20 مايو، 2024 8:03 م
Search
Close this search box.

كاظمية رخيص..من لها..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

في احدى قرى محافظة ذي قار  وبالقرب من ابراج النار الازلية التي يسيل عليها لعاب العالم باسره مصدر الثروة في العراق المحروم منها شعبها منذ اكتشافها على ارضه ..في غرفة طينية ليس فيها سوى بساط مهترئ وفانوس اكل الدهر عليه وشرب تعيش هناك امرأة عجوز ضريرة تخطت الثمانين عام بلباسها الاسود السرمدي الذي ادمنته نساء الجنوب كما ادمنت القحط والحرمان وجرغدها السومري الذي يحمل عراقة وعظم هذه الارض …انها كاظمية رخيص أخت العريف الشهيد حسين رخيص الذي قام في عام 1941 بقتل الجنرال البريطاني جفرسون حين اطلق عليه النار من مسدسه في وسط الناصرية وأرداه قتيلا بأرادة وتصميم قل مثيلها ليترك بعدها سلاحه وملابس الجيش عند كاظمية ويهرب الى الاهوار وهناك اصيب بداء السل مما أظطره للعودة الى الناصرية للعلاج ليلقى عليه القبض ويعدم بعد محاكمة صورية في البصرة..هذا مختصر لقصة حسين رخيص التي اختلفت فيها الاراء حول دوافعه وبغض النظر عن هذه الدوافع سواء كانت دينية او قومية او يسارية المحصلة انه قتل احد رموز الاحتلال البرطاني ان ذاك وقد خلد بنصب تذكاري كبير يتوسط مدينة الناصرية حيث يقف شامخا وتحت قدميه يرقد الضابط البرطاني صريعا لكن من المفارقات الغريبة ان جفرسون اختفى من تحت اقام حسين رخيص بين ليلة وضحاها بعد دخول قوات التحالف الغربي الى العراق عام 2003 ..ليبقى حسين متسائلاً في صمته الابدي من الذي سرق تاريخي مثلما  سرق كل شئ جميل في العراق ناظراً الى تلك الغرفة الطينية التي تقبع فيها اخته العمياء التي سلبت حقوقها كما سلب هو غنيمته من تحت قدميه فهي على مدى تلك العقود الطويلة التي مضت على استشهاد اخيها لم تحصل على اي راتب تقاعدي فكل  الحكومات التي توالت على حكم العراق من قوميين وبعثيين وأسلاميين لم تلتفت لشقيقته كاظمية التي عاشت كل تلك الفترة ولحد الان على معونات الخيرين في غرفتها الطينية وكل هذه الحكومات لم تصرف راتبا تقاعديا لها وقد ظهر ت قبل فترة على احدى شاشات الفضائيات وهي تصفق بيديها ودموع العوز والحسرة تملئ وجها الموشوم  بأخاديد سنوات الجمر  قائلة بصوت نساء الجنوب الشجي مامش تقاعد لحسين لان محد يداعيلة ..مامش تقاعد لحسين لان محد يداعيلة ..وظلت تكرر كلمة مامش بحسرة وألم…وهنا نسأل الاخوة الاعزاء من حكامنا الجدد المنحدرون من سلالة الهة سومر واشور..هاهي كاظمية رخيص احدى رعاية الالهة وانتم نسلها المبارك على ارض العراق هاهو نداء كاظمية ومامشها قد هز قبة علي بن ابي طالب ولم يهز ظمائركم اين انتم من كاظمية ومن خلفها طوابير الجياع والمحرومين من سلالة المامش..أعتقد انه لاتوجد أجابة ..لاننا ابناء المامش تربينا وعاش اجدادنا على المامش حتى وسمت بنا فأبقوا في بروجكم العاجية وتركوا  لعيال محمد وعلي المامش.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب