7 أبريل، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

كاميرات المراقبة. عين ترصد …ولكن

Facebook
Twitter
LinkedIn

كاميرات المراقبة هذه الوسيلة التي صار استخدامها شائعا في الدوائر الرسمية او الشركات او المحلات الخاصة او المنازل والتي ترصد الكثير من الحالات التي توثق احداثا معينة تستخدم لإظهار الحقائق واثبات الاحكام إذ تعتبر الصور التي توثقها ادلة معتمدة بحسب القوانين .
هكذا سمعتهم يتحدثون قائلين ان الامر يتعلق بكاميرات المراقبة وسيتم الحصول على تصوير الحادث ويعرف الجاني…
ظننت ان الأمر قد انتهى وان حقي المضيع ستظهره (كاميرات المراقبة) التي تعود لا صحاب المحلات في المكان الذي حدثت فيه الحادثة التي المت بي ذلك لأن ما حدث لي شيء ليس باليسير فقد تعرضت الى حادث دهس سيارة كاد ان يودي بي الى ما لا تحمد عقباه.
حدث ذلك ظهيرة يوم ثلاثاء حين كنت متوجها بدراجتي النارية الى بيتي حيث تنتظرني اسرتي ولم اكن اسير بأكثر من السرعة القانونية كما لم يكن في دراجتي اي عطل او خلل وهي على درجة عالية من الكفاءة نظرا لما اجريه عليها من الصيانة اولا بأول لذا لم اكن مسرعا في السير وكنت مطمئنا الى انني اسير في الطريق وفق قانون المرور ,لكن الذي حدث لي هو حادث خطير اذ صدمني سائق مركبة متهور يسير بمركبته بسرعة جنونية فطوح بي وبدراجتي نتيجة تلك الصدمة الهائلة فسقطت ارضا.
لم يتوقف لمعرفة ما آلت اليه حالتي بل هرب كأي مجرم ارتكب جرما وهرب لإخفاء جريمته مستغلا سرعة الصدمة وخلو الطريق من المارة في تلك الساعة من الظهيرة ومضى بسرعة البرق حيث لا شاهد ولا رقيب.
لم تكن غير عين الله تعالى ترقبني .
بقيت على الارض مطروحا…لحظات رهيبة ,الارض تدور بي,
تأوهت بكل ما اوتيت من بقايا قوتي فخرجت الحروف من بين شفتي ثقيلة متقطعة موجعة وسمعت صوتي (آه…آه…آه).
اسرع اليَّ بعض المارة وسمعت خطواتهم تدنو مني ,انهم جاؤوا لمعاونتي والوقوف على امري.
اصخت السمع لأعرف هل بين هؤلاء احد ما يسمعني وفكرت مع نفسي قائلا:
سأسمع كل حرف يقال واجمع الحروف لتكون كلمة وافهم مؤداها .
قال احدهم بعد ان اقترب مني وجس نبضي:
آه …انه لم يزل حيا ,الحمد لله تعالى
وبعد لحظة اضاف:
تعالوا نتعاون لنحمله الى المستشفى .
قاطعه آخر
لا…لا تفعل ربما ادى حملنا اياه الى مضاعفات وخطورة.
قال آخر
اجل لا ينبغي ان نحمله الى المستشفى وعلينا الاتصال بالجهات المسؤولة
من بين الحشد المجتمع صرخ شاب ,احسبه هكذا لأنني لم ار وجهه فقد كنت مغمض العينين لكن صوته دل على انه لم يزل شابا في مقتبل العمر اذ صرخ قائلا:
اجل …أجل لقد اتصلت بهم وابلغوني بانهم سيحضرون .
يبدو انه تفرس بي لحظة ثم قال:
آه يا للمسكين انه لا يستطيع ان يفتح عينيه
ما هذا …؟ماذا هناك…؟ سمعت رجل يسأل المجتمعين حولي فأجابه أحدهم:
رجل تعرض الى حادث دهس
واين سائق المركبة وما هو نوع المركبة …؟
لم يعرف ولم تعرف المركبة فقد دهسه وبادر الى الهرب.
آه …ياله من لئيم…بعد لحظة صمت وقبل ان يدنو مني أحدهم ليطمئن على نبضي وتنفسي وان الحياة لم تزل في جسدي…هتف الرجل
ياله من لئيم الا يعلم انه بهذا الهروب يشدد العقوبة عليه فالهروب من جريمة الدهس يعتبر ظرف تشدد فيه العقوبة وربما كان لعمله هذا اثر اخلاقي يدفع المجني عليه الى عدم التنازل عنه خلافا للحالة الثانية اي في حال وقوفه على حالة المجنى عليه والمعاونة في نقله الى المستشفى فأن ذلك سيعتبر ظرفا مخففا للعقوبة بالإضافة الى أمكانية تنازل المجنى عليه عنه باعتبار ذلك الدهس قضاء وقدر.
ان من يرتكب مثل هذا الفعل ليس له من اخلاق وليس له من ضمير وقبل كل هذا انه نسي الله تعالى فأنساه نفسه ونسي ان عيون الناس التي لم ترقبه ولم ترصده فأن عين الله تعالى خير رقيب ولا تغفل,
عند هذا اللحظة تناهى الى سمعي صوت منبهات سيارة النجدة وسيارة الاسعاف وتعاونوا في حملي الى سيارة الاسعاف بعد ان رسموا مخططات الحادث وصوروا المكان ومضت بي سيارة الاسعاف مسرعة وصوتها يفتح الطريق اذ يبادر سائقو المركبات الاخرى الى فسح المجال لها فلها الاولوية في السير نظرا لما تؤديه من مهام انسانية.
لم يكن معي من اهلي وولدي احد اذ لم يبلغهم الخبر بعد ولكن احد الشباب تطوع بالمضي معي في سيارة الاسعاف وعاون في دخولي الى المستشفى واخذ رقم موبايل احد الاولاد واتصل بهم واخبرهم عن الحادث الذي تعرضت له وطمئناهم انني لم ازل على قيد الحياة.

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب