خرج من مقهى ((أرخيته ))
كان يحاول أن ينهي فيلمه
عن ألأحتجاجات
لم يمل النقاش الذي دار
في حب بغداد وعشاقها…
أعرفه جيدا…
هذه ملامحه وطبائعه
وصورته حين يمشي
وصوته وهو يعاند محنته
يتجسد مسرحا للحياة…
وهموم الناس
وجماهير الباب الشرقي
وهو يردد لعنته للفساد
بلكنته المعروفة
ويرفض عنف لهاث التردي
ويرى طعنتهم موطئا
رسمت خذلانهم في التحدي
مازال يعاندهم
ويحمل لافتة التصدي
……
الكرادة تعرف طلعته
وطلته البريئة ترسم قامته
حين يدور الشوارع فيها
يمشي الى ساحة التحرير
يتوقف في ((كهرمانه )) حينا
يتذكر ان ((الأربعين حرامي ))
يتخفون في قاعها
وجرات الماء تتوزعهم
فيمضي في وجهته ….
يتوقف ثانية في ساحة الفردوس
كأن الأسم يداعبه
فيحلم بفراديس الوطن
وتضاريس الاشياء
وهتاف الجماهير بأحتجاجاتها
ترسم أنتباهته الحزينة
لكنه ظل يمشي
عابرا ساحة النصر
تفاءل من أسمها
ومن وهج الشباب وشدة حرقته
ولظى حر بغداد
غلبته دموع الفرح
والأنتظار أستبق الأمل بوجهته
هاهو الأن يدخل الساحة
من جهة السعدون
ليستذكر خطبته …
ويدور بين الجموع بها
مستقبلا قلب قبلتها
ليعيش في وهج المغامرة
متكأ بأكتاف الرجال
وصيحات النسوة الأمهات
ودعاء الأرامل
في صور المغدورين
وصراخ المظلومين
ونداء المفقودين …
ومدار الأزمات
يرتقي جدارية النصب
يغوص بين التماثيل
والرموزالتي تتطلع بالوجوه
محتفلا بحشود الأيادي
التي ترتفع وتنادي له
وهو يصورها بأحتفاء
والسماء لافتة ودعاء
ترقى حشود الصابرين
…….
………
يالسعادته …..
وهو يرى الشمس
في لونها القزحي
والناس تكتض
في ساحة التحرير
والبلاد تتوحد
في وهجهها
وهو يكتب في ظلها
عاش العراق …..
……
……….