18 نوفمبر، 2024 12:27 ص
Search
Close this search box.

قيادة مهجنة.. وشعبٌ أصيل!

قيادة مهجنة.. وشعبٌ أصيل!

إنجازات خجولة, كقطرات مطر صيفي بخيل, يقدمها الحكام في حاضر وقتنا؛ فشعوبنا مبدعة في خضم الأزمات, ولكن الإبداع مقيد بإطار مصنوع, من مادة معادة مستهلكة, على شكل حكومات متخلفة سلطوية, وفوضوية, غير مدركة لحجم البلاء والتخلف, والتراجع الفكري.

ست نقاط دمرت الشعوب ومازالت, السياسة بلا مبادئ, والمتعة بلا ضمير, والمعرفة بلا قيم, والتجارة بلا أخلاق, والعلم بلا إنسانية, وأخيراً العبادة بلا تضحية.

المشاعر وحدها لا تصنع المستقبل, لأنها مسألة شخصية محدودة, والدعاء بدون عمل لا يغني من جوع, نقطتان مهمتان, ارتكزت عليهما السياسة في بلدي العزيز(المجاملة والدعاء), لشريكنا في الوطن, كأنما لا يوجد في عراقنا غير هولاء المتطفلين, الذين يسعون سعيهم, ليكونوا في الصدارة, على حساب وحدة العراق وكرامته, ودم ابنائه, فهم كأورام وقتية لا بد من زوالها.

لسنا وحدنا من يعيش في قوقعة المصائب والتغيير؛ فكثير من الشعوب مرت عليها الأزمات, والانقسامات, ولكنها استطاعت توحيد كلمتها في نهاية الأمر, وتلمست سبيلها, وأثبتت بكفاحها وإيثارها, أن التغيير ليس بأمر صعب عسير المنال, والأمثلة حية, فما قدمته مصر كان أنموذجاً يُدرَّس, في لملمة الجراح, والوقوف بوجه المتطرفين, والحفاظ على الأقليات, فجماعة الإخوان المسلمين هناك, لا تقل خطورة عن داعش.

ما يحتاجه شعبنا في الوقت الحاضر, هو صناعة قادة يحملون دماء عراقية نقية, وإرادة صلبة, حتى يستطيعوا أن يرووا أرضنا بدمائهم, ويزرعون أرادتهم في تربتها, كي تنجب لنا عراقاً جديداً, لاسيما بعد أحداث 2003, منذ سقوط الصنم ولحد الآن, إذ كانت أغلب دماء القادة مهجنة, وغير أصيلة, مما جعل البلد يترنح بين أمراض التفرقة, والقتل, والتهجير, واليوم أصابها الطاعون الداعشي, الذي أتعب العراق وشعبه.

 دروس وعبر مجانية قدمتها الدنيا, علينا الاستفادة منها, فلنقف بوجه الطغيان صامدين, لا أن نكون تحت سلطان الخوف جالسين, وبذلة الدموع على ما مضى قانعين.

للطغيان أشكال متعددة, ولكن أقبحه, هو طغيان يجعل المادة متفوقة على القيم, والعقل على القلب, والدنيا على الآخرة, فكأن السياسة أصبحت مقتصرة على المتمردين أصحاب الحظوظ, والعاشقين للسلطة فقط, وأما المواطنين الباحثين عن الحياة, ما عليهم إلا أن يتذكروا الموت, في أبسط لحظات سعادتهم, وهنا يصح القول, وبضدها تتميز الأشياء.

أحدث المقالات