16 أبريل، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

قيس سعيد ضحية لإهمال هموم الفقراء والمعدمين

Facebook
Twitter
LinkedIn

كانت بدايته مبشرة وهو أستاذ للقانون الدستوري ، وهو واحدا من الرؤساء العرب المنتخبين الذين نالوا الاستحسان لكونه جامعيا ومعارضا للنظام السابق اضافة لكونه حاصلا على نسبة ولاء شعبي وصلت إلى  ٧٢  بالمئة في الانتخابات المبكرة وفي الجولة الثانية التي جرت في أكتوبر عام ٢٠١٩ ، ووفقا للمعايير الديمقراطية في البلدان العربية فإن الرجل حاز بجدارة على هذه الشعبية ، وكانت خطواته في البداية تميل لمعالجة اخطاء النظام السابق غير أن خطواته كانت ترمي لشئ وخطوات البرلمان بقيادة جبهة النهضة ترمي لشئ معاكس ، سييما وان الغنوشي ناصب العداء للرئيس منذ البداية للتوجه المدني للأخير والديني للأول ، وأشتد الصراع بين البرلمان للأغلبية التي يتمتع بها الإخوان المسلمون ومن تحالف معهم من أحزاب اليمين وبين الرئيس الذي بدأ بتأييد شعبي ملحوظ مثلته ثلاثة شرائح اجتماعية إلا وهي .

اولا … الفقراء وفئات المعدمين .. وهم ممن صار يمثل طبقة اجتماعية لوحدة ظروفهم الاقتصادية التي عبر عنها محمد ابو عزيزة في قضية انتحاره ليشعل نار ثورة الزيتون، التي كانت بداية ما أطلق عليه بالربيع العربي  ، وهم الأغلبية التي سحقتها الأنظمة السياسية المتوالية على تونس .

ثانيا ….أعداء حركة النهضة من القوميين العرب والأحزاب اليسارية والمستقلين ، الذين رأوأ  في قيس سعيد منقذا لتونس من سطوة الإخوان المسلمين وشخص راشد الغنوشي .

ثالثا ….السياسيون المخضرمون ، وهم تجمع من يمين علماني او محافظ انتهازي أخذ كل منهم يبحث عن ناقته وسط نظام سياسي ضعيف لا تعرف فيه غير قوة شخصية الرئيس ونظافة يده القانونية .  لقد بدأ الرئيس بمحاربة الفساد المتورطة فيه جبهة النهضة وسط عملية إعاقة مبرمجة منها على سبيل المثال جره .( أي الرئيس )منذ البداية لمتطلبات الصراع السياسي مما أسفر عنه اهماله للجانب الاقتصادي الذي كان التونسيون يسعون فيه لرئيس يتصدى لهمومهم اليومية ، والتي كانت وراء الثورة وتغيير النظام . ، وهكذا دخلت البلاد اليوم أزمة سياسية تمثلت بقلة اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس النواب إذ بلغت النسبة ١١ ٪ من مجموع من يحق لهم الانتخاب وهي نسبة أطاحت بشعبية سعيد من جهة ،  وهي تمثل بالمقابل مدى انعدام الثقة باي برلمان تونسي مقبل ، إذ لم يقنع التونسيون باي مرشح للدورة النيابية المقبلة ،  وجراء كل ما تقدم وبسبب سؤ الأحوال المعيشية وضغوط البنك الدولي على الحكومة بشروطه المعادية للدعم الحكومي يقف الاتحاد العام التونسي للشغل في مقدمة من يدعوا للاضراب العام الشامل إلى جانب أحزاب متباينة الاتجاهات ضد سياسات الرئيس ، الذي كان هو بدوره قد مهد السبيل لهذه الاوضاع لانه ترك مصالح الناس وسار وحيدا وبعناد ضد جبهة النهضة التي كانت تتمنى له هذه الهفوات المميتة.

أن التجربة التونسية كانت واحدة من تجارب العرب الديمقراطية الفاشلة التي يقف وراء فشلها دوما الاسلام السياسي والأحزاب الانتهازية ومافيات الفساد  ….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب