ربما يتساءل الكثيرون عن سبب اختياري لموضوع كبريت المشراق حيث ان هذه الثروه الوطنيه المهمه والتي تعتبر ثاني ثروه بعد البترول ولكنها مع الاسف اهملت كثيرا في العراق لانشغال الدوله في الصناعات النفطيه والغاز فقط من ناحية ومن ناحية أخرى كون هذه الشركه احد تشكيلات وزاره الصناعه والمعادن والمفروض ان تكون هذه الشركه مرتبطة ادارياتها ومرجعياتها الى وزاره النفط على اعتبارها ثروه وطنيه ثانية بعد البترول…
ان حقل كبريت المشراق الواقع في محافظة نينوى ضمن الرقعة الجغرافية لمنطقة جنوب الموصل والتي تعتبر الرئة الاقتصادية لمحافظة نينوى.. ويعتبر من الحقول الكبيره للكبريت في العالم وهذا موثق عالميا وحسب المواقع الجغرافيه للثروات الطبيعية العالميه…. وللتذكير ببعض المعلومات وكما اشرت لذلك في مقالة سابقة فانه يوجد في هذا الحقل ثلاثة منابع اوحقول للكبريت الاول بمجمل احتياطي 65 مليون طن والثاني يصل فيه الاحتياطي الى 65 مليون طن أيضاً واما الحقل الثالث والذي يقع في الجانب الأيسر للحقل الاول فيقدر الاحتياطي فيه باكثر من 200 مليون طن.. علما ان العراق بدأ فعليا في انتاج الكبريت من الحقل الاول في عام 1973 الى عام 2003 حيث توقف الانتاج نهائياً وان الكبريت الذي تم انتاجه وتسويقه يقدر بعشرين مليون طن تقريبا… وهذا يعني ان الاحتياطي المقدر في مكامن الارض يقدر بأكثر من 300 مليون طن تقريبا.. وهكذا هي ارض الرافدين. ارض معطاء دائماً فسبحان الله نهر دجلة وماءه العذب ويمر من تحته بمسافة 150 متر تحت الارض ملايين الاطنان من الكبريت. وللعلم ان الولايات المتحدة الامريكية عرضت شراء هذه الثروة عام 1966 ولكن لم تستحصل موافقة الحكومة العراقيه في حينها… وحتى لا ادخل في مقالتي القصيرة هذه عن فوائد الكبريت فقط اريد التذكير ان عدة صناعات ومواد صناعية تستخرج منه واولها الكبريت الزراعي ومادة الشب التي تدخل في تصفية المياه وحامض الكبريتيك وغيرها من مئات الصناعات الاخرى….
كان حقل كبريت المشراق الذي استخرجت منه مادة الكبريت الاصفر قد شيدته شركة بولونيه في سبعينات القرن الماضي وبعد الانتاج تم تسمية تلك المعامل وملحقاتها بالشركة العامة لكبريت المشراق. وقد باشرت عملها منذ اليوم الاول للانتاج وتوالت عليها عدة ادارات وتعتبر شركة مهمة جدا من النواحي الفنية كونها احد مفاصل دعم الموازنه العامة للدولة العراقية وتضم كادر هندسي وفني كبير ولكنها بسبب ظروف قاهرة توقفت عن الانتاج وبسبب الحروب وغيرها تهالكت اغلب مكائن الانتاج فيها… ولكن كما يقول المثل العراقي العسكري (الوحدة بآمرها) نعم اليوم هذه الشركة بدأت تستعيد عافيتها من خلال العمل على اعادة معامل الانتاج وبتقنيات ومكائن حديثة.وبجهود كادرها الفني والاداري وفي مقدمتهم الدكتور عبدالمنعم نائف العبوش المديرالعام للشركة وكل الكوادر فيها….
اليوم ندعوا من خلال مقالتنا هذه كل الشركات العالمية والمتخصصة في الصناعات الكبريتية وحامض الكبريت لزيارة هذه الشركة العملاقة بثروتها المهمة ومايزيد البهجة والسرور الى القلب هو استقبال الكادر الوظيفي بدءاً من السيد المدير العام الدكتور عبدالمنعم العبوش ومرورا بكادر مكتبه ومدير المكتب الاستاذ باسم المنديل وكل الطاقم الفني والاداري ومايجده الزائر من حفاوة وترحيب لايمكن وصفها… ولابد لنا ككتاب مستقلين ان نذكرها ونذكر بها فوالله والله والله ان الروح التي يحملها شخص المدير العام الدكتور عبدالمنعم العبوش تفرض علينا ان ننحني اجلالاً واحتراماً لها لبساطتها وعكس ماتكلمت به الرياح المسمومة الصفراء عندما ابدوا تعليقاتهم على مقالتي السابقه… والمفاجأة الاخرى انه لايغادر مكتبه الا ساعات متأخرة في الليل واحيانا يبقى هناك بصورة مستمرة وهو يتابع عمله باجتهاد ومثابرة وهدفه وغايته اعادة الذهب الاصفر( الكبريت) الى مكانته في الاسواق العالمية…
فهذا الانسان الطموح لابد من كل المسؤولين وعلى رأسهم دولة السيد رئيس الوزراء والذي يبدي اهتمامه الخاص بهكذا امور اقتصاديه مهمه والاخوة اعضاء مجلس النواب الممثلين لمحافظة نينوى من دعمه مادياً ومعنوياً حتى يعيد انتاج وصناعة الكبريت وتعود الشركة العامة لكبريت المشراق الى سابق عهدها ترفد ميزانية العراق باثمان مايباع لديها من كميات تقدر بآلاف الاطنان يومياً وهذه الشركة التي يعمل فيه آلاف الموظفين من فنيين واداريين وحرفيين.. وتعتاش عوائلهم من رواتبهم التي يقبضونها من هذه الشركة…
وعلى الاخوة من الملحقيات التجارية التابعة للسفارات العراقية في الخارج مخاطبة هذه الشركة لتزويدهم بمعلومات عن مادة الكبريت وكيفية الاستفادة من مواده الاولية ضمن الصناعات المتطورة حاليا وخاصة اذا ما عرفنا ان الكبريت اصبح ضمن مفردات الصناعات الإلكترونية واستخدامه مهم جدا.. حتى تستطيع الشركة ومن خلال هذه الملحقيات التجارية التواصل مع كل الشركات العالمية ضمن نفس الاختصاص..وقد زودني بمعلومات دقيقة الاستاذ جمال الملامنصور مسؤول الاعلام في الشركة واضاف ان الشركة رغم توقفها هذه الفترة الا انها تمتلك كميات كبيرة من الكبريت الخام مستخرج وتقدر كمياته بثمانون الف طن وموجود مع توفر الكبريت الزراعي ومادة الشب الصناعيه اضافة الا وجود كميات كبيرة جدا من مادة الفوم الذي يحتوي على نسبة ٨٠٪ من الكبريت الخالص وهو صالح للاستخدام ويمكن الاستفادة منه في بعض الصناعات وان الكمية المتوفرة منه تقدر بمليون وثمانمائة الف طن تقريباً..