23 ديسمبر، 2024 5:00 م

كادَ الفسادُ يكُون ثورة!!؟ … تحذيرٌ إلى السيد “المالكي” وحكومته!

كادَ الفسادُ يكُون ثورة!!؟ … تحذيرٌ إلى السيد “المالكي” وحكومته!

إن ظاهرة الفساد أو امتداده من اللانظام السابق إلى النظام الحالي أصبحت تشكل خطراً داهماً؛ وتتراكم آثارها في نفوس المواطنين وصدورهم؛ الحائرون بين دعم هذه الحكومة  التي يعتبرونها أملهم في الحياة الحرة الكريمة؛ والنفور منها لما يلاقونه من إهمال وتهميش! كما أن آفة الفساد جاءت مع الجهل والتخلف والإرتزاق والإنتهازية! وانعدام الضمير وفساد الوجدان وضعف الإيمان أو زيفه!, ولقد لف الفساد والمفسدين عيوبهم بعباءات مختلفة وستائر متعددة وأساليب متنوعة وأضحى الفساد والفاسدون ذوو خبرة ودراية بممارسة الفساد بجميع أنواعه في ظل “دولة القانون”! التي لم تستطع تعميم ذلك القانون على دوائر الدولة ومنتسبيها الذين ينتمون إلى طوائف وأقوام وأحزاب مختلفة وكل منهم يعمل بما يمليه عليه “مرجعه”! بل يحتمي بمرجعيته لتمرير نشاطاته الفاسدة والمفسدة واستغلال الموقع, والمصيبة الكبرى أن المواطن حين يمسه الضر من هؤلاء ويعلن تذمره ومظلوميته ويوجه إتهامه لهذا الفاسد أو ذاك؛ يلقى رداً عنيفاً من جهة أخرى واجبها حماية المواطن المظلوم والمضغوط! والحائر إلا أنها تقف مع الفاسد وتدافع عنه على الرغم أن واجبها لا يسمح لها بالتدخل بين الموظف والمواطن المراجع هنا وهناك؛ ولكن العلاقات المشبوهة وبعض المصالح بين الفاسدين وعناصر الشرطة في الدوائر الرسمية وشبه الرسمية المكلفة بالحراسة وحفظ الأمن فيها وحولها؛ نجدها تتدخل وبقوة وشراسة إلى جانب الفاسد ضد المواطن الذي يضطر للإعتراض والإحتجاج على الأوضاع الشاذة ونشاط الوساطات والرشوة التي تجري تحت اللافتات المرفوعة فوق رأس الفاسد!! في تمشية معاملات الآخرين وإهمال وتهميش معاملته وما يحتاج من أوراق من تلك الدوائر, ومن هنا يمتلأ المواطن ابن الشعب المسكين بالحقد والكراهية والنفور ومن ثم يخزن تلك المشاعر ويكون على استعداد لمناهضة السلطات والحكومة ورموزها في أول مناسبة للتنديد والنقد وحتى الحقد عليها.

إن من أهم أهداف أعداء العملية السياسية من ذيول اللانظام السابق هو عزل الحكومة والمخلصين فيها عن أبناء الشعب وخاصة السيد “نوري المالكي” ورفاقه من المخلصين للشعب والوطن للتمهيد لإسقاطه كما فعلوا سابقاً في عزل “عبد الكريم قاسم” عن الشعب العراقي بتزييف الحقائق ونشر الفساد وتذمر المواطنين ومن ثم تم القضاء عليه بسهولة رغم أن الشعب العراقي كان مستعد للدفاع عنه رغم كل ما عاناه في الأشهر الأخيرة من حكمه إلا أن عناده! في عدم إشراك الشعب في معركته مع المجرمين العملاء كان السبب في القضاء عليه على أيدي الفاسدين المعروفين من البعثيين الصداميين.

ذلك كان جانب من مظاهر الفساد والفاسدين والمتضررين من هذا الوضع الشاذ؛ وفي بعض الحالات تتحرك الحكومة على الفساد والفاسدين, وهنا يتحرك هؤلاء وبنفس الهمة! للبحث عن ضحية يحملونه كل فسادهم في كمين يعدوه له ويتخلصوا من المحاسبة والمراقبة, وهذه جريمة أخرى يضيفها أعداء العملية السياسية الحاضرة إلى جرائمهم ضد الوطن والمواطن.

لقد اتبع اللانظام السابق أسلوب تعميم الفساد بل إفساد منتسبي اللانظام السابق وأطلق يد المجرمين ليبتزوا أبناء الشعب وانتشر الفساد على نطاق واسع كوسيلة لكسب ولائهم له والإخلاص لعصابة المافيا الصدامية فقط على حساب الجماهير الجائعة المسحوقة؛ فكانت النتيجة أن لا أحد يفكر أو لديه الإستعداد للدفاع عن عصابة المافيا الصدامية عندما اجتاحت جيوش التحالف بقيادة أميركا العراق الذي كان يعتمد حكمه على الفساد والفاسدين! والذي جوع الشعب وقهره بمساعدة المرتزقة والفاسدين.

وكما نرى اليوم كيف أن النظام في سوريا؛ ينهار وبسرعة لا تصدق رغم كل ما يملكه من الإمكانيات والأسلحة والمؤسسات العسكرية والأمنية والمخابراتية! ذلك لأنه هو الآخر اعتمد على الفساد والمفسدين وفسح لهم المجال أن يأخذوا من أبناء الشعب ضريبة غير مباشرة تتجلى في الرشوة العلنية في دوائر الدولة وفي الشارع وفي مراكزالشرطة مما جعل أبناء الشعب السوري يخزنون حقدهم وكراهيتهم للنظام لحين إندلاع الشرارة التي فجرها عملاء المخابرات الغربية ومرتزقتها وانطلت هذه العملية على أبناء الشعب السوري وظنوا أنهم في ثورة شعبية وتورطوا فيبها ودفعوا ويدفعون الثمن غاليا هذه الأيام, ومهما تكن الحكومة السورية فاسدة وشجعت المفسدين إلا  أن سوريا والشعب السوري مع الأسف لا تستاهل هذا المصير وهذا الدمار وسفك الدماء وتهجير العوائل ومعاناة الأطفال والشيوخ والضعفاء… وكان السبب كله هو اعتماد الفساد والمفسدين في إدارة شؤون البلاد وحماية السلطات الحاكمة, ولو أن الحكومة السورية تتصرف من منطلق إمكانياتها المحدودة, فإن السلطات الحاكمة في العراق وما تملكه من إمكانيات هائلة لتأمين إحتياجات المواطنين وتسهيل أمور مراجعاتهم لدوائرة الدولة واحترام المواطن وتقديم كل الخدمات التي يضطر! لمراجعة دوائرة الدولة لإنجازها؛ ليس لها عذر في التساهل مع المفسدين أو الخوف منهم!! ففي حالة التصدي للفساد والمفسدين والإرهابيين والمجرمين والمرتزقة سيجدون أبناء الشعب خلف ظهرهم بل أمامهم لمجابهة تلك العناصر الفاسدة والتي تعتمد على عصابات المليشيات المختلفة العلنية منها والمختفية والحاضرة عند الحاجة للإغتيال والقتل واختلاق الأسباب للإيقاع بالشرفاء والمخلصين من أبناء الشعب العراقي الغيورين على هذا الوطن الغالي.

نأمل من السيد “المالكي” وحكومته أن لا يعتمدوا على الفاسدين ويسمحوا للفساد أن يستشري أكثر؛ ظنا منهم أن الفاسدين ينفعونهم أكثر من أبناء الشعب الشرفاء! فإن هؤلاء سيكونون أول المهزومين وأوائل المنقلبين أومن أوائل المهرولين كما رأينا حماة صرح الطاغية “صدام” الذي بناه في ثلاثين سنة ينهار في ثلاثين يوما لأن أعمدته كانت الفساد والمفسدين والمرتزقة والمجرمين وليس جماهير الشعب وأبناءه المظلومين…فحذاري .. حذاري من الإعتماد على المفسدين واللصوص…لئلا يكاد الفساد يكُون أو يُكَوِّنُ ثورة !!.. وقد أعذر من أنذر!!؟