يقول ديستوفيسكي * حقيقة البشر مؤلمة * ، نعم .. فكل من يقرأ تسلسل الأحداث في العراق منذ رعونة القرار الذي جعل دبابة الحرس الجمهوري تسير في شوارع الجهراء ، ولحد هذه اللحظة التى توزع فيها صناديق الأقتراع على مراكز التصويت في اقليم كردستان من أجل (تقسيم) العراق .. سيستنتج بكل يسر أن ما مر على العراق ويمر عليه اليوم هو بسبب حقيقة مؤلمة سوداء تسبب وما زال يتسبب بها انواع من البشر لم يردعها عرف اخلاقي او دين سماوي او حتى قانون انساني وضعي .
ولكي لا نطيل فان السبب الرئيسي (لأستضـر..ط) كاكه مسعود لكل الطيف السياسي العراقي ، فهو معرفته اللصيقة بمعظمهم عندما انسحب الراحل صدام حسين من كردستان وترك الأقليم لكي يصبح مرتعا للهاربين والسراق والخونة .. فمسعود كان يعرفهم بالأسماء ويعلم أنه لا توجد فيهم قامات سياسية يشهد لها تاريخها في العمل السياسي سوى اعداد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة من أمثال حسن العلوي واياد علاوي وعدنان الباججي وآخرين .. أما البقية فهو يعلم تاريخهم وتاريخ عوائلهم ، وله الفضل الأول في أن وفر لهم المقرات والحماية والتمويل ضمن أراضي الأقليم قبل الأحتلال الأمريكي للعراق .. فهم أما هارب من الخدمة العسكرية خوفا من الموت في حرب ايران ، واما سارق كبير وما أكثرهم في ايام حصار التسعينات ، واما فيه شائبة ومثلبة تمس سمعته أو خائن مرتبط بجهاز مخابرات معادي للعراق .
لذلك فان اصرار مسعود البارزاني على استفتاء الأنفصال لن يردعه رادع ، فهو يعرف أنه عندما يتكلم حيدر الملا (مثلا) من الفضائيات ويحذر الأقليم ، ما هو إلا مفوض أمن سابق أصبح في غفلة من الزمان سياسي عراقي يتكلم بالقانون الدولي والعلاقات الخارجية ، ومسعود يعرف أيضا أنه عندما يتكلم الجعفري منظر سياسة العراق الخارجية ان هذا الرجل ما هو الا روزخون قاريء للطميات كان الفضل له أي لمسعود في جعله يصل الى تلك المناصب .. وهكذا كثيرين من بائعي المسبحات والمحابس الى صناع الكبة وبياعة الخضرة وخريجي سجن ابو غريب ممن يطلق عليهم اليوم اصحاب الفخامة والمتانة والسيادة والمعالي ، وهويعرف الكثيرين منهم ومن كل الطيف السياسي .. لذلك فان اصرار مسعود على الأستفتاء يأتي من علمه الأكيد بأمكانيات هؤلاء الشرذمة و(جبنهم) وخبثهم ودجلهم بحكم تاريخهم (النضالي) وكيف تسببوا في دمار العراق وسرقة ثرواته وتشريد الملايين من أبنائه .. وسيفعل ما يحلو له شائوا ام ابوا وهومستعد ان يدوس على كبيرهم حتى بالكيوة.. وستأتي أيام علينا نحن العراقيين المساكين سنتمنى فيها أن نكون من مسلمي الروهينكا بسبب المناكفة بين الطاغية الأنفصالي مسعود وبين عهر طيفنا السياسي الموقر واقزامه.. وان غدا لناظره قريب .