23 ديسمبر، 2024 7:16 م

ق العراق

ق العراق

(قِ)
هم يرســـمون كما يحلو المرامُ لهمْ لاشيء فيهم سوى اﻷحلام في الشَّـفَق ِ لو يعلمون بأنْ في اﻷُفْــــقِ أبخرةٌ من الدماء لنا ســــالتْ من العُنُقِ لا يرسمون سوى ليــــلٍ بلوحتهم ويطفئون رؤى الألـــوان في الحَدَقِ

يصحون في الصُّبح مثلَ الوردِ في وطني

ويمرحــون كطير الرَّوض في الطُّرُقِ

لا يحملون ســــوى حُبّاً حقائبَهم

يمشـــون للدَّرسِ بالإصباح في أَلَقِ

هم يأملونَ بأنْ تزهـــو مقاعدُهمْ

ويرسمون فراشـــاتٍ على الوَرَق ِ

***

(قُ)

أطفالُ كنا ؛ نسـينا الأمس في وطني ..

كأسَ الحليبِ وكَعْكَ الصُّبْحِ ، لو سبقوا ..

غذَّتْهُمُ الشَّــــهْدَ في حُبٍّ حكومتُنا

من خير ذا النفطِ لا مِنْ سُحْتِ مَنْ سَرقوا

جئتمْ لنا اليومَ .. جئنا الأمس ، في وطني

لو تشهدوا النصرَ بالثـِّــوّارِ لا تثقوا

كــلّ الذين حكوا بالأمسِ قد كذبوا

يا ليتَ تــــاللهِ ما قالوا وما نطقوا

مِنْ جيفةِ الزَّيفِ أقــوالاً لنا سَطَروا

كأنَّ ما قيــــلَ في أنفاسِهمْ عَبَقُ

لو يعلمــــون بأنْ ما قيلَ يلعنهمْ

لو يعرقُ الصَّدْغُ يُخزي القائلَ العَرَقُ

لكنَّ لا حسَّ هــذا العصرِ في بشرٍ

يا ليتَ ذا الخلق لا عاشوا ولا خُلِقوا

يا ليتَ لـــو قبرُ مَنْ ماتوا بعزتهمْ

ما ضمَّ مَنْ ماتَ ، هُمْ فيـهِ وينغلقُ !

***

(قَ)

كانَ العراقُ بذاكَ الخِصْبِ .. ذا وطني

ما كانَ فيهِ سوى الخضــراءَ مؤتلقا

حتى أتـــاهُ خريفُ النفطِ فانغلقتْ

فيهِ الفصــولُ ، لذا مـازالَ منغلقا

ولا تـزالُ له الأطــــماعُ ناظرةً

بأنْ تنــــالَ من الخيراتِ ما اتفقا

الآكـــلونَ ربيـعَ الخير في وطني

لا يشـبعون ، و قد أظمـوهُ مغتبِقا

هم يترعونَ كؤوسَ الودق من سُحُبي

لن يطفئوه إذا ما شَــبَّ محترقا !؟

كـم عاشقوهُ !! إذا ما كانَ في نِعَمٍ

يعافهُ الدَّهـرَ في المأساةِ مَنْ عَشِقا

عراقُ أهلي منــاهُ العمرَ تؤسِرُهُ

متى يعيشُ مِنَ الآمــالِ مُنْعَتِقا ؟!

كم غرَّرتهُ رؤى الأحزابِ .. تسعدُهُ

لكنَّ لا حزبَ فيما قـال قد صدقا

الصادقونَ على الأعواد قد صعدوا

هم يهتفــون وحبلٌ يخنقُ العُنُقا

هم عاهدوهُ ، وما مَنْ جاءَ بعدهمُ

باقٍ على العهدِ أو أوفى لمن سبقا !

الوارثونَ طريـقَ الفكرِ ما أتفقوا

إلا على الفرقــة العمياء مُتَّفَقا

في كلِّ حزبٍ من الأحزاب مفترقٌ

لن يستقيمَ ، وقد شَقَّتْ لها الطُّرُقا

مــتى يحينُ وئامُ الشعبِ في وطنٍ

من (العِراكِ) وهذا الشعبُ ما اتفقا ؟!