائف والمهام الموكولة الى قياداتها، وافتقارهم الى الرؤى الاستراتيجية وعدم قدرتهم على صناعة الهوية التي تجمع وتميز افرادها .

يتبع (تقدير استراتيجي لمستقبل كتائب حزب الله في ضل التموضع الداخلي للأحزاب والحركات)

أحدث المقالات