18 ديسمبر، 2024 9:57 م

قَضِيَة قتْل الخَلِيفَةِ عَلِي.. سِيَاسِيَة أَم عقائِدِيَة؟

قَضِيَة قتْل الخَلِيفَةِ عَلِي.. سِيَاسِيَة أَم عقائِدِيَة؟

قال تعالى في محكم كتابه الكريم في سورة النجم }…وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4)…{ حيث يوحي الله تبارك وتعالى إلى جبرائيل, ويوحي جبريل إلى محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- . إذن لم يأتِ الرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- بشيء من جيبه بخصوص أي أمر ديني عقائدي وخصوصاً في قضية الولاية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- من بعده بقوله في غدير خم ] من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه[ بالرغم من صراحة الخطاب ووضوحه إلا أن هناك من أول وكذب ماسمعه ورآه لا لشيء وإنما بغضاً بعلي وحباً للجاه والسلطة وطمعاً في الزعامة , فلعلي يشهد العدو قبل الصديق فهو أول القوم إسلاماً وهو من بات بفراش النبي وهو زوج بنت النبي وهو ابن خير الناس وهو الفتى الشجاع ذو سيف ذو الفقار اجتمعت صفات العلم والحلم والقيادة والورع والشجاعة والحكمة والطاعة فكان بشهادة النبي والمسلمين جميعاً أنه الإيمان كله عندما برز لاشجع شجعان الجزيرة عمرو بن ود الذي صار يصول ويجول في ميدان الحرب وينادي هل فيكم رجل ليخرج ويبارزني بالرغم من وجود النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وبالرغم من يقين المسلمين على أن من يقتل يذهب إلى الجنة لكنهم جميعهم ارتعدت فرائصهم وخافوا من نزال ابن ود العامري إلا علي بن أبي طالب -عليه السلام- ذلك الفتى الذي أرداه قتيلا ألا يستحق هذا الموقف وأمثاله أن يمجد عليه صاحبه ؟ لكن حدث العكس وكبر البغض والحقد عليه من قبل مافيا مغرضة مدسوسة في صفوف المسلمين فأقصي علي بن أبي طالب وأصبح جليس داره لأكثر من عشرين عاما إلى أن رحل الخلفاء الثلاثة فلم يبقَ خيار للأمة إلا أن تعود وتجمع على انتخاب علي -عليه السلام- لكن تلك المافيا خلقت رمز مقابل رمزية علي -عليه السلام- كما يذكر أحد العلماء المحققين بهذا الشأن } إنه بعد رحيل الخلفاء ورمزية الخلفاء بقي علي -عليه السلام- وانعقدت له الخلافة ، الان علي له نقطة الرمزية المساوية أو المنضمة مع الخلفاء السابقين ضمن ما يسمى بالخلافة الراشدة وله خصوصيات اخرى تضاف إليه ويفرق بها عن الآخرين ولا أقل من كونه من أهل البيت -عليهم السلام-، إذن عنوان أهل البيت انكشف للناس واتضح للناس وتصدى للأمر فشاهده الناس ولمسه الناس {إنتهى. إذن يراد رمزية توازي هذه الرمزية وتقابل هذه الرمزية ويلتف حولها الناس هذا هو المكر وهذا هو اللوبي وهذه هي المافيا التي تعمل داخل السلطة والحكومة الإسلامية وهذا هو أصل النفاق والمنافقين الذين ما انفكوا من النخر في جسد المسلمين والجسد الإسلامي وفي نخر وتحطيم الرسالة المحمدية الشريفة -صلى الله على محمد وآل محمد-، إذن لابد من الرمز ولابد من الرمزية، علي -عليه السلام- وكل الهاشميين مع علي ، هذا ما سيراه الناس …. فلم يبقَ إلا السيدة عائشة أم المؤمنين زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فتحركوا بهذا الاتجاه , فتأثر بهذه الخصوصية ثابت مولى أبي ذر كان مع علي -عليه السلام-ولخصوصية علي ولخصوصية بني هاشم وأهل البيت ومع هذا تأثر بوجود أم المؤمنين عائشة بين الجيش! إذن قاتل الناس تحت لواء السيدة عائشة حتى الموت وكانت معركة شرسة وضروسة بمعنى الضراسة والقوة والعنف ، صار شك عند الناس وصار فتنة كبرى, لكن آخر المطاف أفاقت السيدة عائشة وأيقنت أن هناك من يستخدمها لضرب وحدة المسلمين فسلمت أمرها وأعادت أدراجها . لكن هذه المافيا لم تتوقف عن مكرها وبغضها فتأسس من رحمها تيار التكفير الطائفي الذي زرع الفتنة بين أبناء الأمة وصار للنواصب وجودا ونفوذا في جميع الأمصار فعملوا على إشاعة الفوضى داخل الدولة الإسلامية في عهد خلافة الإمام علي -عليه السلام- تسقيطاً وتشويهاً لحكمه لكنهم عجزوا عن ذلك لما له -عليه السلام- من آثار نقشها بأفعاله ومواقفه بين الناس فكانت الورقة الأخيرة لحربهم أنْ جندوا أشقياءهم لاغتيال خليفة الله في الأرض فنفذ ذلك الملعون المرادي فعلته منتهكاً حرمة المسجد وحرمة شهر رمضان وحرمة صلاة الفجر وفوق ذلك كله حرمة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وسقط أمير المؤمنين في محرابه مضرجاً بدمه فكان لمقتله دوافع أهمها عقائدية كونه زلزل جبروت جاهليتهم وسياسية لأنه قطع أمامهم سبل التسلط والغطرسة . فالسلام عليه يوم ولد و يوم استشهد ويوم يبعث حيا.