24 مايو، 2024 12:42 ص
Search
Close this search box.

كان يو سبيك انكلش..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

ذات يوم وانا اتمشى في بغداد سمعت هذه العبارة “كان يو سبيك انكلش..؟؟” فاستدرت لاجد امامي شابا نحيفا قصيرا ذو سحنة اسيوية.. فاجبته “يس اي كان”.. نعم استطيع.. تفضل ماذا تريد؟ اجابني بانه صيني وقد خرج من الفندق ليتمشى ويشتري اغراضا ولكنه ضل طريق العودة وسالني ان كنت استطيع مساعدته.. الموضوع احتاج مني الى “صفنه” فهذا الصيني مطلوب لجهات عدة منها القاعدة وواثق البطاط والعصائب وبقية ابطال المسلسلات الكارتونية في العراق..!! لانه اجنبي وبخطفه يمكن الحصول على فدية جيدة (رغم ان الصيني سعره متدني في السوق لتدني جودته..!!) كما انني “صفنت” مرة اخرى (والرجال ينتظر بكل رحابة صدر) فقلت قد يكون مخابرات صينية وهي كغيرها من مخابرات الدول التي لها مصالح في العراق تراقب السوق والسياسة وشربت الحاج زبالة في آن واحد..!! فهممت بان ارفض طلبه الا انه ابتسم ابتسامة صينية “صفراء” واقترب مني ليخبرني بانه سيتبعني الى اي مكان ولو الى بيتي.. وهنا فضلت ان ارافقه الى الفندق على ان تراني خالتي “شكرية” وانا اصطحب واحد من هؤلاء “الصفران الغبران” كما تحب ان تسميهم وهي تعبر عن مكنون ثقافي وحضاري رفيع المستوى..!!
سرت معه في الطريق الى فندقه فبادرني بالاسئلة عن بغداد (الى الان لا يمكن ان اعرف ان كان صحفي او مخابرات) كم هو معدل الرواتب؟ كيف تصف جودة التعليم؟ كيف تصف البنية التحتية؟ هل لدى الشباب العراقي رغبة بالعمل لدى القطاع الخاص؟ وغيرها من الاسئلة.. وانا كنت اجاوبه بما “تبقى لدي من روح وطنية”.. الرواتب جيدة لمن يمتلك عملا ولا تسألني عن نسبة البطالة لان الوزارات المعنية عندنا تعد الحديث عن البطالة اشبه بالحديث عن الملابس الداخلية..!! التعليم جيد و”خفيف” و”سريع” فمثلا يمكنك الحصول على شهادة في الدكتوراه مشابه للشهادة التي كانت تسعى خلفها النائبة مهى الدوري..!! (وهنا رأيت التعجب على وجهه لانه لايعرف عن عمق وانتشار وسعة “نزاهة” التيار الصدري شيئا)..!! وبالنسبة للبنية التحتية فهي جيدة “في تصريحات عبوب” وغير جيدة “على الواقع” ولكننا اكتشفنا الخطأ وسنقوم باستبدال الواقع بتصريحات عبوب..!! واما عن رغبة الشباب.. وهنا انقطع الحوار لانني فوجئت بسيطرة امامي وقد تسمرت اعين منتسبيها على الصيني مما اصابه بالذعر وكأنه “ارهابي” لا يمتلك مالا كي يهرب بواسطته من الباب الامامي للسجن..!! فبادرت الجنود.. شلونكم شباب هذا الرجال يريد يوصل للفندق وانا دا اوصله.. فبادرني احدهم.ز سؤال بلا زحمة هذا صيني لو ياباني؟ وقبل ان اجاوب رأيت الجنود وقد قطعوا السير في السيطرة وتحلقوا حول الصيني وهو يبتسمون ويشيرون اليه باشارات “بعضها” تنم عن ترحيب كبير وهو يرد عليهم بابتسامات بلهاء مشابهه وهنا “كمز” الى ذهن احدهم طريقة لمعرفة هل هو صيني ام ياباني فقال بصوت عال.. شباب.. اني راح اسأله سؤال ومن اجابته راح اعرف صيني لو ياباني.. اتفقنا.. فردوا عليه بصوت واحد.. اتفقنا.. فاستدار نحوه وسأله بانجليزية “فصيحة”.. “ار يو جاكي شان؟؟” فهز الصيني رأسه وابتسم قائلا “جاكي شان” وهنا استدار الجندي معلنا انتصاره وهو يهز رأسه بثقة.. مو كلتلكم.. طلع ياباني..!!

اودعناكم

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب