23 ديسمبر، 2024 1:09 ص

كان عدوي .. فأصبح اليوم صديقي !!

كان عدوي .. فأصبح اليوم صديقي !!

استوقفني قرار محكمة الرصافة للنزاهة وغسيل الاموال ،بحق محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي بالسجن ثلاث سنوات وحجز امواله .. ومن النظرة الاولى قلت الحمد لله فبشائر محاربة الفساد قد بدأت فعليا في العراق ..

ولو اني على اطلاع بعمل كل محافظ عمل في محافظة نينوى منذ الايام الاولى للاحتلال .. وكلمة حق تقال .. رغم اني اتقاطع مع الرجل فكريا وسياسيا ، لكني اجده انزه من باقي المحافظين واكثرهم عملا وتحقيقا للمشاريع للمحافظة ..

وعند اطلاعي على القرار الاخير الصادر ضده وحيثياته وظروفه .. وجدته باطلا على باطل كليا .. وهو الامر الذي رفع من شأن الرجل وعزز مكانته في المحافظة .. كونه حكم على تهمة خلاصتها انه استجاب لقرار مجلس المحافظة بعدم الموافقة على تسليم عشرين جامع سني للوقف الشيعي ..

وعند التوقف على ظروف القرار يتضح ان الشكوى قدمت ضده قبل سبع سنوات من الان وقدم وقتها اوليات القضية وقرار مجلس المحافظة بهذا الشأن الذي يلزم المحافظ عدم تسليم الجوامع للوقف الشيعي .. والمفاجأة الكبيرة لماذا القرار صدر هذه الايام حصرا ؟؟ ولم يصدر منذ سبع سنوات رغم انها قضية واضحة وبسيطة .. ولماذا صدر القرار وفق محاكمة مستعجلة لم تستمر سوى دقائق معدودة دون علم المتهم او بحضوره … وماذا فعل المحامي المنتدب من المحكمة غير الصمت والقبول لياخذ اتعاب القضية التي لم تستمر عنده سوى لحظات بسيطة..

فالسؤال الكبير .. هل عادت حليمة لعادتها القديمة ؟ كما يقال في المثل .. وبعد ان وثقنا بعض الشيء بنزاهة القضاء العراقي ، هل عاد للتسييس والتسقيط من جديد بناءا على رغبات شخصيات مؤثرة ؟ .. والا ماذا سنوصف مثل هكذا قرار ؟؟ فعلامات الاستفهام عليه كثيرة جدا من حيث التوقيتات .. والشخصنة والاستهداف .. والاخطر في ذلك كله عند الاستفسار من المحكمة عن سبب حجز اموال النجيفي والتهمة ليست سرقه او فساد او غسيل اموال لكي تحكم فيها محكمة النزاهة وغسيل الاموال وهو لم يسرق او يختلس .. فلماذا في هذه المحكمة بالذات ولماذا حجز امواله ؟؟ ليأتيك التفسير القضائي ” العجيب” ان القضية حولت من قضية عامة الى قضية شخصية ضد النجيفي لاستغلاله منصبه كمحافظ في عدم تنفيذ قرار تسليم الجوامع للوقف الشيعي ” المدعي في القضية “..!!!

عجيب غريب امركم ياعراقيون اليوم .. الم تضعوا في حساباتكم ، ان كل عراقي” سني حصرا” .. وكل موصلي ” سني حصرا ” سيقف اليوم موقف المدافع عن اثيل النجيفي .. والسبب انكم اعطيتم الرجل صورة البطل المدافع عن محافظته وعن مذهبه وعن وطنيته ..

فقرار الحكم الصادر بحق النجيفي الذي حيك في الغرف المظلمة والمشبوهة ..هو قرار ضد كل عراقي موصلي وضد كل عراقي سني .. لان كل موصلي يعرف جيدا ان مركز مدينة الموصل هو سني بالمطلق ولايوجد فيه شيعي واحد .. فلماذا قبل سبع سنوات يطلب الوقف الشيعي تسليم الجوامع له ؟؟ وما هو مغزى ذلك .. فالواضح ان المؤامرة كانت مقصودة على سقوط الموصل منذ ذلك الوقت وبقيادة ايرانية نفذها بخبث ” نوري المالكي ” ومن وقف معه من اراذل الموصل الخونة امثال ” اللويزي واحمد الجبوري وعبد الرحيم الشمري ” واخرين .. بهدف نشر المذهب الشيعي في الموصل وهو ماتذهب اليه ايران من فكرة تصدير الثورة ..

فشكرا للقضاء العراقي المسيس ؟؟!! وشكرا لعملاء ايران .. الذين قدموا الشهادة بالدليل الواقع والملموس على براءة ونزاهة اثيل النجيفي ..