من سوء طالعنا كعراقيين(وهو أمر بات معروفاً لدى الجميع) أن تصادف بطولة نهائيات كأس العالم لكرة القدم مع الإنتخابات البرلمانية، وفي كل مرة تقع حادثة مؤلمة أو مشاكل في تشكيل الحكومة، ففي 2006 كانت الاحداث الطائفية تتسيد الساحة، 2010 الألتفاف على الدستور، وأخراج قائمة(أيادعلاوي) من اللعبة وحرمان علاوي من رئاسة الوزراء، 2014 إجتياح داعش لثلاث محافظات عراقية ووصوله لأسوار بغداد، 2018 فوز غير متوقع لسائرون وزعيمها مقتدى الصدر والذي فاجئ الجميع بتحالفهِ مع الحزب الشيوعي ودعاة العلمانية، ومازال الجدل مستمراً في صحة الإنتخابات وتزويرها، والتهديد بحرب أهلية من قِبل الخاسرين، وبالمقابل يعمل الفائزون على تشكيل الكتلة الأكبر قبل إنعقاد البرلمان الجديد، والأحداث لا تحتاج إلى شرح كبير، فهي تتصدر الأخبار المحلية والعالمية، وبالنتيجة فقدان متعة مشاهدة مباريات البطولة، بسبب هذه الأحداث المشؤومة، والتي رافقها وقوع كثير من الضحايا المدنيين…
هنا سأروي حكايتين لأوصل رسالة إلى المسؤولين لعلهم يقرأون:
الأولى: في تسعينيات القرن الماضي، كنا نعمل لساعات متأخره من الليل بسبب الحصار الأقتصادي، نحضر إلى مرآب السيارات وكانت حينذاك(اللاندكَروز) فـ(كيا) لم تكن موجودة بعد، ركبتُ ومعي شخص جنب السائق، وخلفنا جلس ثلاث، وفي الخانة الأخيرة تتقابل المقاعد حيث يجلس أربع لكن بسبب قلة السيارات يجلس ستة اشخاص ثلاث يقابلهم ثلاث، كان مبلغ الأجرة(100دينار) أعطيتُ انا والشخص جنبي أجرتنا للسائق، وعندما سرنا مسافة حيثُ كان الجو مظلما والسيارت قليلة والشارع خالٍ تقريبا، وكانت البنايات قليلة، وصلت أجرة من يجلسون خلفنا، وبعد عدها من قبل السائق وجدها(700دينار) والمفروض أن تكون(900دينار)! فأبدى إمتعاضه وقال(بعد نفرين منو ما دافع)؟ فلم يرد عليه أحد! فأعاد إليهم الأجرة وقال(أجمعوها من جديد) وبعد برهة أعطوه الأجرة فاذا بها(500دينار)! فقال أحدهم(هسه مضبوط؟) فسكت السائق وبدا عليه الرعب والخوف فلقد أحس أنه اذا تكلم هذه المرة لن يحصل على شئ بل قد يفقد كل شئ!
الخلاصة: الخاسرون الذين يطالبون بإعادة الإنتخابات او اللجوء الى العد والفرز اليدوي قد يخسرون أكثر، فنصيحتي لهم أن يسكتوا وإلا فسيخسرون كل شئ…
الثانية: كان شاب يعيش مع أُمه في البادية فأراد أن ينتقل إلى المدينة، فلم توافقه الأم وقالت له: إن أنا متُ فأذهب أين شئت، وعندما حضرت الأم الوفاة أوصت ولدها أبني أدفني وبع مالديك وحوله إلى ذهب فهو أنفع لك في المدينة، ولتكن نيتك صافية لله ولا ترافق ذو النيتين؛ ماتت الأم وباع الولد ما يملك ورحل صوب المدينة يمتطي جواده، في الطريق وجد رجلاً ينزف من جراحٍ أصابته، فداواه وضمد جراحهُ فسأله الرجل عن قصته فحكى لهُ، فقال الرجل في نفسهِ أنا ذو النيتين، قال الولد للرجل وما قصتك وسبب جراحك؟ قال الرجل: كنت وقبيلتي في معركة ولما أصبتُ هربت فلا أدري هل انتصروا فاكون معهم أم اسروا فاكون معهم ؟ هل تحملني معك الى المدينة، قال الولد نعم، سارا وعندما وصلا بئراً ارادا التزود بالماء فقال الرجل للولد انزل فانا مصاب وعندما يروي الجواد وتملا القرب ارفعك وبالفعل نزل الولد واذا بالرجل يسحب الحبل ويتركه في البئر بعد أن سقى، ظل الولد في البئر وبعد دخول الليل جاء غرابان ووقفا على البئر ثم تحولا إلى رجليين فقال أحدهما ما خبرك قال ذهبتُ إلى المدينة الفلانية وخطبتُ أبنة أميرها فرفض فأنزلتُ عليها سحري وتركتهم حتى يستجيب لطلبي ودوائها أن أقرأ عليها سورة الفاتحة(5مرات)، وقال الآخر أما أنا فطلبتُ من أمير المدينة الفلانية أني يعطيني أرضاً واسعة ويبني لي فيها قصراً فرفض فأغلقت عين الماء فجف النهر ومات الزرع ونفقت الماشية وبدأ أهلها بالهجرة وهم لا يعلمون أن عين الماء تقع في المكان الفلاني، وقبل طلوع الفجر تحول الرجلان الى غرابان وطارا، جاءت بعض الناس للاستسقاء فرمو الدلو في البئر فتعلق الولد بالدلو وخرج ثم توجه الى المدينة الاولى وقال لاميرها انا اشافي ابنتك وتزوجنيها، وافق الامير وبالفعل استفاقت الفتاة وتزوجها ثم ذهب الى المدينة الثانية وقال لاميرها انا اعيد الماء للنهر على ان تقاسمني الارض فوافق فذهب الى مكان الصخرة ورفعها فعاد الماء الى النهر ومنعه الامير نصف الارض، وبعد فترة حضر الرجل الذي غدر بالولد وعندما رأه في حاله هذه خاف وذهب ليطلب السماح والعفو منه فعفى عنه الولد وسامحهُ، فقال الرجل أخبرني كيف حصلت على كل هذا؟! فقص عليه قصته في البئر وحضور الغرابين، فذهب الرجل من فوره ونزل في البئر وعندما حل الليل حضر الغرابان، فقال الاول لقد جاء شاب وعالج الفتاة وتزوجها وقال الثاني وهو أيضاً من رفع الصخرة وأمتلك نصف الأرض! فقالا إذن لابُد وأنهُ كان تنصت علينا هنا من هذا البئر؟! فقررا هدم البئر، فهدماه والرجل ذو النيتين فيه….
الخلاصة: أيها المسؤولون لتكن نيتكم لله تسلموا وإلا فسيكون هلاككم مثل ذو النيتين، هذا بشكل عام وبشكل خاص: (يا حيدر العبادر صفي نيتك واترك حزب الدعوة واخذ ولاية ثانية ولا تكن مع الخاسرين)…..
بقي شئ….
السبت ستنتهي الدورة البرلمانية ولا مكان لكم ايها الخاسرون ولا تفتحوا النيران لانها ستقتلكم اولاً.