6 أبريل، 2024 11:12 م
Search
Close this search box.

كان على العراق أن يرد عسكريا على تركيا

Facebook
Twitter
LinkedIn

انا من أنصار السلام ، وعدوا لدودا للحروب ، ومن دعاة حل المشاكل سلميا بين الدول ، ولكن أنا أيضا من دعاة تثبيت مبدأ السيادة التي أقرها مؤتمر فيينا عام 1815، والسيادة تعني تلك القوة القانونية التي تملكها الدول في فرض الأمن داخل حدود الدولة ، ولما كانت تركيا طيلة كل هذه الأعوام تدك الأراضي العراقية بشتى أنواع الأسلحة ، فإن للعراق الحق القانوني بدك الأراضي التركية وفق مبدأ المعاملة بالمثل ، او وفق مبدأ الدفاع عن النفس ، أو وفق مبدأ اعمال حق السيادة.
أن العراق وفق أي معيار هو دولة لها شأنها مهما فعل فيها العملاء ، ولها شعب يعد من أذكى شعوب المنطقة ، وهو شعب قوي مهما أضعف الفاشلون دولته ، واليوم يستيقظ هذا البلد على وقع قصف تركي على مرفق سياحي مدني ، لم تشر أي معلومات سابقة على وجود لحزب العمال الكردستاني في هذه المنطقة ، وان وجد كان على القادة الميدانيين الاتراك التحوط والتحسب قبل الأمر بالقصف ، ولكن وبالنظر لعدم اكتراث أؤلئك القادة بالبشر ، فإن الخسائر كانت كفيلة بأن تدفع الجانب العراقي للرد وبذات الطريقة وبذات الأسلحة ، سييما وان هذا الفصف للمناطق المدنية لم يكن إلاؤل من نوعه ، إنما هو واقع بين سلسلة طويلة من الاعتداءات العسكرية ،
أن وجود حزب العمال الكردستاني هو وجود يشترك في ديمومته كل من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بدعم من إيران ، وهو إحد وسائل إيران للضغط على الجانب التركي ، كما وان سكوت حكومة الإقليم يعد تواطأ لا مبرر له ، وهو بوجوده في جبل قنديل يعد وسيلة لابتزاز تركيا ، أما حكومة بغداد فهي حكومة الزمن الاغبر ،، لا تحل ولا تربط ، لا بل إنها حكومة ( گضي يومك وامشي) لا حكومة عبد الرحمن عارف الذي سارع لنجدة إخوانه في حرب حزيران عام 1967 .
أن استنكار حكومة بغداد ومحاولة اللجؤ إلى مجلس الأمن إنما يؤشر الى وجود اتفاق بين بغداد وأنقرة غير الاتفاق المعروف السابق ، وان إيران ملزمة بوقف الدعم عن مقاتلي حزب العمال لأن العراق لم يعد يستطيع التبرع بدماء أبنائه من المصطافين أو الطلبة أو الكادحين .
وعلى تركيا التي تدخل أنفها في ليبيا وسوريا وأوكرانيا وغيرها من دول المنطقة ، أن تعلم انها ليست دولة عظمى ، أنها تحارب بعقلية السلطان القديمة ، وأنها تمر نتيجة ركوبها آلة الحرب بأكبر أزمة اقتصادية جعلت من الليرة في الحضيض ، عليها أن تعلم أن العراق ليس ساحة حرب لها مع إيران ، وان هذا البلد أن ينسى من يسبب لشعبه الآلام ، غدا سيحكم العراق من يقول لكل دول المنطقة أن العراق لن يكون إلا دولة تناطح الجميع…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب