23 ديسمبر، 2024 6:15 ص

ضربة صاروخ او صواريخ الكاتيوشا ليوم امس , والتي دفعت ثمنها عائلة استشهدت بأفراها السبعة مع تهديم منزلهم , حيث كان من المفترض توجيه الكاتيوشا نحو الجزء الذي يتواجد فيه الأمريكان في مطار بغداد الدولي .. وتختلف هذه الضربة عن كلّ سابقاتها من الضربات الأخرى سواءً على قاعدة عين الأسد او المنطقة الخضراء او تحديداً السفارة الأمريكية .. في الجانب السياسي والهدف الكامن وراء توجيه وتسديد هذه الصواريخ , ونستبق التطرّق لهذه المسألة – المعضلة بالقول : بأنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يجري فيها سقوط الصواريخ على المدنيين والبيوتات والعوائل , فأذا لا تمتلك الجهة الموجّهة للقصف رماةً او مقاتلين مدَرّبين على التسديد الدقيق نحو هدفهم , فلماذا الإستخفاف بحياة وارواح المواطنين وتهديم منازلهم فوق رؤوسهم .!؟ , كما لم يجرِ سماع ايّ اعتذارٍ منهم لذلك .! ولعلّ هذا أمرٌ مضحك .!

احدى الأسباب السياسة اللواتي تميز هذه الضربة , انها جاءت على عجلٍ وبسرعةٍ غير متوقعة بعد اعلان الولايات المتحدة عن نيتها لإغلاق سفارتها , وكأنّ اغلاق السفارة وبقدر ما يسببه للعراق من اضرارٍ اقتصادية وسياسية وسواها , فأنه بدا مطلوباً ومرحّباً به من قِبل هذه الجهة ” الكاتيوشية ” ومن يقفون وراءها .! واذا ما ثبتَ ذلك عملياً , فأنه قد يرشّح نحو مزيدٍ من هذه الضربات في الأيام القادمة او بينها , مهما كانت الخسائر في إزهاق ارواح المدنيين كما حدث لمرّات .

وايضاً ما يميز توقيت هذه الضربة , بأنها جاءت فورا بعد اعلان وزير الخارجية الأمريكي بومبيو بأنّ اغلاق السفارة سيعقبه توجيه عقوباتٍ صارمة نحو الجهات التي تتولى عمليات القصف وبما فيها التي تلتزم الصمت عنها .! ولابدّ أنّ هذا تحدٍّ وعدم اكتراثٍ محسوب , قد تضحى وراءه اجراءات فنيّةٍ او عسكريةٍ ما , ومهيّأة لتجنّب ردّ الفعل الأمريكي , والحقيقة بما يتعلّق بالصددِ هذا , فمن الملفت للنظر بل ما يشدّ الأنظار أنّه رغم امتلاك الأمريكان لأدق تكنولوجيا وسائل المراقبة من الجو والبرّ , فأنها لم تستطع كشف واحباط ايّ هجومٍ كاتيوشي على سفارتها او اهدافها الأخرى في العراق , وهذا ما يدفع للقول بوجود جهاتٍ او خبراءٍ مخضرمين اكبر” نوعياً وحجماً ” هي التي تتولى وتتبنى التخطيط في اختيار الأمكنة التي تنطلق منها الصواريخ قبل كشف مواقعها , وليس مهماً لها دقّة سقوط الكاتيوشات او من سيقتلون فيها من العراقيين , بقدر عدم انكشاف مواقع الإطلاق .!

الأعلان الأمريكي المسبق عن النيّة لإغلاق السفارة وما رافقه من قولٍ بأعطاء مهلةٍ لرئيس الوزراء العراقي لوضعِ حدٍ لهذه الهجمات , والأمريكان على درايةٍ مسبقةٍ بعدم قدرة الكاظمي او اجهزته الأمنية والعسكرية لوقف ذلك , حيث أنّ الطرف الصاروخي الآخر او المقابل يتمتع بأجراءاتٍ استخباريةٍ – تمويهيةٍ عالية المستوى , وتحول دون كشف خلاياها الى حدٍّ كبير , فإلى ذلك فتصريح الوزير الأمريكي ومهما كان مدروساً ومعدّاً مسبقاً وربما على عجل , فيبدو كأنّ فيه بعض المداخلات اللائي لم تتحسّب بدقةٍ عالية لردودِ افعالٍ مفترضة , بينما يحتمل الأمر اكثر من قراءةٍ لما لم يفصح عنه بومبيو في تصريحه بشكلٍ مفصّل , وإنّ العدّ التنازلي لإنتخابات الرئاسة الأمريكية صارَ مؤثراً في اختيار ايّ مفردةٍ في تصريحات المسؤولين الأمريكان , وعلى العموم فهنالك بعض الإبهام في الموقف الأمريكي الذي يبدو وكأنهم مقيّدين او مترددين الى حدٍّ ما في الكشف عن نياتهم .

الوضع الراهن – الساخن بين الولايات المتحدة والعراق , سواءً عبر الحكومة العراقية واجهزتها , وبين عموم الفصائل المسلحة , فأنه مُعرّض لمفاجآتٍ متوقعة وغير متوقعة , وتتحكم او تؤثر في ذلك كاتيوشاتٍ اخرى مفترضة .!