جاء حديث السيد علي خامنئي بالإمس،بما يخص ما جرى من احداث مؤلمة للحجاج الإيرانيين وغيرهم في كارثة الحج الكبرى في “منى “،ليؤكد حق أيران بالبحث عن حقيقة ما جرى بهذه الحادثة وما تبعها من احداث غامضة ومعقدة بسرد تفاصيلها وبها الكثير من الحلقات المفقودة، فاليوم هناك المئات من الشهداء والجرحى والمفقودين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ذهبوا بمجموعهم ضحية كارثة الحج الكبرى بـ”منى “،ولو كانت أي دولة اخرى أو نظام اخر تعرض مواطنيه وحجاجه لما تعرض له الحجاج الإيرانيين لقال كلامآ كبيرآ وفعل أكثر من ما فعلت أيران ،وهنا يجب من الجميع الإعتراف بأن الدولة السعودية مسؤولة بشكل كامل عن ماجرى من أحداث مأساوية رافقت موسم حج هذا العام ،فالاهمال ولا مبالاة والاستهتار من بعض منظمي موسم الحج لهذا العام،هو السبب الرئيسي لما جرى من احداث مؤلمة رافقت موسم الحج لهذا العام ،وهذه حقيقة ونعلم بصوابيتها جميعآ .
وعلى رغم كلّ هذه المعطيات التي تؤكد مسؤولية بعض منظمي موسم الحج عن ما جرى من احدث بهذا الموسم ، فمازال هناك الكثير من المعايير المزدوجة التي يمارسها بعض العرب والتي تحرف حقيقة ما جرى من احداث بهذا الموسم ،فاليوم هناك جملة من الوقائع المحقة التي يتغاضى بعض العرب عن التساؤل حولها، في إطار علاقتهم مع الإيرانيين ومناهج سلوكهم في التاريخ الحديث، فلماذا يدين بعض العرب مطالب أيران بالبحث عن الحقيقة بما جرى بموسم الحج ؟! ،فاليوم بعض العرب يرسلون الكثير من الرسائل التي تظهر سوء نواياهم،أتجاه أحقية أيران بالبحث عن حقيقة ما جرى لمواطنيها .
وانطلاقاً من هذه الوقائع التي تؤكد سوء نوايا بعض العرب التي تدين بشكل أو بأخر أحقية الإيرانيين بالبحث عن خفايا ما دار خلف الكواليس بموسم الحج لهذا العام ،وهنا سنسأل: بعض هؤلاء العرب ،هل لا يحق لإيران مثلآ أن تبحث عن حقيقة ما جرى لمواطنيها ،وهي الخاسر الأكبر بعدد الحجاج الذين ذهبوا ضحية اهمال واستهتار بعض منظمي موسم حج هذا العام ،وهنا أؤوكد أنه من حق الإيرانيين بالبحث عن كل الحقائق الخفية التي رافقت الاحداث المأسوية بموسم حج هذا العام وما تبعها من احدث الكثير من حلقاتها مفقودة للأن .
فهل مطلوب من الإيراينيين مثلآ أن يصفقوا للسعوديين ولبعض العرب من وجهة نظر بعض العرب ،في الوقت الذي فيه هناك مئات من الشهداء والجرحى والمفقودين الإيرانيين الذين ذهبوا ضحية اهمال واستهتار منظمي موسم حج هذا العام ، فهل يريد بعض العرب من الإيرانيين أن يصمتوا وهم يسمعون ويشاهدون كل ماجرى ويجري من احداث مؤلمة رافقت موسم حج هذا العام ،وراح ضحيتها المئات من الحجاج الإيرانيين ، لن يصمت الإيرانيون حيال كلّ ما يجري وجرى، ولن يسمحوا كذلك بتشويه البعض لحقيقة مطالبهم الحقة بالبحث عن حقيقة ما جرى بموسم حج هذا العام.
ختاماً، هذه رسالة أوجهها لكل من يقرأ هذا المقال ،يكفينا تعنت وركض خلف تناقضات مذهبية ودينية يصنعها لنا الساسة ونلهث خلفها دون وعي وادراك ، فاليوم كل من ينتقد حق أيران بالبحث عن حقيقة ما جرى لمواطنيها بموسم حج هذا العام ،هو يجانب الحق والصواب ،فمن حق أيران وكل دولة تعرض لمواطنيها لحوداث بموسم حج هذا العام ان تنتقد وان تعلي الصوت عاليآ ،ومن حقنا جميعآ أن نعرف بشفافية مطلقة حقيقة ماجرى بموسم حج هذا العام ،كما من حق الجميع أن يطالب بمحاسبة المسؤوليين عن الاستهتار والأهمال الذي هو السبب الرئيسي لما جرى من احداث مؤلمة رافقت موسم حج هذا العام…
[email protected]