18 ديسمبر، 2024 10:18 م

كاظم الساهر وذاكرة الكويت الحية

كاظم الساهر وذاكرة الكويت الحية

“من يمجد مجرما يشاركه في الجريمة ”
تصور أن والدك أو أحد أفراد أسرتك قتله شخص ما وهناك شخص آخر يمجد ذلك القاتل وحتى بعد ان مات القاتل وماتت وسطوته معه، يخرج الممجد ليتبجح بمديحه للقاتل ومن ثم يأتي هذا المادح بكل وقاحة ليدخل في دارك كضيف ذو شان عندك حينها اتمنى ان اعرف شعورك وانت تملك الزناد والطلقات.
منذ أن بدأ كاظم الساهر باللعب على أوتار الجرح العراقي وبدعم من عدي صدام حسين شطبت على الإنسان الذي بداخل كاظم الساهر والذي يجب أن يكون الخلفية الثقافية والذاتية المرتبطة بالفنان ، إلا أن الساهر وظف فنه لخدمة الطاغية محاولة منه لتأهيل الطاغية عربيا بعد ان فقد وجوده العربي باعتدائه على دولة الكويت الشقيقة ، والأنكى من كل ذلك قام الساهر بتمجيد الطاغية وعن قناعة كما يتبجح في القول في أكثر من لقاء ، وبذات الوقت يتباكى على اطفال العراق وعلى بعد بضع مئات من الكيلومترات منه المقابر الجماعية التي دفن فيها العراقيون أحياء نساء ورجالا شيبة وشبابا على يد الطاغية الذي امتدحه الساهر ( الانساني الرائع) هذه البضاعة بيعت على الشعوب العربية التي كانت تجد في صدام املها بحكم البروبغاندا الصدامية ومنها كاظم الساهر ! وممازاد من هذا الحب للساهر ما تفتق في العراق من طائفية روج له الإعلام العربي بدناءة واضحة وخصوصا قناة الجزيرة القطرية التي يحمل الساهر جواز بلدها .فأصبح الساهر معبود العرب لان صدام كان يقتل وبدم بارد وكونه( بطلا) الشيعة العراقيين ( المجوس الصفويين) .
بما ان ذاكرة العراقيين ذاكرة ذباب وبسرعة تنسى ، وذاكرة ايضا ترتبط بالعاطفة ومبدأ أكره واحجي وحب واحجي ، ووجود نفس مزمرين ومطبلين نظام صدام في الحياة العامة لحد اللحظة يتعاضدون فيما بينهم من مبدا طم طملي اطم طمطملك ، فأكيد مثل كتاباتي وكتابات الاخرين ستذهب إدراج الريح ولا نجني منها سوى الكره والنبذ المجتمعي.
الفساد وسوء الإدارة والانفلات جمل صورة النظام الدموي الصدامي فاستطاع البعثيون أن يعيدوا تاهييل انفسهم والايحاء بأن نظام صدام كان وطنيا ومثاليا ونجحوا بذلك لحد ما .
اما الكويتيون فقد رفضوا دخول كاظم الساهر السامرائي إلى الكويت كونه من ممجدي صدام وهذا دلل على أنهم شعب حي لا ينسى وله ذاكرة متقدة ، رغم ان الذي حدث على الكويت ورغم المه كماساة على شعب امن ، يعتبر ربيعا لما حدث بالعراق على يد صدام وزبانيته من موت ودمار وتشريد ، فبموقف الكويتيين هذا والرافض لكاظم الساهر اعتقد بانه سيزيد وللاسف من شعبية كاظم عراقيا وعربيا ، لان العوووربان يكرهون الكويت- حسد طبقي -فضلا عن أن هناك مجاميع عراقية ايضا تكره الكويت لعدة أسباب لست في صدد تبيانها فلذلك سيزيد كاظم الساهر من شعبيته ، فلاصحاب الحظوظ والساهر منهم دائما الضارة تصبح نافعة .
ويبقى السؤال هل سنرفض على الاقل وهي جزء يسير من الحساب ، من تسبب وساهم في مأساتنا كعراقيين وكما فعل الكويتيون ؟ اشك في ذلك لاننا شعب بلا ذاكرة
وكما قالوا ” لا اعجب للاشرار ، بل اعجب لعدم شعورهم بالخجل “