19 ديسمبر، 2024 2:05 ص

كاتب ورواية في سطور ح1

كاتب ورواية في سطور ح1

خُوان رامُون خِمينِث ( الحائز على جائزة نوبل في الأدب سنة 1956 ):

ولد خيمينيث سنة 1881 في مُغِير إحدى قرى والبة وتقع في الجنوب الغربي من إسبانيا، ونمت طفولته في بياض القرية الأندلسية التي تفتحت فيها أولى طاقته الشعرية، مما جعله يمُدّ تيار الغنائية الأسبانية برافد صاف غزير منذ أشعاره الأولى في قريته مغير ثم في اشبيلية، قبل سنة 1990 ، وبإقامته الأولى في مدريد بين سنتي 1900 و1905 اغتني رصيده الرومانسي الحداثي بفضل احتكاكه بكبار رواد الحداثة الشعرية، أمثال روبين داريو، الذي احتفى به وشجعه علي نشر أشعاره الأولى، و بايي ـ اينكلان Valle – Inclan الذي اختار عنوان ديوانه الاول Ninfas 1900. وفي هذه الفترة سافر الي فرنسا للعلاج، ورغم مرضه لم يُضع فرصة قراءة أعمال رواد الرمزية في فرنسا، حيث قرأ بودلير، وفيرلان وغيرهما. وأثمرت هذه الإقامة الاستشفائية القصيرة في فرنسا ديوان Rimas (قواف 1902) وفيه يبدو أثر الرمزية الفرنسية واضحا، وعاد الي قريته الاندلسية، بعد محنة صحية، وكأنه يعود الي رحم الأمان مشبعاً بالتوجه الرومانسي معجبا بالأسلوب الرمزي وسيلة للتعبير عما في الوجدان.

ترسخت الغنائية بكل مظاهرها في إبداع خيمينيث حتي اتخاذها مذهبا لا محيد عنه، فهي عنده قوة لامادية تلهم الشاعر وتزوده بوسائل التعبير عن مكنوناته العميقة والحميمة وتفتح طريقه نحو الجمال والمتعة بما لا يقال من الأسرار الباطنية للروح، واتخذ الرمز أسلوبا للتعبير عن شاعريته و أَصَّلَ رموزا من ابداع خياله الخصب، حتي عُد أفضل شاعر رمزي في اللغة الأسبانية، من هنا ما نجده أحيانا من لبس في شعره وغموض عميق تبدو من خلاله صور متماسكة بحميمية مع كل ما هو خفي في تضاعيف الواقع حيث تقوم عناصر الطبيعة وتقلبات المشاعر الإنسانية بدور رمزي يضيء حالات ومواقف حياتية بعيدة الغور والدلالة.

في هذه المرحلة ظهرت كتبه (مواويل حزينة 1903 وحدائق بعيدة 1904)، وتوج هذه الدفقة الإبداعية بـ (Ele-jias مراث) 1906 ـ 1909وهي قصائد من عيون ابداعات الحداثة الشعرية في القرن العشرين. و(رعويات 1911).

