كامب ديفد , الذي يعرفه العرب من معاهدته التي وقعت في (1791978) , وتلاها مؤتمر القمة في بغداد (3-2111978) , حيث إتخذ العرب أغبى قرار في تأريخهم بعزل مصر تمشيا مع أهداف المعاهدة.
وفي (141979) تغير نظام الحكم في إيران , وبعدها بثلاثة أشهر ونصف في (1671979)تغير نظام الحكم في العراق , وفي (2291980) , بدأت الحرب العراقية – الإيرانية , وتواصلت التداعيات والتفاعلات المتفاقمة , التي أخذت العرب إلى ما هم عليه اليوم من فداحة الأحوال.
وفي (1252015) إجتمع العرب في ذات المكان , وما أدراك ماذا سيأتي بعد هذا اللقاء , وإلى أين ستمضي مسيرة الويلات العربية الرائدة.
ويفصل بين الحالتين (37) عاما , قاسى العرب فيها من الخسائر والحروب والدمار والخراب , والتناحرات والصراعات , وتقطعت أوصالهم وسبلهم , وصارت ثرواتهم مسخرة لتدميرهم وإفنائهم.
وقد ينكر الكثيرون العلاقة ما بين تلك المعاهدة , وما أعقبها من تطورات مبددة لطاقات العرب ومدمرة لحاضرهم ومستقبلهم , ولا يُعرف ماذا سيجني العرب هذه المرة , أكثر من نزف ثرواتهم بالكامل , وتدمير بلدانهم وتحطيم تطلعات أجيالهم , وتفتيت وجودهم الإجتماعي , ومقاتلة بعضهم على أشرس ما يكون عليه القتال , بعد أن تمزقوا شرّ ممزق.
فهل ذهب العرب لتوقيع المزيد من صفقات السلاح المنتهي الصلاحية , والذي صار جاهزا لعرضه في مزادات تنظيف المخازن , بدلا من رميه في النفايات؟
يبدو إن شركات إنتاج الأسلحة قد أوجدت أسواقا لسلاحها “الخردة” , الذي يحسبه العرب متطورا لأنهم ما تعلموا صناعة الأسلحة , وتوهموا بأن القوة يمكن شراؤها , والسيادة تصان بالإعتماد على الآخرين لتوريد السلاح , وكأنهم يجهلون أن لا توجد دولة في الدنيا تعطي أفضل ما عندها من سلاح , وإنما تبيع ما أصبح خارج الخدمة ومنتهي الصلاحية , فكيف يعلم العرب أن السلاح الذي يشترونه متطور , وهم لا خبرة عندهم ولا قدرة على معرفة الأسلحة لأنهم لا يصنعونها , ولا يملكون معلومات وافية عنها , فهم يشترون , مع التدريب والتأهيل , ما يُعرض عليهم , وحسب , بل ولا يعرفون ماذا يريدون , وقد ينذهلون بخردة السلاح وينبهرون , ويصبحون فرائس لمهارات التسويق وفنونه وآلياته المعقدة.
وفي زمن التطورات التكنولوجية السريعة الفائقة , أصبحت الحاجة لأسواق كبيرة للتخلص من الترسانات القديمة , من أولويات النمو الإقتصادي وتنشيط أسواق العمل في الدول الصناعية المتقدمة , ولهذا فأن العرب مقبلون على تفاعلات تستوجب تفريغ تلك الترسانات المنتهية الصلاحيات , وهذا يعني أن القادمات أدهى وأمرّ من السابقات , وكأن العرب سيرددون على مدى هذا القرن: “ربّ “حالٍ” كنت فيه فبكيت منه …فلما صرت في غيره بكيت عليه”!!
أللهم إستر العرب من الكامبات , وأخرجهم من وحل النفط الذي أحرق قواهم وأذهب عقولهم وعاداهم!!