18 ديسمبر، 2024 10:06 م

” كايزر الفرنسي ” لا يليق بمعركة الموصل !

” كايزر الفرنسي ” لا يليق بمعركة الموصل !

مَجازاً او مجازيّاً يمكن القول أنّ ايّ رصاصةٍ اضافية تكون مفيدةً في المعركة , وللتعابير المجازية شؤونٌ وشجون .سبقَ وأنْ أشرنا خلال الأيام القليلة الماضية ” لِما هو معروفٌ للكثيرين ” أنّ معركة الموصل هي المعركة الفريدة والأولى من نوعها في تأريخ الحروب حيثما واينما كانت , من حيث أنّ قوّاتٍ نظامية ومدعومة من عشرات الدول الأخرى تخوض معركةً دامية مع تنظيمٍ ارهابي ويضمّ متطرفين من مختلف الجنسيات ويستخدم اساليباً لم تعهدها الحروب من قبل < العجلات المفخخة المسرعة ويقودها انتحاريّون > , وهي معركةٌ لا تدورُ رُحاها في اراضٍ مكشوفة بل في شوارع وازقّة مدينةٍ كبيرة ويمتلكون فيها تحصيناتٍ بالغة التعقيد واساليب التفخيخ .
  جسامةُ وسخونة هذه المعركة التي تتداخل فيها الأبعاد السياسية مع العلوم العسكرية وتشتركُ في دواخلها الأبعاد الأقليمية ” المحددة ” مع عواملٍ واعتباراتٍ أخرى , والتي نتفاعل معها جميعاً مهما كانت نسبة التفاعل عند البعض , فقد اثارني خبرٌ وكاد يستفزّني ” على نحوٍ ما ومن زاويةٍ سيكولوجيةٍ على الأقل ” , حيث اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية بأنها نشرتْ او وضعتْ او نصبتْ ! مدفعين إثنين ” فقط ولا ثالث لهما ! ” من طراز < كايزر الفرنسي > على مقربةٍ من الموصل , كما أنّ وكالة فرانس بريسذكرت يوم امسٍ أنّ المدفعين المذكورين قد تمّ نقلهما في نهاية عام 2016 من قاعدة القيّارة الى نقطةٍ تبعد  من قاعدة القيّارة الى نقطةٍ تبعد 20 كم شمال الموصل , هذا ولغاية الآن فأنّ 4 مدافعٍ فرنسيةٍ فقط ولا غير قد جرى ارسالها الى العراق في نهاية الصيف الماضي , حيث جرى وضعها او نصبها في قاعدة القيّارة المذكورة , والتي تقع على بُعد 60 كم جنوب الموصل , وبناءً على ذلك فقد جرى الإبقاء على مدفعين فقط في القيارة والتي هي المقرّ العام لقيادة التحالف الدولي بقيادة US وكذلك للقيادة العسكرية العليا للقوات العراقية .
   بهذا الصددِ , لابدّ لنا أنْ نشكر فرنسا على مساعدتها العسكرية المتواضعة للغاية في تقديم مكان ومسافة المدفعين المذكورين الى مسافةٍ اقرب ! , إنّما ولكنّما فبجانب أنّ هذين المدفعين , او الأثنين الآخرين لا وزن لهما في معركةٍ تشتركُ فيها عشراتٌ من كتائب المدفعية العراقية التي تضمّ مئات المدافع واكثر , وبجانبِ اعدادٍ مماثلة من الصواريخ ومدافع الدبابات والأسلحة الأخرى , والمسنودة بالمدفعية الأمريكية , لكنّه ايضاً فأنّ عدد مدافع ال ” كايزر ” الفرنسية لا يليق ايضاً بمكانةِ دولةٍ عظمى كفرنسا .! أُشيرُ ايضاً ” بالرغمِ من عدم إلمامي باللغة الفرنسيةِ بشكلٍ مطلق , إلاّ أنه يبدو لي أنّ إسم المدفع الفرنسي ” كايزر ” مشتق لغوياً وعسكرياً من مدفع ال ” هاوتزر ” العالمي الذائع الصيت منذُ قرابةِ قرنٍ من الزمن .