23 ديسمبر، 2024 2:51 م

قُدرة ُالتَفكيرعلى الإجابةِ بإجاباتٍ صحيحةٍ

قُدرة ُالتَفكيرعلى الإجابةِ بإجاباتٍ صحيحةٍ

في بدايات القرن التاسع عشر قدم الفيلسوف (أرتور شوبنهور ) كتابه الشهير (العالم امتثال وإرادة ) بعد أن اضمحلت المفاهيم الفلسفية التي نادى بها من سبقوه في مجال الأخلاق وكان شوبنهور وضمن مفهوم اتجاهاته الأخلاقية قد دعا إلى إنكار العالم والحياة ،وقطعا أن هذا الرأي له صلة بالتضاد تجاه ماطرحه العديد من الفلاسفة في ذلك الوقت والذين كانوا بالضد من إطروحات شوبنهور ومنهم (نيتشه ) الذي دعا لتوكيد للعالم والحياة ، إن مفهوم شوبنهور للعالم يقوم على جدلية الذات – الكل وهو الذي يقول :إنني أفهم العالم بقياسه إلى نفسي فحسب وهذا يعني أي أن العالم حالة ذهنية قد وجَدَت أسباباً في كيان المرء لقياسه عليها من دون الإحساس بالعالم الخارجي وتقلباته التي يكون الإنسان أحيانا عرضة لهذه التقلبات فيكون آنذاك من الصعوبة رسم نهج ما لطبيعة وحدانية التفكير للشعور بالاطمئنان وتقرير المصير وفق مايريده وليس تحت مؤثرات البيئة المختلفة ، أما كل شئ يلقاه في عالم الظواهر حسب تعبيره هو تعبيرٌعن إرادة الحياة لذلك كانت النفس في رائه كونها هي الأخرى من الظواهر الفيزياوية فهي إرادة حياة ،

يرى شوبينهور أن في الكون أفراداً يعانون من نقص في الحاجات وهذا النقص لايسد إلا بإشباعها والوسيلة والهدف لهذا الإشباع هو الدافع الباطني ولما كان الدافع الباطني بإعتقادنا ذا رغبات غير مستقرة وأحيانا ليست بالرغبات المادية فكلما أستطاع الفرد سد نقصا في تلك الحاجات فأنه يشعر بالحاجة إلى المزيد وسبب ذلك ليس بكثرة الحاجات التي يرتأى الإنسان بلوغها وإنما بلذتها وهذه اللذات لاتنتهي كونها تمثل صراعا مستمرا مابين الإنسان وإرادته ليتم تحقيق شئ ما شئ خاص وكبير ، بذلك يعني شوبنهور أن الإنسان بحاجة لإكمال نفسه حيث يبلغ في مرحلة ما التسامي والعلو فوق كل المصاعب والآلام التي تعترضه أي أن هناك مقاومة ما ، مقاومة تنبع من اليأس والإحباط مادام هناك الإدراك العلوي لطهارة الوجدان المعبر عنها بالحب والرحمة اللذان عجز شوبنهور عن استخلاص نتائج ولو أولية منهما تجاه إنكاره الأخلاقي للعالم والحياة ، إن إنكار الحياة مثل تأكيدها ضمن الصراع الذي كان سائدا مابين الفلاسفة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر التي سادت آنذاك في عقول المفكرين ومنها إرادة الفعل أم إرادة الحياة ،، يقول ألبرت أشفيتسر وهو مؤلف كتاب فلسفة الحضارة : إن فكرتين ألقيتا بظلهما

أحدهما :

تبين أن العالم حافل بالأسرار التي لايمكن تفسيرها والثانية :

تتميز بالانحلال الروحي لبني الإنسان في مرحلة من المراحل التي نتحدث عنها في فلسفة الحضارات لذلك لابد من العمل على جعل الناس أقل خجلا وبهذا يثير أشفيستر أسئلته حول قدرة التفكير على الإجابة بإجابات صحيحة عن العالم وعلاقاتنا به ،،

*[email protected]