قيادة سنيّة موحدة بأهداف وطنية

قيادة سنيّة موحدة بأهداف وطنية

لم يكن السنّة في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية بحاجة الى مرجعية سياسية سنيّة ، فالطائفة وسياسييها قد حسموا امرهم العابر للطائفية بمرجعية الدولة على اختلاف تمثلاتها وتمثيلها المكوناتي سنياً وشيعياً كردياً وعربياً ، ايماناً منهم ان مرجعية الدولة هي الاكثر قرباً لإحقاق الحقوق في التمثيل العادل بمؤسسات الدولة ، وجسّدت الدولة العراقية هذه القناعة بتسمية اول فوج عسكري باسم الامام الإمام موسى الكاظم المؤلف هو الآخر منضباط عراقيين سابقين كانوا يعملون في الجيش العثماني وهم من الطائفة السنيّة .

بعد 2003 برز مفهوم المكون بقوة مجسداً المخاوف الناتجة عن الخلفيات التأريخية على المستويين الفكري والمذهبي، دون الدخول في التفاصيل والتعقيدات التي رافقت وانتجت هذه المخاوف ، وفيما بلور الشيعة سياسيا ومذهبيا مرجعياتهم على تعددها وحشرها في الصراعات السياسي التي نتجت عن التغيير في 2003  وجد السنّة انفسهم بحاجة الى مرجعية سياسية وليست دينية بغياب الدولة ووضوح مرجعية الشيعة ، فانبثقت جبهة التوافق التي اسسها عدنان الدليمي كمرجع سياسي يخوضون به صراعهم السياسي انتخابياً ودفاعاً عن الحقوق التي ضاعت مع ضياع الدولة ، وقد اخفقت جبهة التوافق في تجسيد هذه الحاجة بسبب حصر وجودها مذهبياً دون التعشيق مع الاهداف الوطنية وتحدياتها !!

بالأمس اعلن عن تشكيل ” ائتلاف القيادة السنية الموحدةالذي جمع أهمالقيادات السياسية السنية في العراق ،(رئيس البرلمان الأسبق الدكتور محمودالمشهداني، ،رئيس تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر ،رئيس تحالف عزممثنى السامرائي، رئيس حزب الجماهير أحمد الجبوري (أبو مازن)، والاستاذزياد الجنابي رئيس كتلة المبادرة)،على أن يتم الإعلان في وقت لاحق عنبرنامج الائتلاف السياسي الجديد، الذي يأخذ قادته على عاتقهم المضيبإنجاز الملفات الإنسانية والحقوقية والقانونية والسياسية وتحصيلها لأبناءالمكون السني .

وفيما يبدو ان الشيخ خميس الخنجر هو الراعي الرسمي لهذا التشكيل ، فانه مدعو ان لايحشر هذا التمثيل في كامل العباءة الطائفية السنية وان يستفيد من تجربة جبهة التوافق ويقدم للجمهور العراقي بأطيافه برنامجاً وطنياً شاملاً لإحقاق الحقوق وبالتأكيد من بينها حقوق المكون السني ومطالبه الرئيسية في العفو العام وحل هيئة المساءلة وتعويض المدن المحررة والتوازن في مؤسسات الدولة .وهي مطالب تنفتح على مشتركات الحقوق مع بقية مكونات العراقيين .

ويبدو ان الخنجر يرغب في تسويق الإئتلاف الجديد في مساحات ارحب وطنيا فالتقى بعد يوم واحد في اربيل مع السيد مسعود بارزاني ومن المؤكد ان المشروع كان موضع بحث بين الطرفين ، فيما تسرّبت معلومات من ان الخنجر ربما يتوجه الى شخصيات شيعية مهمة متفهمة لأسباب الانبثاق الجديد ولديها الاستعداد للتعاون والمضي معا لتحقيق الاهداف المشتركة .

والسؤال :

ماذا بشأن القوى السنيّة الأخرى ؟

حقيقة بعضها هامشية أو دكاكين تابعة وهي تعوّل على محمد الحلبوسي الذي تم خلعه بسبب جريمة تزوير مخلّة بالشرف ، وبسببها وغيرها من الارتكاباتلايستحق ان يمثل السنّة !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات