22 نوفمبر، 2024 3:44 م
Search
Close this search box.

كان الوطن ينعم بالأمن والأمان وسيادة القانون

كان الوطن ينعم بالأمن والأمان وسيادة القانون

قبل عام ٢٠٠٣ كان الوطن ينعم بالأمن والأمان وسيادة القانون .. بغض النظر ان الحكومة كانت بعثية أو غيرها ، لكن الوضع الآن جعلنا نتفكر بالأيام التي كنا نعيشها قبل احتلال العراق
كانت ميزانية العراق لا تتجاوز السبعة أو ثمانية مليارات دولار ويعيش العراقي براتب شهري اياً كان قدره (( ٣٠٠٠ – ١٥٠٠٠ – ٢٥٠٠٠ )) دينار عراقي وكان لكل فرد عراقي شهرياً (( ٢ كيلو رز – ٢ كيلو سكر – بالاضافة الى الشاي و البقوليات و مساحيق الغسيل وكذلك امواس الحلاقة ومعجون الاسنان وحتى اعواد الكبريت وفي بعض الاحيان السكائر و زيت الطعام والطحين وغيرها من الاشياء لم نعد نتذكرها )) وكان العراق يُصَدِّر الخضروات والفواكه لدول الجوار … فوق كل هذا كان الفرد اذا خرج الى ابعد بقعة في العراق فهو في امان الله لا ضرر يصيبه الا ما قدر الله له .. كل القوميات والطوائف تقول انا عراقي لا احد يتجرأ على قول غير هذا الكلام … نعم كان العراقي مسموح له عمل كل شئ سوى (( المساس بالرئيس – المساس بالبعث – المساس بأمن الدولة )) غير هذه الامور من الممكن ان تكون لها حل في اقسى الحالات تُحل ، كان العراق ما قبل ٢٠٠٣ يعيش على الزراعة في البلد والصناعة المحلية التي تسد حاجته ولا حاجة لأموال النفط الا القليل منها ربما يحتاجها العراق .. اما كرامة الانسان كانت محفوظة بنسبة ٩٠٪‏ ربما اكثر وربما اقل بقليل .. وكانت الكفاءات تملأ أزقة الوطن ولا يغادرها احد ، وفي خارج العراق تقف حكومات العالم اجلالاً واحتراماً لك فقط لأنك عراقي … إنتهى الماضي

٢٠٠٣ عام انهى وجود وطن يدعى العراق أنتهى وقت الكرامة ، انتهى وقت الحقوق انتهى وقت الكفاءات ، انتهت كلمة العراق الواحد فكلٌ يغني على ليلاه …
دخل الاحتلال فإحتل الفكر قبل احتلاله الارض ، دخلت معه اجندات الدول وجاءت بكل الحثالات من الارصفة الاوروبية وغيرها و وضعتهم على كراسي الحكم ليتسلطوا على رؤوس اهل العراق ، نثروا بذور الفتنة في كل شبر من ارض الوطن ، فصار ذاك سني وهذا شيعي والاخر مسيحي و يزيدي وصابئي ، واصبح العراق في حكم الماضي لدى العالم فلم تعد العراقة ، انتهكت الحقوق و سلبت الارادة وقُتلت الكرامة واستبيح الدم العراقي في جميع الازقة والاحياء ..
موازنة تقدر بـ (( مئتي مليار دولار )) و لا حصة تموينية ولا زراعة و لا صناعة و لا شئ من ذلك القبيل فكل الذي في الاسواق مستورد حتى الخضار .. رواتب الموظفين لم تعد تسد نصف حاجتهم ، لا امان لك ان كنت من نينوى ونويت الذهاب للعاصمة وان كنت من البصرة كذلك ، اعتدي على حقوق الناس وحقوق الدولة ستكون ملكاً وبكل بساطة بعدة دولارات ستكون انت المعتدى عليك … كل هذا واكثر تجده في العراق في ظل ساسة سُذّج يتبجحون بدفع ابناء هذا الوطن الى الهاوية
 يا ايها العراقي ان المتحالفة عليك انت من المؤيدين لها وباقي الطوائف فكل العراقيين الذين يقتلون ويموتون ويسجنون ولا يعرفون لماذا فالامر واضح للجميع لماذا ولأجل من وانا اقول لأجل (( السعودية ، قطر ، ايران ، الكويت )) هذه الدول التي يركض الشعب ويموت من اجلها بكل جهل ودون وعي ودون معرفة ، فالكل يلوم الكل ولا احد يريد ان يصحوا من احلامٍ رسمتها له تلك الدول التي تدعي حبها و وفاءها للعراق وبكاءها على المواطن العراقي ..
هنا نقطة النهاية
 فحلم كل عراقي العيش بأمان دون ان يشعر بأن الامان لا يأتي سوى من اصلاح نفسه قبل ان يكون مصلحاً للآخرين ومتفلسفاً برؤوسهم متلاعباً بعقيدتهم .. اترك العقائديات ما بين الفرد وخالقه ومن بعتقد به واصلح حالك اصلح حالك
فالدول تحكم بالعقول لا بالطبول ..

أحدث المقالات