23 ديسمبر، 2024 7:13 ص

كاظم حبيب يهاجم نوري المالكي بعيدا عن الأخلاف والشرف السياسي

كاظم حبيب يهاجم نوري المالكي بعيدا عن الأخلاف والشرف السياسي

وأنا أقرأ مقال كاظم حبيب المنشور في الحوار المتمّدن تحت عنوان ( الرقصة الأخيرة : رقصة الموت السياسي لنوري المالكي ) , قفزت أمامي صورة تلك العاهرة التي تتهم نساء الحي بقلة الحياء والشرف , وصورة الوطنية التي حوّلها أمثال كاظم حبيب وفخري كريم إلى مومس على قارعة الطريق تباع وتشترى لمن يدفع لها , وربّما تكون صورة هذه المومس أنقى وأشرف منهم , لأنّها لا تزوّر الحقائق وبضاعتها واضحة لمن يشتريها , وليس كمن يبيع نفسه بثمن بخس لا يتعدّى راتبا تقاعديا يرميه لهم مسعود كما ترمى العظام للكلاب , فالاتهامات والتوصيفات التي ساقها كاظم حبيب لرئيس الوزراء نوري المالكي لم تكن انحيازا تاما ووقوفا كاملا مع من يريد تقسيم الوطن والانفصال عنه وحسب , بل هي بعيدة تماما عن كل معنى للأخلاق والشرف السياسي , فليس عجبا على كاظم حبيب وامثاله أن يتحوّلوا إلى مسّاحين لأحذية مسعود ونيجرفان ومن قبله جلال الطالباني قاتل رفاقهم الشيوعيين في بشتاشان .
ورقصة الموت الأخيرة يا كاظم حبيب , يرقصها من توّهم إنّه قادر على إلحاق الأذى بالعراق وشعبه , وليس نوري المالكي الذي يعزف مع أبناء شعبه لحن البطولة والصمود بوجه أعتى هجمة بربرية إرهابية يتعرّض لها الوطن في تأريخه الحديث , وإذا كانت أذنك صماء ولا تسمع هذا اللحن الخالد , فليس الذنب ذنب نوري المالكي , ولو كنت على قدر قليل من من الحياء والخجل لانزويت كما انزوى رفاقك الآخرون في قيادة الحزب الشيوعي العراقي السابقة , واكتفيت مثلهم بإصدار المذكرات والانزواء بعيدا عن السياسة , لكنّها العاقبة السيئة التي انتهيت إليها أنت وعميل الأمن السابق فخري كريم , وقولك أنّ المالكي مصاب بأكثر من علة نفسية واجتماعية , قد عكس حقيقتك أنت ومعاناتك من هذه العلل النفسيّة وليس نوري المالكي القادم للسلطة والحكم بإرادة شعبه وخيارهم .
ولو كنت على قدر بسيط من الإنصاف والوجدان لاعترفت بالحقيقة وقلت أنّ ما صرّح به نوري المالكي بحق مسعود وعصابته الخارجة عن القانون , هو الحق بعينه وليس اتهاما يراد منه التحريض ضد الشعب الكردي كما تدّعي , وقولك إنّ احتضان مسعود لأعداء الشعب العراقي هو كذبة يسعى من خلالها نوري المالكي إلى إثارة الشعب العربي في العراق ضد الشعب الكردي من أجل شن الحرب عليه , هو العمى الذي أصاب بصرك وبصيرتك , ونهاية صدّام التي تتوعد بها أبن الشعب العراقي وخياره , فمسعود هو الأولى بها وليس نوري المالكي , فالمالكي لم يطلب النصرّة من صدّام والاستعانة بقواته على قتل أبناء جلدته كما فعل مسعود عام 1996 , وهؤلاء الذين تسميهم بالشيوخ والسياسيين المنتفضين على سياسات النظام ( الطائفي ) , هم رؤوس الفتنة وقادة الإرهاب الذي يفتك بالشعب العراقي , ومهما حاولتم من تزييف للحقائق والوقائع , فالشعب يعرف جيدا من أنتم ولحساب من تعملون , وما هي غاياتكم , ولو كان العراقيون يعيرون اهتماما لأراجيفكم لما حظى نوري المالكي بهذا التأييد والإجماع الواسع الذي لم يحظى به قائد سياسي عراقي عدا الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الذي تآمر عليه والد مسعود الذي تدافع عنه من خلال طمس الحقائق وتزويرها .