18 ديسمبر، 2024 11:29 م

كابوس مرعب على رؤوس الموظفين اسمه (السيدة طيف)!!

كابوس مرعب على رؤوس الموظفين اسمه (السيدة طيف)!!

من عجائب وغرائب النظام العراقي الجديد، (حسب ما يحلو للبعض تسميته) حيث ان الجديد يدل على الحداثة في كل شيئ، الا ان ما يحدث في العراق من ممارسات حكومية هي ابعد ما تكون عن الحداثة، بل تعود الى منتهى الجهالة والتخلف والفشل الذريع في ادارة الدولة.
سوف اسوق مثلا واحدا على طريقة ادارة الدولة العراقية في الجانب المالي والادراي.
منذ تأسيس الدولة العراقية الى يوم سقوط النظام الدكتاتوري، كانت تدار دوائر الدولة بأنسيابية، عدا الدوائر القمعية في ظل الانظمة الدكتاتورية، حيث كانت ماكنتها تدار من قبل ازلام النظام بعيدا عن القانون والحقوق وغيرها. اعود لأقول بأنه كان هناك تسلسل في المراتب الوظيفية، فأنا شخصيا عشت الحياة الوظيفية لمدة تزيد عن خمسة وثلاثين عاما. كان نقل الموظف من دائرة الى اخرى في نفس الوزارة من صلاحيات المدراء العامين، كذلك منح العلاوات والترقيات والدرجات والاجازات كلها كانت من صلاحيات المدير العام بناءا على توصية من المسؤول المباشر للموظف.
لكن ما يحدث الان هو يدعو الى الرثاء على حال هذا النظام الكسيح، اذ اصبح مصائر ملايين الموظفين العراقيين بيد سيدة تدعى (طيف) وهي بدرجة مدير عام في وزارة المالية، فنقل موظف من دائرة الى اخرى لايتم الا بموافقة طيف! ولا تمنح ترقية او ترفيع كأستحقاق قانوني للموظف الا بموافقة طيف! ولا تستحدث درجات وظيفية الا بموافقة طيف! ولا يعين موظف الا بموافقة طيف! هكذا اصبح مصير ملايين الموظفين رهنا بيد هذه السيدة، تصورا، كم يستغرق موافقة طيف على اية معاملة مما اشرت اليها؟ وكم من الاشهر سيستغرق الجواب على اية معاملة تحال اليها وهي بالالاف؟ وربما لا يأتي الجواب نهائيا وتضيع في ادراج مكتب السيدة، طيف.والادهى والامر ان القوائم التي تتم بموجبها ترفيع وترقية الضباط في 6 كانون الثاني من كل عام منذ تأسيس الجيش العراقي، لم ينفد  هذا العام لأن السيدة طيف كما ذكرت وكالات الانباء كانت مجازة او موفدة الى خارج العراق! تصوروا، ربما كان من جملة من شملتهم الترقية، القادة والضباط البواسل الذين يقودون معارك تحرير ارضنا الطاهرة من دنس عصابات داعش، ودماؤهم على ايديهم، ولا يتم ذلك الا بعد انتهاء اجازة او ايفاد طيف، او ربما يستشهد هذا المقاتل او ذاك وهو ينتظر امر ترقيته من طيف! ويجوز انها لا تقتنع باحقية هذه الترقيات! اليست هذه من مهازل الحكام الجهلة الذين لا يتمكنون من ادارة قرية فكيف بهم يديرون بلدا كالعراق الذي يزخر بالمواهب، في كل المجالات، لكن الحكام الجهلة لديهم عقدة نقص من كل عراقي كفوء يخشون من تبوءه لمركز حساس لأنه ليس من جوقتهم بذلك يفتضح جهلهم، بل حتى يتعدى الامر الى محاربته او تلفيق تهمة به، كي يغادر البلد او يعمل في مجال آخر غير مجال اختصاصه لأعالة اسرته.
اتساءل ويتساءل معي ملايين الموظفين العراقيين، اذا كانت السيدة طيف تتمتع بهذه القدرات الخارقة، فلا حاجة اذن لوزير او حتى لرئيس الوزراء،لأنها تتمكن من ادارة ملايين الملفات لموظفي الدولة، برمشة عين او اشارة من اصبع، ولماذا لا يعهد اليها منصب رئيس مجلس الوزاراء لنتباهى بها امام الالمان الذين يتباهون بمستشارتهم انجيلا ميركل وامام الانكليز الذين اختاروا تيريزا ماي لتدير دولتهم، وقبلها المرأة الحديدية، تاتشر، ونقول لهم ها نحن ايضا لدينا امرأة حديدية اكثر من نسائكم دهاءا وهي تدير دفة الدولة العراقية بسبابة اصبع.اية مصيبة حلت بالعراقيين في هذا الزمن الاغبر؟ عندما قفز الى قمة السلطة في غفلة من الشعب، اناس لا يفقهون بعلم ادارة الدولة ولا يجيدون سوى السرقة والكذب على الشعب باسم الدن والمذهب والقومية، وجعلوا من الوزارات التي يديرونها دكاكين لبيع وشراء الوظائف لا لخدمة ابناء الشعب، الذي يفتقر الى ابسط مقومات الحياة الانسانية، فلا خدمات ولا تعليم حقيقي ولا مراكز صحية تشخص الداء وتوفر الدواء للمواطنيين ولا معامل أهلت لتشغيل ملايين العاطلين ولا امن على حياة الناس، ولا استطيع ان اعدد الاءات فهي لا تعد ولاتحصى.
هكذا بددت آمال واحلام العراقيين على يد حكومة السيدة طيف، وامثالها من الرجال في حياة حرة كريمة. وانا لله وانا اليه راجعون.