في الزمن الملكي ، كان الشعب يحتج ويتظاهر ويطلق الشعارات والأهازيج والردات ، وأغلبها ضد الحكومة ، وقلما يؤتى بأسم الملك في تلك الشعارات بل كان لنوري السعيد النصيب الاكبر منها كونه الاكثر تنصيبا لرئاسة الوزراء في العهد الملكي ، والكثير من هذه الهتافات تحمل الشتم والتهكم والسُخرية .
ودوما يلتصق مع نوري في الهتافات سياسي آخر يسير على نفس سياسته ومنهجه ، وربما ذلك الهتاف الذي كان يقول : نوري سعيد القندره وصالح جبر قيطانه هو اقسى وصف لاذع وجه الى واحد من ابناء مدينة الناصرية .
ولان نوري السعيد كان صاحب نكته وبديهية ربما قال : لابأس أن اكون قندره لانها اطول عمرا من القيطان الذي ينقطع بسرعة .
وان سمع صالح جبر هذا التعليق سوف لن يرد سوى ان يقول لنوري : أي كنت انا او انت فنحن ابناء مخلصين لابي ناجي .ويقصد بريطانيا.
كلما أمر على ما تبقى من منزل صالح جبر الذي يقال ان اخته هي من تسكن فيه قريبا من بيت ابن خالتها المرحوم فؤاد الركابي قرب مدرسة قرطبة القريبة من شارع الحبوبي في الناصرية ، اتذكر كيف كان الناس يجزعون من السياسة وساستها بالرغم ان هؤلاء الساسة ماتوا وهم في قمة النزاهة إذا لم يتركوا لهم شبرا في ارض العراق يمتلكوه ، وان رصيدهم في البنوك كان صفرا.
اتساءل الآن : كم من القنادر والقيطانات علينا ان نجمعها في ظل التقارير الدولية التي تضع العراق في مقدمة الدول التي يستشري فيها الفساد.