يشهد المكون السني ثورة شبابية بقادتها بدت نتائجها واضحة في الدورة الحالية وقد تتزايد خلال الدورات المقبلة حيث صعد الى الزعامة محمد الحلبوسي القائد الشاب الذي حقق نجاحين في تجربتين الاولى في البرلمان برئاسة اللجنة المالية ، والثانية كمحافظ للانبار وحاليا في رئاسة البرلمان ببداية غير تقليدية وجديدة تختلف كثيرا عن البدايات لرؤوساء البرلمان السابقين .
المكون السني الذي ودع قيادات كهلة لم تقدم شيء لمن انتخبها بدءا من عدنان الدليمي وطارق الهاشمي وخلف العليان مرورا باياد السامرائي واسامة النجيفي وسليم الجبوري وغيرهم العديد ، اصبح لديه بارقة امل بقيادة شابة خطفت الاضواء بعملها وقوتها وديناميكتها وذكاءها ليكون العنصر الابرز في الرئاسات للدورة الحالية بعدما كانت رئاسة البرلمان في الترتيب الاخير للرئاسات .
الواقع الذي نعيشه حاليا غير المعادلة تماما اذا اصبح لرئيس البرلمان وزنا كبيرا اعاد لهذا المنصب رونقه الذي فقده سابقا واستمراره بهذا النشاط الذي يحتاج لبعض الاسناد الجماهيري والاعلامي سيجعل من الحلبوسي ظاهرة شبابية قيادية جديدة وستحفز العمل الشبابي السياسي في بقية المكونات للارتقاء لهذه المناصب وهو ما سينعكس ايجابا على تشريع القوانين والرقابة والسماع لاراء شرائح المجتمع وتقديم رؤية جديدة في عمل مؤسسات الدولة.
بالمقابل مازال المكون الشيعي يعتمد على الشخصيات الكهلة والوجوه القديمة التي قد تتراجع الى صفوف القيادة الخلفية وتفسح المجال لقيادات شابة قادرة على العمل والعطاء لمجاراة التغيير الذي حصل في المكون السني اذ ان هناك من ادرك هذا الامر كالتيار الصدري والعصائب والحكمة وهو ما يعكس التصور المستقبلي للمرحلة المقبلة التي يتمناها المواطن شبابية ميدانية تعمل على انقاذ البلد من وضعه الحالي.
اما المكون الكردي فانه مازال يعيش الحالة العائلية التي تضخ شباب من العوائل المعروفة حيث تقود الاسماء الكبيرة الامور من الخلف فيما تتصدى القيادات الشبابية المشهد .
ولذلك فان الحلبوسي الذي خطف الانظار في هذه الدورة يمثل ظاهرة شبابية تستحق الدراسة وتكرار هذه التجربة التي نجحت في مهمتين وببداية موفقة لغاية الان والمواطن ينتظر المزيد