20 ديسمبر، 2024 7:49 ص

كانت ولا زالت وستبقى مدينة الرشيد

كانت ولا زالت وستبقى مدينة الرشيد

من الأمور التي يجدُ البعضُ بها فرصةً للنقد أو الحوار غير المجدي .. موضوع كتابة المقال الحر وقيام بعض المرائين والمنافقين بالتهجم .. علينا مجرد النقد الصحافي .. هذا الصنف من المتخلفين عليه أن يجد طريقاً آخر ووسيلةً أخرى غير التهجم على الناس , وإطلاق النعوت الفارغة , بين هذه الأعمدة تتداخل أصوات شدت رحال أنينها لساعات توزعت بين أشلاء النخيل وغربة الاشتياق وخرير منفي لماء يتجه إلى الجنوب والوسط والشمال , أنها المنارات وقباب الذين كانوا يستظلون بالتقوى (بغداد العروبة ) مدينة السلام والمساجد والمعابد تحول رخامها إلى أناشيد حزينة وشوارع بغداد العز تستصرخ ضميراً وقلوبا ودماً توشحت بها أرصفتها المتكسرة انظر ها هم أهلها الطيبون يزيحون غبار التفجيرات الدامية بعد أن بدأت الحرب السياسية تعود من جديد إلى هذه المدينة الباسلة المجاهدة أو هكذا يبدو , وتاريخ بغداد العظيم تاريخ قديم وضعت أسسه ما بين العصور القديمة و الحديثة صدق زعيم بريطانيا ورئيس وزرائها السابق تشرشل عندما قال أن (الديمقراطية ) هي أسوأ نظام في هذا العالم ولا يمكن الأخذ به و لا يمكن أن يطبق على الجميع ! عذراً لقرائنا الأعزاء أنا لست متشائما ولست من دعاة وأنصار من يجاهرون بالحقيقة في بداية الطريق , ولا أريد هنا أن استفز مشاعر الإخوة الأعزاء ممثلي الشعب العظيم في مجلس النواب العراقي لكن واقع الحال يحتم علينا قول الحقيقة عذراً لهذه المقدمة في بداية ( مقالي ) هذا وأتوجه به إلى القادة السياسيين العراقيين الذين يجتمعون تحت الوصايا الإقليمية لدول المنطقة , المواطن في العراق اليوم يصاب في حيرة من هذا الأمر فتداعيات مثل هكذا لقاءات لم يصب الشارع العراقي بشيء لان العراقيين اليوم مهمومون بالعديد من المشاكل الداخلية التي وضعت بداخل منازلهم وان هذه الاجتماعات لم تختلف عن اللقاءات السابقة فعامل الخلاف والاختلاف بين الحكماء والحكام سواء كان منهم أعضاء مجلس النواب القديم أو الجديد في الداخل أو في الخارج , فأن مكان الاجتماعات تعقد فيه عدد من المؤتمرات و اللقاءات وحتى يومنا هذا والخلاف لا يبارح طاولات مثل هكذا لقاءات وكانت النتائج تخرج( اتفقنا على أن لا نتفق ) فبغض النظر عن الأسباب الحقيقية لعقد هذا اللقاء المهم الذي جاء بإرادة أمريكية إيرانية وعن النتائج التي تتمخض عنها وان كانت مكشوفة إعلامياً ودولياً لا تحتاج إلى تعليق والمستقبل أمامنا , أما كان الأجدر بالساسة العراقيين أن يجدوا حلولاً واضحة تقنع الشارع العراقي المثقل بالهموم البائسة الآن ! وأهمها امن البلاد والأغرب من هذا أن هذا اللقاء بشأن مشاكل العراق وان الشعب العراقي يتملك مشاعر الخيبة والفشل في القضية لان عقد الاجتماعات في هذه الأيام لم يتحقق منها شيء يهم الشعب العراقي , وهنالك اجتماعات مستمرة للقادة السياسيين في دول الجوار وفي عدد من المنتجعات العربية , لان عقد هذه اللقاءات في المنتجعات لتهدئة الخواطر وراحة الأعصاب ويبدو أن الأماكن السياحية هو المكان الأمثل الذي يلجأ إليه الحكام المنهمكون فهذه ليست المرة الأولي والأخيرة , فالقمم واللقاءات التي تقام في هذا المكان وان كانت كبيرة أو صغيرة فهذا المكان كما يبدو كفيل بأن تلين فيه القلوب وتطيب النفوس وربما غنت فتصبح الأنامل جاهزة وأكثر رقة في التوقيع على الأوراق الناعمة فربما أن رؤية البحر هناك تنسيهم بحار الدم التي تسيل في بغداد والموصل والانبار والبصرة وديالى وفي عدد كبير من مناطق المعمورة , وربما أن الهواء النقي هنالك ينسيهم ازمات الشعب العراقي وقضية إشعال الفتنة القومية ما بين العرب والأكراد وإشعال حرب جديدة والسجالات الطائفية بين المكونات السياسية العراقية وربما هذه المشاهد تنسيهم المشاهد المأساوية لجميع العراقيين وما يتعرض إليه أبناء هذا الشعب كل يوم ونقول للعالم أن الديمقراطية في العراق بأي ذنب قتلت .. وعند الحديث عن الديمقراطية في هذا البلد بشكل واسع نقف في كثير من الأحيان ببعض المواقف والانطباعات الغير دقيقة ونعتقد ونحن نخوض في هذا المدخل في انه يجب التفريق بين الديمقراطية في هذا البلد والديمقراطية الغربية التي تمثل الجوانب الاجتماعية والسياسية في أن واحد , أن الديمقراطية ليست بذرة موجودة في الثقافة الخاصة بأي شعب ولكنها نتاج تضافر جهود متعددة داخلية وخارجية تدفع إلى أحداث تغيير في النظام السياسي والاجتماعي القائم من خلال تحليل الواقع بمختلف جوانبه بموضوعية وواقعية كما أن تطبيق الديمقراطية بشكلها السليم وعلى قاعدة الحرية للجميع سوف تقلل فرص اللجوء إلى العنف كما يحدث في جميع بلدان العالم المتحضر لتحقيق الأهداف السياسية , أن حديقة الأمن اليوم في العراق تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع على الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدي على الأمل يعتدي على الحياة ويشوه الإنسان ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ونقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد وندمر ونهدم باسم الدين السياسي ، فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل ( الإيراني – الأمريكي ) ومن يساعده وتحمي موقفه . في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية . واليوم الحضارة العراقية أمام امتحان صعب يجب على السياسيين سير في الخطوات التالية التضامن بين أفراد الشعب ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا , هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء التضامن بين العلماء والمفكرين والسياسيين تحت مظلة العراق الواحد لخدمة البلد والشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثرواته بعيدا عن المحاصة الإسراع بجلاء أعداء العراق أذا ما اكتملت هذه العوامل وتلاحم الكل لأجل الكل , فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب العراقي العيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد , ولا وصاية من احد صغير ولا كبير قدموها للشعب حتى تبقي الثقة موجودة ومتواصلة بين جميع الأطراف وكان للدور الإعلامي كلمة الفصل في هذه المناسبة وهي صاحبة الحظ الأوفر لكسب المواطن العراقي البسيط وهذا ما لاحظناه من خلال استطلاع أراء الشارع العراقي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات