26 نوفمبر، 2024 3:47 م
Search
Close this search box.

كبرياء الشعب وشموخه ؟

كبرياء الشعب وشموخه ؟

 كان العالم أجمع بانتظار ما سيقوله روحاني لاوباما في الاتصال الهاتفي الذي جاء بعد قطيعة بين الدولتين منذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران حيث أكد روحاني رئيس جمهورية إيران الإسلامية ان مسألة البرنامج النووي الإيراني هي خاصة بكبرياء الشعب وشموخة ولم يقل يحق لنا امتلاك النووي للإغراض السلمية رغم ان هذه من تلك,, كم هي مثيرة هذه العبارة وكم هي ذات معاني غزيرة ومؤثرة اذ ان هناك قادة يحترمون كبرياء الشعب وشموخه وهناك شعب له شموخ وكبرياء ,, اذ طوال تلك الفترة والسنوات والمفاوضات المرثونية التي كانت تعقدها ايران مع الدول الست 5+1 في المفاوضات على البرنامج النووي الإيراني كانت تستخدم عبارة ((لإيران حق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية)) وحينما أصبح الاتصال مباشرا بين اوباما وايران تغيرت العبارة الى شموخ وكبرياء الشعب الإيراني ,, صُدمت وأنا اقرأ  هذا الخبر مع علمي ان عالم السياسة وارد فيه كل شيء اذ لا صداقات ثابتة ولا عداوات ثابتة وإنما هنالك مصالح ثابتة تعتمد عليها الدولة في إدارة التوازن مع مختلف القوى سوى كانت في محور الأعداء او الأصدقاء,,ولكن لله درك يا وطني لم يشبهك أحد الا نفسك فأنت فريد في كل شيء حيث خيراتك تشبع سكان الأرض و نصف أبنائك جياع  كبريائك مهزوم وشموخك منكسر لا يمر يوم الا وتتناثر أشلاء أبنائك متطايرة,, لله صبرك فلا الرجال رجالك ولا الزمان زمانك حيث تعد مسائل الكرامة والكبرياء والشموخ والعزة مسائل ثانوية في المفاوضات مع الدول الأخرى بدءا من ميناء مبارك ونهاية بتسليم القتلة السعوديين والعرب الى دولهم ,,لان السياسة في العراق لا تستمد طاقتها وقوتها من الشعب ,,نعم الشعب هو من أتى بالبرلمان والشعب ينتخب ولكن تنتهي علاقة البرلمان والحكومة بالشعب بعد فتح صناديق الاقتراع مباشرة حيث يصرخ الشعب ويستغيث من حمى الإرهاب والفساد ولا إذن سامعة  ,,ونشاهد التخبط في كل شيء فلا السياسة الخارجية واضحة ولا الداخلية بعكس ألجاره ايران التي رسمت خطوط عريضة واضحة لسياستها الخارجية الإستراتيجية  واستمدت صمودها من صمود شعبها لتواجه مختلف العقوبات المفروضة عليها من الغرب والاتحاد الأوربي ,,شعبها الفارسي الذي يعتز بقوميته ووطنه أكثر من اعتزازه بدينه أما نحن فاعتزازنا مشتت ومضطرب تارة نصفق للوطن وتارة للمذهب وتارة للعشيرة وكل هذه المسميات في وطني لا تصطف لتكون كتلة واحدة بأسم كبرياء الشعب وشموخه ,,وللإنصاف نقول أيضا لم نسمع رئيس عربي يتحدث عن شموخ وكبرياء شعبه,,اذ ان عقود من الزمن والشعوب العربية قطعان ترعى في بستان طويل العمر يقبلون يده وينحنون له إجلالا واعترافا منهم بأنّ طويل العمر  لا يسهو ولا يخطأ وانه الأحق في رعايتهم وما هم الا مجموعة من البدو الرحل قد منّ الله عليهم بأن عثروا على طويل العمر فأسكنهم فسيح دياره وآمنهم من خوف وأطعمهم من جوع فسّبحوا وهلّلوا باسمه ,,هذه هي القيادات العربية وتلك هي الشعوب تسلط مقابل خنوع وخضوع ,,تفكك وتشرذم مقابل ضعف للقيادة وتبعية للغرب,, كم تمنيت أن أرى رئيسا أو سفيرا في الخارج يتحدث عن كبرياء الشعب وشموخه!! ربما شاهدت فقط جماهير المنتخب العراقي تهتف ((ارفع راسك أنت عراقي)) ولكن سرعان ما يطاح بالرؤوس المرفوعة في صباح مفخخات بلادي التي آمنت ان كل يوم لم يحدث فيه تفجير فهو عيد كما ان كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد..
[email protected]

أحدث المقالات