لا تربطني بالفنان العراقي الكبير كاظم الساهر صداقة أو حتى علاقة شخصية..لكن هناك رابط كبير جدا هو المواطنة..والذائقة الثقافية.. عندما تسمع له تشعر بعذوبة وشجن..واصالة..يجعلك من حيث لا تشعر تصفق وتندمج بشكل صميمي معه.. ويبدو أنها الحرفية الموسيقية التي يمتلكها بحيث تصل لك اغانيه بفرح ومتعة وفائدة..وأنسانيته والتي نراها بوضوح في تفاعله مع ما ينتجه..
فهو يجمع مابين الثقافة الراقية والروح الانسانية العالية ..وهي امتداد لتاريخ ينتمي اليه..كعراقي ..وهذا ليس غريبا فهو ابن حضارة تمتد لألاف السنين .
لذلك هو انسان وفنان حضاري …
الدافع الاساسي للكتابة عن كاظم الساهر..هو ذلك العمق الذي شاهدته من خلال لجنة الحكم في برنامج (ذا فويس)..يتألق ويتفاعل ويحاور ويحسن الاختيار..عادل بحيث تقنع المتسابقون بالنتيجة التي يحصلون عليها…ومدرب ناجح بأمتياز لأصوات سيكون لها شأن في دنيا الطرب العربي..يُعطي بسخاء من تجربته..بنكران ذات فريد جدا..
وهنا من حقه علينا أن نطلق عليه أنه ظاهرة عراقية وحضارية ..ومن واجبنا أن نفتخر به كعراقيين..لأنه هكذا..
الحضارات تصنعها العقول الناضجة..بفعل خير..وجهد مثابر..
وعلى أمتداد التاريخ العراقي برز قادة تاريخيين وعلماء مبدعين ومثقفين واعين..من خلالهم برز أسم العراق كبلد مصدر للثقافة والسلام.. وكاظم الساهر أحد هؤلاء..
كم تمنيت أن تدرس تجربة هذا الفنان الرائد..من خلال تحليل علمي لأعماله وسيرته الشخصية والفنية..فمثلما يحتفي السياسيون بانجازاتهم وتوثق ..علينا أن نوثق ذلك التاريخ المجيد للفنان كاظم الساهر..باعتباره ظاهرة عراقية ساهمت في صنع فن عراقي وعربي وانساني .
.تأثيره وصل الى كل انحاء المعمورة…
تحية لك مني ومن اخوتك العراقيين وهم يعيشون الان في محنة السياسية التي تحاول عمدا تفريقنا..
لكن نحن الاقوى..لأنك مثال حي على استمرارية عطائنا للحياة..فأنت الصورة المثلى لهذا العراقي ..صاحب الفضل في أولى الحضارات..وله السبق في صنع انسانية مثلى راقية
