18 ديسمبر، 2024 9:11 م

كان على اوردغان ان لا يتوسع في السياسة الخارجية

كان على اوردغان ان لا يتوسع في السياسة الخارجية

كانت بدايات حزب العدالة والتنمية في حكم تركيا الأطلسية بدايات اتسمت بالهدؤ والتركيز على البناء الاقتصادي ، والتوسع في الاستثمار ، وكان لدخول تركيا طرفا منافسا لروسيا في اسيا الوسطى ان شجع الاتراك للتوسع في التصنيع والانفتاح على هذه الاسواق الخارجة توا من أقتصاد الدولة الشمولية إلى اقتصاد السوق ، وقد سعت الدولة لتقديم التسهيلات للتجار القادمين من اواسط جبال أوكرانيا او بعض دول ما وراء النهر ، او دول الاتحاد السوفيتي السابق القريبة منها ، غير ان احول حزب العدالة والتنمية لم تستمر على حالها بعد ان تحول اوردكان من زعيم حزب سياسي الى حالم على كرسي السلطان ، إذ اختلف مع قادة الحزب وفي مقدمتهم عبد الله كول ، وأخذ بعد التودد لاوربا من اجل الدخول الى الاتحاد الاوربي ، وبعد ان رفض الاوربيون ، السماح لتركيا الدخول للاتحاد لعدم الاخذ ببعص المعايير ومنها الحرية وحقوق الانسان ، وبعد اعلان حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة ارهابية زاد خلاف الاوربيين مع اوردكان ، وأخذ الاتراك يتدخلون في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ، وخاصة سوريا بعد مشكلة عبد الله اوجلان ، وفي عام 2011، اعلنت تركيا العداء المفضوح للنظام السوري ، ودخلت تحت مكيدة مكافحة الارهاب طرفا في إعداد الإرهابيين وارسالهم الى سوريا تحت مسميات شتى وعلى رأسها الجيش السوري الحر الممول تركيا خالصا ، وكان نتيجة للتقدم الاقتصادي ان تحسنت الليرة التركية ، غير ان توتر علاقات أنقرة بتل أبيب ، وتوتر علاقة أنقرة بواشنطن فيما يتعلق بالتقرب من روسيا والحصول على صواريخ s400 المتناقضة تماما مع نظام الحلف الاطلسي ، وتدخل تركيا الاخوان المسلمين بشؤون مصر ان توترت علاقاتها ايضا بمصر والسعودية على خلفية عداء السعودية الاخير للاخوان ، وكان لوقوف تركيا الى جانب قطر ان دخلت في خلاف ايضا مع الامارات ، وبالمجمل فان تركيا اوردكان المختلفة تماما مع المعارضة العلمانية الداخلية ، والمتدخلة عسكريا في شمال العراق ضد البكا كا ، والمتدخلة بقوة عسكرية كبيرة في سوريا ، ولخلافاتها المزمنة مع اليونان ، هذه الدولة السلطانية نتيجة لسياساتها الخارجية المتوسعة بشكل يفوق حجمها وحجم اقتصادها بدأت تنكفئ ليرتها بفعل الخلاف الامريكي التركي حول التسليح والضغط الاقتصادي التي تمارسة الويلايات المتحدة عليها ، وبفعل مصاريف الحروب الخارجية ، فأنها بدأت تدخل مرحلة العد التنازلي لاقتصاد مثقل بالديون ، ولسياسة عدوانية ذات طابع ديني كل أطرافه الاخوان المسلمبن ، اللذين يخسرون اليوم المعارك في السعودية والسودان والامارات ومصر ، وفي سوريا لا زال دورها غير محسوم لان علاقاتها الزئبقية مع ايران وروسيا انما هي علاقات أنية ، وانها لن تعود بقادرة بفعل سياسات اوردكان على معادات المعارضة في الداخل العلمانية منها او الكردية او المعارضة الخارجية لسياسة الاخوان العدوانية ، وأفول نجم اوردكان بات قريبا كما أفل نجم الدولة الاسلامية، اذ توجب على صانعي السياسة التركية ان لا يدمجوا ماضيها الامبراطوري بحاضرها المعتمد على جيش كبير مستهلك واقتصاد لا يمكنه السير وراء سياسة خارجية مفتوحة…