وبعد فترة من الاعتكاف في قريته متفرغا للشعر وتأمل الحياة والطبيعة من خلاله، عاد الي مدريد واستقر بها بين سنتي 1912 و 1916، في اقامة الطلبة . وهي مؤسسة تربوية ثقافية تحققت بمبادرة من المفكريْن الرائديْن رمون اي كخال ومينيديث بيدال بغاية ايجاد مناخ تربوي وثقافي متحرر من الفكر الرمادي السائد حينئذ في اسبانيا الكاثوليكية المحافظة. وسرعان ما أعطت هذه المبادرة ثمارها واستوت مجمعا لنخبة من المفكرين والمبدعين من فرنسا واسبانيا، و مُلْتَقي خصبا تتكامل فيه أنساق فكرية مختلفة، وملجأ تربويا ليبراليا مدعوما برؤية ثقافية متحررة شاملة، وقناعة حاسمة بقيم الحقوق الفردية، دأب المشرفون علي هذه المؤسسة ـ بسابق تخطيط- علي استدعاء كبار مفكري العصر للحديث الي طلبتها. وهكذا جلبوا إلى المحاضرة والحوار مع المقيمين بهذه المؤسسة أعلاماً مثل ماري كوري وأنشتاين وكلوديل وبيرغسون، وكان من بين الطلبة المقيمين بها، الرسام العالمي سالفادور دالي والشاعر غارسيا لوركا والشاعران الشقيقان ماتشادو (أنطونيو ومنويل) والشاعر الحداثي الرائد خورخي غيين، في هذا الفضاء الخصب قضي خيمينيث أربع سنوات حاسمة في تحديد مساره الفكري والابداعي، وباسم المكان الذي كانت تقع فيه هذه المؤسسة سمي ديوانه La colina de los chopos، وبفضل تراكم تجاربه الشعرية وتفاعلها مع تجارب غيره من الفنانين والشعراء والمفكرين الذين عايشهم مباشرة خلال إقامته هذه، امتلك خيمينيث كل المؤهلات الضرورية لتعريف جديد برسالة الشاعر في الحضارة المعاصرة، فقد استوعب الحداثة في كل أبعادها، واتضحت نظرته إليها فوصفها بما يدل علي هضمه السليم لكل عناصرها حين قال عنها أنها حَميّة التجدد والتحرر، وما هي مدرسة ولا نمط حياة، بل هي ظاهرة عصر وممارسة حياة، وهي ليست حركة جمالية فحسب، بل هي في عمقها أزمة روحية منذ انطلاقها من ألمانيا في أواسط القرن التاسع عشر بالاهتمام بالشأن الديني في محاولة مشتركة بين ثيولوجيين كاثوليك وبروتيستانت للتوفيق بين المستجدات العلمية والمعتقدات الدينية (Juan R. Jim‚nez. Gilbert ص 44)، أتاح التفكير الحداثي في الشأن الديني مناخا تصويريا استفاد منه خيمينيث في تجدد انشغالاته الجمالية وتجاوز هواجسه الميتافيزيقية، ووجد في الشعر بقيادته نحو المطلق والخارق الذي لا تمت قدسيته إلي (الاه) الارثوذوكسية الكاثوليكية، ورأي أن ما هو أساسي هو الوصول بقنوات الجهد الروحاني الي مشارف (الربوبية)، هيمن هاجس الخلود علي شعر خيمينيث في كل مراحله وحفل بميتافيزيقا شعرية باحثة عن وعي باطني باللامحدود من ذواتنا وعن الاسم الكامل والحقيقي الذي تنتظره الاشياء منا. وبازدياد تراكم تجاربه الشعرية لم يعد يكتفي بالكشف عن الكائن الميتافيزيقي، بل طمح الي ادراك ذات الله بواسطة الشعر المتحول الي صوفية حقيقية طبيعية.

وكانت سنة 1916 حاسمة في حياته الشخصية والشعرية حين اتفق مع امرأة عُمُره علي السفر الي الولايات المتحدة بقصد الزواج، وأثمرت هذه التجربة العاطفية والحياتية ديواناً رسم حداً فاصلاً بين مرحلتين شعريتين، حيث افتتح به مرحلة شعرية جديدة انشغل خلالها بهاجس الوصول الي شعر خالص لحمته تأمل رؤيوي عميق وسداه غنائية استيطانية شفيفة، وفي سبيل انصرافه إلي البحث عن الكلمات التي تطابق حقائق الأشياء، وعن القصيدة الخالصة الوحيدة، ضحَّى بشريحة واسعة من قرائه لم تستطع التحليق في فضاءاته البعيدة والغوص في أغواره العميقة.

مع نشوب الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936، فضل “خيمينيث” مصاحبة زوجته والهرب إلى الأراضي الأمريكية، بعد أن سهّل لهم “مانويل أثانيا” السفر بجوازات دبلوماسية، في البدء أقاما في نيويورك، ثم توجها إلى بورتوريكو، ليسافرا للاستقرار في كوبا لأكثر من ثلاث سنوات، وكان خيمينيث من المتحمسين للجمهورية الإسبانية، ولهذه الأسباب لم يرجع إلى بلده خلال فترة الديكتاتورية.

ويظهر موقفه السياسي جليَّاً في إعداده لكتاب متعاطف مع الجمهورية الإسبانية عنوانه “الحرب في إسبانيا”، والذي لم يتمكن من نشره، وتحدث فيه عن معتقداته السياسية المؤيدة لنظام الجمهورية، واستعرض شخصيات الأدباء الإسبانين وظروفهم، وقال صراحة رأيه في نسبة إبداع كل منهم.

وخلال هذه الفترة عمل “خيمينيث” في أكثر من جامعة، وكتب العديد من المقالات النقدية في الشعر الإسباني والأمريكي اللاتيني، والتي تم جمعها بعد وفاته وصدرت في كتابين، كما عمل كأستاذ زائر في الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين حتى عودته النهائية عام 1951 إلى بورتوريكو، ليستقر فيها بسبب تردّي وضعه الصحي، في “بورتوريكو” انضمّ هو وزوجته إلى كادر التدريس في الجامعة الوطنية، حيث احتُفِي بهما بشكل لا مثيل له، حتى أن الجامعة قد أطلقت اسميهما على قاعة دراسية من قاعاتها.

خلال تلك الفترة – وحتى عام 1958 – اشتدت وطأة مرضه، وبدأ يمرّ بحالات مرضية عصيبة متكررة، أثناء ذلك أصيبت زوجته “ثنوبيا” بالسرطان، وعلى الرغم من علاجها المتكرّر إلا أن المرض قضى عليها، لتموت بعد ثلاثة أيام من تلقّيهما خبر منح “خيمينيث” جائزة نوبل للآداب عام 1956، وهي التي عملت كل جهودها – خلال سنوات طويلة – من أجل التعريف بـ “خيمينيث” في الأوساط الأكاديمية لجائزة نوبل.

بعد رحيل زوجته، لم تستقر حالة خيمينيث المرضية، ليرحل عن العالم في 29 من شهر مايو عام 1958، ويدفن في منفاه الأخير بورتوريكو.

أصدار أكثر من 40 ديوان شعري، بالإضافة إلى كتبه النقدية والنصوص النثرية الأخرى، ومن أعماله إضافة لما ذكرناه حدائق بعيدة، مظهر الحزن، الأغنية التائهة، وبلاتيرو وموضع بحثنا أنا وحماري.

أنا وحماري:

(بالإسبانية بلاتيرو وأنا Platero y yo) ومعروفة بالعربية (أنا وحماري)، هي رواية كتبها خيمينيث بطريقة السرد باستخدام الشعر الغنائي، يتحدث فيها بطريقة شعرية عن حياة وموت الحمار بلاتيرو. الرواية مكوّنة من 138 نصاً قصيراً، يلعب الحمار بلاتيرو دور المروي له، في الغالب، حيث يعمد الراوي إلى مخاطبة حماره بحرف المنادى يا أو هو من خلال هذه التقنية يخاطب القارئ وينقل له تجربته مع حماره، وهما يجوبان أنحاء قرية مُغِير مسقط رأس المؤلف، متمتعين بجمال الطبيعة وتعاقب الفصول، يراقبان معاً البشر والحجر والغدران والمروج والأشجار وبقية الحيوانات، وكل شيء يصادفهما في طريقهما وهما يتسكعان معاً، أو يؤديان مهمة ما.

تتكون الرواية من أقسام موجزة، وتشكل الفقرة التالية بداية الكتاب، ((بلاتيرو صغير كث الشعر رقيق، بضٌّ من ظاهره حتى ليجوز أن يقال إنه كله من القطن لاعظام فيه ، كل ما هنالك أن مرايا عينيه اللتين من الكهرباء السوداء صلبة كجعرانين من زجاج أسود.

أتركُه طليقاً فيمضي إلى المَرْج ويداعب بفمه الأزهار الوردية والسماوية والصفراء ..ولا يكاد يبلها، أدعوه بعذوبة (( بلاتيرو!)) فيقبل نحوي في ركض مرح يبدو معه أنه يضحك، وفي صلصة مثالية لا أدري كنهها ..يأكل كلّ ما أعطيه فيستطيب البرتقال الحامض والأعناب المسكية كلها عنبر، والتين البنفسجي بقطراته الزجاجية التي من العسل..))

بهذا الوصف المشع، يقدم لنا خيمينيث حماره.. وهو معه في رحلة معرفة للأمكنة ومباهجها الملونة، فبلاتيرو الذي لا يستطيع تعلم رسم الحروف والقراءة يُدعى إلى التعلم من المرئيات والمحسوسات “كلا يا بلاتيرو كلا، فسأعلمك الزهر والنجوم، ولن يضحكوا منك كما يضحكون من طفل أحمق، ولن يضعوا لك، كما لو كنت ما يسمونه حماراً، الطاقية ذات العينين الكبيرتين اللتين تحدق بهما النَّيْلَةَ والمغرة، كالعيون التي في قوارب النهر، مع أذنين ضعف أذنيك…” ص22 إنهما يتمتعان بفتنة الطبيعة، بألوانها وأشكالها وموسيقاها الخفية، يسيران بتكاسل ويلعبان وينظران، وها هما في ليلة عيد يراقبان النيران المفرقعة الصاعدة من القرية ” يا لها من طواويس متقدة، وكتل خيالية من الورد الصافية، وديوك برية من النار في جنات النجوم” ص132. ولأن الشاعر يخشى نظرات الحسد التي يصوبها الناسُ والحُمر نحو بلاتيرو المتبطل في القرية، في موسم قطف العنب “وظلت الحمير الأخرى تنظر وهي محملة على بلاتيرو وهو طليق من أهل البطالة، ولكيلا يريدوا به شراً أو يظنوا به السوء ذهبت معه إلى الكرمة المجاورة وحمّلته عنباً ومضيت به إلى المعصرة على مهل بين الحمير… وبعد ذلك أخذته من هناك في الخفاء” ص128. فأي تفاهم وتعايش وتواطؤ هذا بين الكائنين؟.

في هذه الآونة لا يأبه الشاعر لصيحات أطفال الغجر وهم يركضون وراءه ويصيحون “المجنون، المجنون، المجنون” لمّا يجدونه ممتطياً صهوة بلاتيرو اللينة الرمادية وهو بزيه الغريب “لا بد أني وأنا متشح بثياب الحداد، ولحيتي السوداء الكبيرة، وقبعتي السوداء القصيرة، كنت ذا منظر غريب” ص24.

والكتاب هو محاولة للتواصل مع أشياء العالم وظواهره، مع الفراشات والقنابر والببغاوات والكلاب والأطفال والفتيات والعجائز، مع قطر الندى وزهرة الطريق والموكب الديني والديكة والغروب والصيف وغناء الصرصر ومساء أكتوبر والمقبرة القديمة والينبوع القديم، مع الثور الهارب والفجر واللهب ولبن الأتان وعيد الميلاد والنبيذ وجبل الذهب والبرج وطاحونة الهواء والبئر…الخ.

يقول عن البئر “البئر… يا بلاتيرو يا لها من كلمة عميقة، ذات خضرة قاتمة، رقراقة صائتة! كأن الكلمة هي التي تحفر، إذ تستدير، الأرض المظلمة حتى تصل إلى الماء البارد” ص94. وقد ألهمت الصور الشعرية المتدفقة هذه الفيلسوف الفرنسي جاستون باشلار فاستشهد بها في كتابه ( شاعرية أحلام اليقظة) وهو يتحدث عن دلالات البئر وأثرها وتمظهراتها في المخيلة، وفي تأملات الطفولة الشاردة، يقول باشلار؛ “لا يمكن أن يمر حالم الكلمات أمام تأملات كهذه دون تسجيلها”.

يمضي الراوي/ الشاعر مع بلاتيرو في جولة، في طرقات الصيف العميقة وقد تعلقت بها أزهار العسل الرقيقة، تحت السماء الزرقاء، فنشعر كما لو أننا أمام مشهد مصور بكاميرا سينمائية، تتنقل بوازع إنساني طاغٍ وتحت تأثير حساسية مفرطة “وأنا أطالع أو أغني أو أنظم شعراً للسماء، وبلاتيرو يعض عشب السياج القليل في الظل، وأزهار الخبازي المغبرة، وأزهار الحمّاض المصفرّة، وهو يقف أكثر مما يمشي فأدعه…” ص104. ومثل هذه الصور تتكرر وتتدفق في معظم نصوص الكتاب، وفي سبيل المثال، نقرأ أيضاً “ها هي تأتي في شمس الشارع الجديد الصبية التي تبيع الصنوبر، تأتي به فجاً محمصاً؛ سأشتري لي ولك بدرهم منها يا بلاتيرو.” ص170.

ويبلغ ود الشاعر لحماره وصداقته معه، أحياناً، حدَّ أن ينسى أن هذا الكائن الذي يدعى بلاتيرو ما هو إلاّ حمار.. يصطحبه معه إلى العاصمة، وإذ هما يهمان بدخول الروضة معاً ينبهه الحارس:

“ـ يُمنع دخول الحمار يا سيدي.

ـ الحمار؟ أي حمار؟.

قلت له ذلك وأنا أنظر فيما وراء بلاتيرو وقد نسيت بطبيعة الحال صورته الحيوانية” ص133.

وكما وعد الشاعر حماره، إذا ما عاش بعده أن يكرم موته ولا يرميه، مثلما هي حال الحُمر حين تموت، في الوادي لتنهش لحمه الكواسر.. يموت بلاتيرو في سريره الذي من القش بعد أن يعاينه الطبيب العجوز ( داربون ) ويؤكد أن لا خير يرجى له.. وتبقى ذكرى بلاتيرو ساطعاً في مخيلة الشاعر “هنالك عند الزريبة التي يسودها الصمت وكانت كلما مررت بها يوقدها شعاع من الشمس يتخللها من النافذة، أخذت تحوم فراشة جميلة ذات ثلاثة ألوان…” ص210.

يظل الشاعر يسمع نهيق الحمار الشاكي في الغروب العاري، ويصنع تَخليداً له حماراً خشبياً يضع عليه سرج حماره الميت ويتركه في مخزن الأطفال الذين سيمتطونه ويشعرون كأنهم يركضون في مرج أحلامهم ” هيا يا بلاتيرو! هيا يا بلاتيرو” ص213. ومساءً يذهب مع الأطفال لزيارة قبر بلاتيرو وهو في حقل لابنيا أسفل شجرة صنوبر مستديرة أبوية.

وتمر السنون ولا ينسى الشاعر حماره، وهذه المرة يجيء وحده ليكون مع موت بلاتيرو بعد أن يكون الأطفال قد كبروا وصاروا رجالاً ونساءً “أنجز الخراب عمله في ثلاثتنا ـ كما تعلم ـ ونحن على منفاه قائمون، سادة لأعظم ثروة: ثروة قلبنا… أنت يا بلاتيرو وحدك في الماضي، ولكن ماذا يعنيك الماضي وأنت تعيش في الخلود وفي يدك ذات الحمرة القاتمة التي كأنها في قلب إله جليل، كما في يدي، شمس كل صباح” ص217.

في رفقة الراوي/ الشاعر مع بلاتيرو نلمس ذلك الفيض من المشاعر الإنسانية العميقة والنبيلة، مشاعر المحبة والخير والشفقة والحزن والحنين والتسامح، ونستشف وهج الروح وهي تتحد مع كائنات العالم، ونكتشف تجليات وخبايا النفس البشرية وهي تخبر الفرح والألم معاً، وتنشد جمال الأعماق، والكمال والسلام.

أحدث المقالات

أحدث المقالات