منذ سقوط النظام البعثي عام 2003 على أيدي الأمريكان وحلفائهم ، تحوّلت الساحة العراقية الى مطمع سهلٍ يسيرٍ لمن هبَّ ودبّ لترويج الأفكار الحزبية والدينية والثقافية المشوّهة والمشبوهة ، ومنطقة منافسة كبرى أيضا بين الطامعين والحالمين بتسويق مرجعياتهم الدينية وبناء مملكاتهم المادية وفرض سلطاتهم الفقهية المدعومة بأذرع سياسية حزبية مليشاويةٍ داخل الدولة العراقية آملين بذلك بسط نفوذهم الديني على الشعب العراقي وكسب تأييده لهم وتسخيره هذا الدعم لأحزابهم السياسية حتى تتمكّن من السلطة وتفرض هيمنتها على مقدرات وثروات البلاد ! وهي محاولات خطيرة جدا جلبت الكثير من المآسي على الشعب العراقي والشيعة منهم على وجه الخصوص .ولقد برزت الكثير من الأسماء والمسميات والمدّعين بالأعلمية والمرجعيات حتى أُتخمت ساحتنا العراقية الشيعية بهم ،وتسببت إدعاءاتهم بالفرقة والتشرذم بين أبناء المذهب الواحد ، نظرا لإمتلاك بعضهم المال المسروق عن طريق أحزابهم ، والدعم الخارجي لبعضهم الآخر، ولكن ولله الحمد كان لوجود السيد السيستاني على رأس مرجعية النجف الأشرف أثره الكبيرفي نفوس أبناء الشعب العراقي حيث أن وجوده بين ظهرانيهم ومعايشة معاناتهم ومتابعة شؤونهم وتدخّله في تقرير مصيرهم في اللحظة المناسبة أكسبته ثقة الشعب العراقي المطلقة فيه ، ولاأحد يشك في إخلاصه لهذا الشعب ، الأمر الذي أفسد على المدّعين دعواتهم ، وفُضحت مشاريعهم وتوجهاتهم الحزبية ، حتى تملّك الياس اكثرهم بعد أن حاولوا جاهدين وبشتى الطرق الدخول الى العراق وطرح انفسهم كمراجع دين ، إلاّ أن بعضهم الذي عجز أن ينافس مرجعية السيستاني لازال تحدّثه نفسه بتحقيق هذا الحلم الكبير ولو على سبيل الخلافة ، أي خلافة السيد السيستاني ، ولهذا يطلّ علينا السيد كاظم الحائري ببيان شديد اللهجة مخاطبا الشعب العراقي من موقع الأبوة والمرجعية كما في إدعاءه هو :(إنني ومن موقع الاُبوة لهذا الشعب المضطهد، والمرجعية التي يعتصر قلبُها ألماً ويقطر دماً لمشاهده المأساوية، فتخاطب أبناءها بلغة صريحة واضحة غير قابلة للتأويل والحمل على أكثر من وجه في الكشف عن ما يحيط بها من مخاطر ودسائس…)هكذا إذن يُغيّب دور مرجعية النجف الأشرف بقيادة السيد السيستاني وينفي وجودها ولايتعرّض لمواقفها الإيجابية مع الشعب العراقي لامن قريب ولامن بعيد وكأنّه يقول أني أنا الحريص الأول وأنا المرجع الأعلى الذي يستحقه الشعب العراقي بل أنا خليفة السيستاني إن كنت خسرت المنافسة معه ! بهذه البساطة أجاز لنفسه الحائري التحدّث بالنيابة عن شعب العراق متجاهلاً دور المرجعية الدينية التي تعيش في وسط هذا الشعب وليس في قم أو طهران ، نقول بكل ثقة وإطمئنان للسيد فقيه الدعوة لاتزايدوا علينا نحن (عراقيون ) بكل ماتحمل الكلمة من معنى ولاتعتقد أن حزب الدعوة سيمكنك من مرجعية النجف مهما بلغ التآمر ومهما صُرف على ذلك من اموال ، الشعب العراق رفض حزبكم ولم يثق بدينكم وتديّنكم ، ولسنا بحاجة الى خطابكم الأبوي ولالولاية فقهكم يكفينا ماجنيناه من حزبكم ..لسنا بحاجتكم وبيننا رجل مخلص مثل السيد السيستاني حفظه الله تعالى.كفوا أيديكم وأوقفوا خطاباتكم وأتركوا الشعب العراقي يعالج جروحه بنفسه.