12 أبريل، 2024 3:34 م
Search
Close this search box.

كانت مهاباد أول جمهورية كوردية

Facebook
Twitter
LinkedIn

تمر اليوم الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس أول جمهورية كوردية بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ونتيجة لتقاسم النفوذ في ايران تصارعت قوتين فيما بينها بهدف السيطرة على وارداتها النفطية وإشتد الصراع بين بريطانيا والأتحاد السوفيتي في الوقت الذي إستغل الكورد حرمانهم من التمتع بحقوقهم القومية والسياسية أسوة بباقي الشعوب الأخرى , كون الكورد يمثلون ثالث أغلبية في ايران بعد الفرس والأذربيجانيين بما يعادل سدس السكان ومع ذلك بدأت ومنذ أوائل الثلاثينيات سياسة صهرهم في إيران من خلال منع استخدام اللغة الكوردية في المدارس والدوائر وترحيلهم وتغيير أسماء المدن الكوردية ، الأمر الذي حفز على نمو حركة قومية تحررية كوردية , وقد أدى هذا النشاط السياسي الكوردي إلى تأسيس جمهورية مهاباد كواحدة من المكاسب التي إستفاد منها الكورد من دعم سوفيتي في وقت كانت فيه القوات السوفيتية لا تزال تسيطر على أجزاء من إيران منذ دخولها إلى هناك في صيف عام 1941 بصحبة القوات البريطانية، وكان من المفروض أن تنسحب القوات السوفيتية من إيران بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية حسب اتفاقية عام 1942 مع حكومة طهران لكن السوفيت رفضوا الانسحاب من إيران عشية اندلاع الحرب الباردة وقاموا بالمساعدة على تأسيس جمهوريتين في منطقة نفوذهم العسكري داخل إيران ، كانت أولاهما جمهورية أذربيجان بينما كانت الثانية جمهورية مهاباد في المنطقة الكوردية من إيران في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي اتخذت شكل تنظيم سياسي تجلى في تشكيل الحزب الديمقراطي الكوردستاني/ إيران بزعامة قاضي محمد.

تم إعلان ولادة (جمهورية مهاباد الشعبية الديمقراطية) الكوردية بواسطة زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران قاضي محمد في 22 كانون الثاني عام 1946 وعاصمتها مهاباد , وشملت مساحتها 30% من المساحة الإجمالية لكوردستان الشرقية. وجاء إعلان تأسيس الجمهورية بعد بضعة أيام من قيام الحكومة الإيرانية بتقديم شكوى إلى هيئة الأمم ضد الاتحاد السوفياتي متهمة إياه بالتدخل في شؤونها الداخلية وعدم تنفيذ بنود معاهدة 1942.

لم يكن شعار جمهورية مهاباد الانفصال بل الحصول على حق الحكم الذاتي رسميا داخل إيران , وشهدت التجربة التي استمرت نحو عشرة أشهر تشكيلات وزارية بزعامة قاضي محمد وقوات عسكرية محلية بزعامة الملا مصطفى البارزاني , وهناك بالطبع عوامل عديدة دولية وإقليمية وداخلية أدت إلى الانهيار السريع للجمهورية الوليدة، وتمثلت أبرز العوامل الدولية في الصراع السوفيتي مع الغرب الذي استثمرته حكومة طهران، إلى جانب العوامل الداخلية المتعلقة بالمصالح الاقتصادية والاجتماعية للقبائل الكوردية وعدم استطاعة الحزب الديمقراطي الكوردستاني/إيران اعتماد سياسة دبلوماسية ناجحة في احتوائها , فضلا عن الافتقار إلى إستراتيجية قومية مع أجزاء كوردستان الأخرى (تركيا، العراق، سوريا) إضافة إلى محدودية مساحة الجمهورية إلى جانب الارتجالية والعفوية والعاطفة القومية التي كانت من سمات هذه التجربة .

وختاماً أقول ( إذا الشعب يوماً أراد الحياة ……….. فلابد للقيد أن ينكسر ) .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب