22 نوفمبر، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

قيامة منصفة لهذا الكون

قيامة منصفة لهذا الكون

لم تسم الأماكن بعد كي يُعطي عنوانا صريحا لمكانه ، الأرض لم تبنى ولم تشيد عليها بيوت الأحلام ،كذا الطرق لم يلامسها الطابوق أو الإسفلت أو سكك الحديد ، ولاوجود لمراكب على اليابسة ،البحر إختفى مذ طبع المُنَّجم أصابعه على دائرة من الكرة الأرضية ،بعدها اخذت هزات الأرض الماءَ لأعماقها السحيقة ،نقلت الريح العاتية بقايا مذنبات بعد الإحتجاج الرّمزي الذي قام به آدم وشريكته حواء وأرادا تعريفا صريحا لجريمتهما المنكرة بعد أن هبطا الأرض ، لم تستساغ الفكرة من العواصف والأمطار والبرق والرعد ، وبقيت الأشياء الحية تستغيث ولم يَرَ لها بعد حركة أو يسمع لها صوت ،بدأت العلامات الأولى لظهور الأشباح ومنها غياب بعض الأنجم وإنخفاض مستوى الأمواج الضوئية في السقف الأعلى من الشمس وتكاثر الأعشاش المجهولة مابين الصخور ثم هدير الأصوات من جذوع الأشجار وأوراقها ،كان قراء أناشيد الغيب ومرتلو المقامات قد وضعوا ألحانا لأعمدتهم الشعرية
، يأملون بذلك أن يواجهوا منظومة الأساطير والخرافات ويعبثوا بالأرواح الجامدة كي تستفيق وهم بذلك يضعون أسسا للتقارب مابين فكرة وفكرة وخلاصة رؤيا ورؤيا من أجل قيامة منصفة لهذا الكون فتسمى الأماكن ويعطي كل مخلوق إسماً صريحاً لمكانه ،بالمقابل وصلت الأخبار التي تحملها البرقيات والتي أريد بها القيامة قامت وأنتم تنتظرون ، وليس هناك من يقول هذه الأمور نسبية أم مطلقة ، ظلالية أم إيمانية ، مُسوفة أم أبعد من حقيقتها وجوهرها ، ولم يستدل على تخمين مقنع لتسلسل الأيام التي بدأت بالظهور أمام شاشات العرض الخيالية وليس هناك من يستطع حسابها وإن إستطاع حسابها من يساهم بترتيبها وقد سُميّت بأسماء ألهه وسُميّت بأسماء حيوانات نخاعية وأخرى بأسماء حروب ومجاعة وحفلات ختان وبعضها بمراسيم لا يقرها الكهنة ،
ليبق النشاط الذهني أمام كوارثة في التشخيص وإعطاء الوصفة وتمكين الأسلاف من إقرار البليّة ، بليّة العدم، بليّة الإنشطار ، بلية التنصيف ، بلية الموت السريري ، بلية الإعتصام بالوحدة ، بليّة اللامفر والأحجار تتساقط ، تتساقط فوق أماكنٍ بلا عنوان ، تتساقط بلا توزيع عادلٍ وبلا تنسيق بين الأعداد والحجوم ،ولم يشر الى الخراب إلا بعد إستكمال الخراب، ولم يبق من شيء سوى شجرة واحدة وإمرأة ورجل مختلفان بنوع ثمارها ومحذران بعضهما البعض من مساسها وتكرار الخطيئة ،أمام إنشطار هائل للذهن من
خطيئة الخوف وخطيئة العصيان ، وخطيئة البداية والنهاية وخطيئة القيامتين ،
[email protected]

أحدث المقالات