23 ديسمبر، 2024 4:13 ص

كارثة تدمير التراث الانساني

كارثة تدمير التراث الانساني

لا عجب ولا استغراب من أفعال الفكر المتحجر ومنع المعرفة الإنسانية من التواصل مع أعماق الحضارات التاريخية التي سبقت الإسلام ..التي كانت جواز مرور لشرعية ولادة الحضارات المتعاقبة في سفر التاريخ..ولا أجد واقع مقبول يحمل مبررات هذا العمل المشين والإجرامي لحضارات سادت ولم يبقى منها الا قصد الملامح الحقيقية لتدرج الإنسان خلال تلك الحقبة من الزمن ..وما تناولته مطارق الجهل ومعاول التخلف والمنكر من إسقاط صورة ورمزية العطاء الإنساني لمحو حضارات وشواهد ممتلكات الثقافة والتراث البشري..هي نتاج ما زرعت القاعدة وما اسقطت وفرخت من مسميات ..نصرة…وشريعة..وداعش…وملحقاتها من ثوار{العشائر} الشوارع والفنادق والحواضن …وهي التي انتزعت حركة الحياة وكرست المفاهيم الظلاميةفي افغانستان وامتد شرها المستطير الى سوريا وحلت خفافيشهافي الفلوجة والرمادي ..وعشعشت في الموصل من العراق..ليكمل هؤلاء المشوار باعمال يرتجف لها ضمير الإنسانية معمدة بتشويه صورة الاسلام والمسلمين وبنزعة نفوس شريرة متطلعة للمزيد من وحشية القتل والذبح والحرق للأبرياء الاحياء والكتب النادرة والمخطوطات التي تعود لعصورتأريخية ..وهدم دور العبادة والأضرحة والمزارات والكنائس..ولم يسلم التراث الإنساني من الأذى والتخريب عندما اقدمت هذه الفئة المنحرفة على ارتكاب جريمة جديدة بتحطيم تماثيل ومنحوتات ومقتنيات ومجسمات متحف الموصل وتحويلها الى أطلال لمسح هوية وتاريخ العراق….وعندما تكلم احد الوجوه الممسوخة زاعما أنها أصنام ..لكنها ليست التي تعبد..
وهدمها لا يستندعلى سند شرعي وانما هي مخصصة للمشاهدة والرؤيا والاستفادة منها كمنظور تاريخي ودالة سياحية ..وليس للتعبد.. وكإرث تاريخي فيه زخرفة وهندسة لما وصل اليه الأقوام الغارقة في القدم وما اضافة إليه الحضارة الإسلامية التي لم يعرف عنها هدت او هدمت كنيسة ومتحف او تعرضت لموقع اثري أثناء الفتوحات لبلاد الغرب او الشرق…ولكن العجب والاستغراب ان ترافقهم هذه الظاهرة من باميان في افغانستان وتلتقي مع الذي باع الموصل بدراهم معدودات وفضل احتضان الغريب ووجود الدواعش على ارضه وبين عرضه على تواجد الجيش والحشد الشعبي الوطني ..! ويودع بقايا احساسه وسقوطه في مستنقع رذيلة جهاد النكاح ..كواقع ودليل رديء على الانتماء للشرف ولتربة العراق ..ان صفقة حرق اعمدة البلاد تفاعلت لما يجول ويدورفي الاعماق من احقاد طائفية اجتمعت مع امراء الظلام على خنق وقتل العهد الجديد ويدفن ..كما تدفن الان اجزاء من عمق واصالة التراث مع المقابر الجماعية ..في تجارة ..لا تربح ولا تسود..