17 نوفمبر، 2024 2:48 م
Search
Close this search box.

كان حلماً!

حلمت لسنوات بأن التقي بـ هشام الذهبي وتحقق حلمي.
قررت قبل عدة اشهر تنفيذ هذا الحلم، وقلت لنفسي ” سأركب الطائرة وأهبط في مطار بغداد وأبحث عنه حتى أجده، أجلس معه لساعة زمن وأعود الى المطار” وبذلك أكون قد حققت حلمي بزيارة العراق الذي أحبه ورأيت بصمة بيضاء على تاريخ أقل ما يقال عنه داكن. قرأت قبل أيام وبالصدفة في صفحة الأخ علي الموسوي بأن منظمة ” فرحة يتيم” ستستضيفه في النرويج فلم أتأخر بالاتصال به وعرضت خدماتي لرجل خدم الطفولة بدون قيد أو شرط فعلى الأقل أقدم له خدماتي كذلك بدون أي حدود نيابة عن كل من لم يستطع شكره في هذا العالم.
تأخر برامجه بسبب تعليق رحلته استقبلته أخيرا قبل أيام في داري وكم كنت سعيدا بوجوده مع أصدقائه واصدقائي الكرام، وأشعر كلمة سعيد أو أي كلمة أخرى هي كلمات خجولة و غير قادرة على وصف مشاعري لحظة وصوله، أمر أقرب للحلم منه الى الحقيقة.
سأنقل لكم بعض الاحاديث.
أولا عن الموصل!
عندما تحدثت عن الموصل ووجع المدينة وألم ابناءها، أجابني رافعا حاجبيه انبهارا وهو يقول:
أبناء هذه المدينة يثيرون دهشتي. تخلى عنها الجميع، بينما هم يكنسون الشوارع بصمت. حب شباب الموصل لمدينتهم لا يقارن بأي مدينة أخرى. للمعلومات لحد الآن الأنبار لم تعمر كما تم اعمار الموصل، بأيدي ابنائها.
قلت له وأنا اشعر بالغبطة.
عندي تواصل مع منظمة خلوها أجمل.
قاطعني
أعرفهم رائعين.
كم أنا فخور بكم وبتعاوني معكم يا شباب الموصل وكم أتمنى أن يكون هناك تعاون بينكم لتحقيق مشروع هشام الذهبي.. ذهبي في كل تفاصيله فهو يفكر اليوم ببناء ثمانية عشر دار يشبه داره في بغداد أي في كل محافظة من محافظات العراق.
بكل تأكيد في مثل هذا الحديث لا أنسى ذكر الرائع دكتور سعدالله وما قدمه للطفولة في الموصل… ولا أنسى العمل الإنساني والثقافي في مؤسسة بيتنا وبقية المنظمات المحلية.
الدافع للاستمرار
وبينما كنا نحتسي الشاي في أجواء حميمية شد انتباهنا الشاب المبدع فاروق الموسوي مدير منظمة Fakkeltog بسؤال جعلنا آذان صاغية. وقف فاروق ورفع صوته قائلا:
أستاذ هشام عندي سؤال.
التفت اليه واتجهت ابصارنا تجاهه.. أجابه – تفضل.
أنا بدأت بالعمل منذ عام 2015 وبدأت أشعر بالتعب لذلك قمت بعمل وشم بشعار منظمتي على ذراعي.
سحب كم ذراعه وأظهر وشما لشعار منظمته وعرضه أمامنا مسترسلا في حديثه.
بحيث كلما أكلت أتذكر بأنني يجب أن أستمر بتغذية منظمتي وأن لا أتوقف. يا ترى ما هو الدافع الذي يجعلك تستمر؟
ابتسم الذهبي وأجابه بهدوء.
تذكر أنني تبنيت طفلا من الشارع كان قطعة لحم واليوم أراه أمامي طبيبا ناجحا وصاحب عائلة، فهل أحتاج لدافع للعمل أكبر من هذا.
بقي صاحب المقال مشدوها للحظات وبدأ بتصفيق عفوي ومسح دمعت عنيدة قررت أن تسيل رغما عنه.
لهذا السبب سأستمر بنشر فكر العطاء وسأعمل لزرع قيم اجتماعية عالمية ليكون للعالم مكيال واحد .. وليبقى الانسان هو القيمة العليا أين ما كان ومن أي طيف أو لون كان.
أنتهى الحديث واستجد دافع جديد قوي للعمل والتغيير .
عند الوداع قلت له – هل تعلم أن لديك رأس مال كبير. استدار نحوي مندهشا وكأنه يقول لي من أين.
أجبته – قلبك من ذهب. أسم على مسمى ذهبي. أجابني بخجل – شكرا.

أحدث المقالات