23 ديسمبر، 2024 4:44 م

كاظم الصيّادي والمتراقصين من حول المالكي

كاظم الصيّادي والمتراقصين من حول المالكي

في زمن المالكي ( الفقاعة ) كانت الحكومة تُدار من جهة واحدة ومجموعة واحدة يمكن تسميتها بالمجموعة ” المتراقصة ” حول غطرسة وتهوّر + أكبر كذاب بحثت عنه و وجدته في أضابير سياسيي هذا الزمن الأغبر  > نوري المالكي ، ومن جملة هؤلاء المتراقصين ، النائب التحفة : ( كاظم الصيادي ) الذي كان نائباً عن الكتلة الصدرية في بداية دخوله العمل السياسي  الديمقراطي ! ، وبعد فترة قصيرة جداً من فوز هذا النائب والتحاقه بالرهط البرلماني  ارتكب حماقة في مدينة الكوت التي يقطنها سيادة النائب باعتدائه على أحد ضباط الأجهزة الأمنية لأسباب لا أعرف تفاصيلها بالضبط .. جل ما أعرفهُ أنه إرتكب حماقة باعتداءه على رجل الأمن بضربة كف ، لكن سرعان ماكانت ” الكصكوصة ” حاضرة من الصدر القائد ” أعزه الله ”  بعزله من الكتلة الصدرية مع توبيخه لما قام به من تصرّف مشين ضد رجل الأمن .

الطريف في الأمر أن الصيّادي تم تكريمه من قبل  ” المالكي ”  بدلاً من محاسبته واتخاذ الإجراءات اللازمة والرادعة التي تعيد إعتبار رجل الأمن الذي أهينت كرامته وكذلك تمنع من تكرار هذه الحالة التي لا تُشعر المواطن بـ هيبة الجهاز الأمني حيال ماقام به هذا النائب ( المرعبل ) من اعتداء ، لكن أنى للمالكي ذلك وقد أهان الأجهزة الأمنية وقادتها من قبل !!! بتصريح يترك زحمة من علامات التعجب ومازال ذلك التصريح  مطبوعاً في ذاكرة الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن السياسي  حين تحدث المالكي عن بطولات الخرافة ( أحمد المالكي ) في قصة سردها لنا من أساطيره المعهودة وهي قصة : ( مقاول المنطقة الخضراء ) وكيف عجزت كل القوات الأمنية من القاء القبض على هذا المقاول ، الّا  الإسطورة أحمد المالكي الذي أنقذ حكومة أبيه في فلم من أفلام هوليود السينمائية يكاد يكون هو الأكبر من بين الأفلام الكوميدية والأكشن التي يخرجها لنا بحرفية ومهنية عالية المخرج : ( نوري المالكي )  

أعود الى كاظم الصيادي :

 والأطرف من ذلك تم ادراج النائب المذكور أعلاه ضمن قائمة تهالك المتراقصين  وأقصد : ( تحالف دولة القانون ) النيابية ، وما إن توسط النائب هذا التحالف سارع مهرولاً في إرتداء جلباب القتال وراح يقاتل ويدافع عن العقل المهيمن على إدارة الدولة ..

الجدير بالذكر وبعد إجراء الإنتخابات وترشيح الدكتور ” حيدر العبادي ” رئيساً للوزراء ، أعلن الصيّادي عن رفضه المطلق لحكومة العبادي وقد صرّح أكثر من مرّة في وسائل الإعلام أن العبادي لايمثّل تحالف القانون ولا ” حزب الدعوة ” وأردف قائلاً : ( أنا ضد حكومة العبادي ) وبلا شك أن هذا التصريح لم يك عفوياً ولم يأتِ إعتباطاً ولم يك عشوائياً .. بل هو موقف يعبّر عن حقيقة وصراحة جميع أعضاء الكتلة النيابية التي ينتمي لها الصيّادي ، ومن هنا يتبين لنا في نظرة تحليلية أن هذه الشرذمة إجتمعت على تسقيط حكومة العبادي منذ اليوم الأول من إستلامه منصب ” رئاسة الحكومة ” وحتى تكون الصورة واضحة من هذه الناحية ، فقد تسرّب مقطع فديو وتم ترويجه عن طريق صفحات التواصل الإجتماعي يظهر فيه محافظ كربلاء السابق ” آمال الدين مجيد الهر – والمالكي ” يصف الأول من التحق بالعبادي بأنهم ( اخوة يوسف ) والثاني أي  ( يوسف العصر ) منصتاً له ومطأطئاً رأسه ، ويمكن لنا الإستنتاج من ذلك أن هؤلاء الأجلاف يحملون روح الثأر والإنتقام من حكومة العبادي وهم يحاولون إسقاط حكومته لا لشيء الّا لأنها حققت التوازن السياسي الذي غيبته حكومة الشعوذة وأعني حكومة الخطابات والعنتريات المالكية ، فهم منزعجون تماماً من حكومة العبادي لأنها عملت على ترميم العلاقات مع دول الجوار والمنطقة بصورة عامة ، وكذلك لأنها وضعت المعايير الصحيحة في بناء دولة المؤسسات وليس دولة الأصهار والأبناء والأحفاد ، فإن المالكي وإن كان يحسن زخرفة القول في خطاباتة السياسية لكنّه لايؤمن بالشراكة مع جميع المكونات السياسية بما فيها ( الشيعية ) وحتى قيادات حزب الدعوة المعتدلين ،فهو يرى أن التيار الصدري خارج عن القانون ، والسنّة بعثيون ويشكلون مشروع إنقلاب عسكري – والكرد عملاء لـ تركيا ،  ومن هذا المنطلق هو يرى نفسه وحزبه الحاكم (الجهة الوطنية ) الوحيدة في العراق .. والباقـون خـارج هـذا الاطـار .

 وكلنا نعرف كيف تحولت الدولة في عهده وكيف صارت الوزارات تُدار من جهة واحدة حيث أصبحت كل أربع وزارات يستأزرها وزير واحد من حزبه أو من حاشيته .. بل حتى منصب رئاسة الجمهورية عندما تعرض للفراغ نتيجة الأزمة الصحية التي مرّ بها الرئيس السابق جلال طالباني ، أصبح هذا المنصب من حصة ” حزب الدعوة ” وترندح عليه ( الخزاعي  )  الذي فشل فشلاً ذريعاً في إدارة وزارة التربية ، ولا ننسى أنه  صاحب معجون المحبة – المصنوع في معامل حزب الدعوة .

ولعلّ من من دوافع النقص والفشـل يحاول هؤلاء الفاشلين أن يكسبوا إعجاب البعض بهذه الطريقة الحماسية ، ويتحدثون عن منجزات لا وجود لها على أرض الواقع ليثبتوا لجماهيرهم الخائبة أنهم قادة وسياسيون  ( ناجحون ) فتراهم بين فترة وأخرى يتراقصون هنا وهناك على حبال واهية مثل خيط العنكبوت ، ونشاهد هنا بطل الرقص السياسي ( الصيادي ) لايعرض عن هذه الهواية ولن يفارقها مادام المالكي عالدف ضارباً .

ختاماً  أقول :

لا ينفع الحاقدين حقدهم .. ولن يضر الناجحين بغض الفاشلين ومحاولاتهم الرامية الى إيقاف مشروعهم الإصلاحي ، لأن التوفيق من الله ونذكرهم بقوله تعالى : { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } .