18 ديسمبر، 2024 6:13 م

كأنَّ الأحزابَ الشيعية غير شيعية .!

كأنَّ الأحزابَ الشيعية غير شيعية .!

قطعاً انها ليست كأنها سنيّة .! والعنوانُ فيهِ ما فيهِ من مَسَحاتٍ مجازيّة .. وبادئَ ذي بدءٍ يؤسفني ايّما اسفٍ استخدامي لأيِّ مفرداتٍ مذهبية او طائفية اذا ما كانت تتعارض او بالضد من مبدأ المواطنة والوحدة الوطنية .

لا ريب أنّ احزاب الأسلام السياسي الحاكمة تنتمي جميعها الى نهج او مذهب الإمام جعفر الصادق ” ع ” وترفع شعاراً مشتركاً عن مظلومية اهل البيت , وانّ الأواصر والقواسم المذهبية المشتركة بين هذه الأحزاب تجعلها افتراضاً وكأنها حزباً واحداً .!

تجربة الخمسة عشر عاماً التي حكمت وتحكّمت هذه الأحزاب بكلّ مفاصل الدولة وتشعباتها وبمصائر ومقدرات الشعب العراقي , وما شهدته هذه التجربة من مرارةٍ شديدة المرارة ” وغير منفصلة عن كلا العاملين الأقليمي والدولي ” , جعلت المرء او الجمهور الواعي والنُخَبي يُفرّق ويميّز بين الإنتماء الى الفكر والفقه الشيعي الجعفري , وبين هذه الأحزاب الشيعية الحاكمة .!

وقد تتَعدّد ولا تتباين زوايا النظر في هذا الشأن , وهذا أمرٌ مشروعٌ شرعاً , وخصوصاً منْ نواحٍ نظرية .

ولعلّه من الملفت للنظر أنّ قيادات الاحزاب الأسلام السياسي الشيعية لا يرأسها ولا يقودها أيّ من رجال الدين او المعممين .! , بينما هنالك فصائل مسلحة شيعية برئاسة رجال دين من اصحاب العمائم , وليس معروفاً سرّ هذه المفارقة التي قد يعتبرها البعض قد اطلّت بصورة عكسية .! , برغم أنّ الأزياء الدينية لا تأثير ” افتراضيّا بائنا ” لها في هذا المضمار ..

ومن خلال هذه التجربة الطويلة نوعياً وكميّاً , فلم يستطع شيعة العراق ” على الأقل ” أنْ يميّزوا ويحددوا الفروقات او الفوارق بين كل او كافة احزاب السلام السياسي الحاكمة , ولا ماهية التباين والتمايز بين طروحاتهم الأقتصادية والأيديولوجية والفلسفية في ادارة الدولة .! , وإذ تعذّرَ وتعثّرَ ذلك , فعلامَ لا يصهرون كياناتهم ويذيبوها في هيكليةٍ سياسيةٍ واحدة , ويشكّلوا من خلالها الكتلة الأكبر التي اطرافها ما برحت وما فتئت تتناحر .! , فكلّ العراقيين يدعون ويتطلّعون لوجود كيانٍ شيعي موحّد , ولأسبابٍ لا تُعدّ ولا تُحصى بأيٍّ من وسائل الإحصاء .!