23 نوفمبر، 2024 3:13 ص
Search
Close this search box.

قيادة ام إدارة الحكومة قيادة ام إدارة الحكومة

قيادة ام إدارة الحكومة قيادة ام إدارة الحكومة

من السلبيات التي تعاني منها العملية السياسية العراقية هي الكبرياء ، ومحاولة الحفاظ على الهيبة لرموز الكتل المشاركة في التشكيلة الوزارية ، لكون الوزير هو منصب سياسي واداري في ان واحد ، واغلب الكتل تسعى دائماً الى ترشيح رموزها الى مناصب الدولة ، وهذا يشكل جانب إيجابي وسلبي في نفس الوقت ، إيجابي لانه يملك من التجارب والبناء الفكري ما يمكنه من ادارة الوزارة بشكل أفضل من غيره ، اما الجانب السلبي فيتمثل ان الكتلة تحول ثقلها وتنقله لمن يمثلها في الوزارة ، فيصبح الوزير ممثل لطائفة او حزب او كتلة في الحكومة ، وأي إساءة له ستفسر على انها استهداف لمكوّن او حزب معين ، بسبب رمزية الوزير ، وفي نفس الوقت تحرج البرلمان من محاسبة او التحقيق مع هؤلاء الوزراء ، لانهم يمثلون رمزاً للكثير من النواب انفسهم ، اضافة الى ان الوزير يمثل اعلى سلطة داخل كتلته كأن يكون أمين عام لحزبه او ما يقارب ذلك ، وبهذا عندما يسيء او يفشل فليس هنالك من يحاسبه ، بل على العكس ، سيتصدى حزبه للدفاع عن أخطائه وتبنيها .
الحل في ضمان السيطرة او محاسبة الوزراء من دون استثارة كتلهم وطوائفهم ، ليتسنى للبرلمان محاسبة المقصرين من الوزراء دون وجل او خشية ، مع الحفاظ على هيبة الكتل السياسية امام جماهيرها ، يفترض الفصل بين القيادة وإدارة الوزارة ، اي بمعنى ان يكون الوزراء من غير القيادات السياسية الجماهيرية

مجلس الحكم انموذجاً ، كان مجلس الحكم يضم الرموز ال٢٥ ، والتي تمثل القيادة ، اما الحكومة فكانت تمثل الجانب الاداري ، وبعد حل مجلس الحكم تم نقل ثقل القيادة بأتجاه الحكومة ، فأصبحت الحكومة تمثل القيادة والإدارة في ذات الوقت ، وهو ما نحتاج الى اعادة العمل به ، ولكن بشكل دستوري ، ولا اعني بذلك اعادة مجلس الحكم ، وانما الاستفادة من مجلس السياسات الاستراتيجية كبديل لمجلس الحكم
تتشكل حكومة غالبية مكونات وليست غالبية عددية ، فيشكل مجلس السياسات من قيادات الكتل المشكلة للحكومة ، لضمان فصل القيادة عن الادارة ، فتكون هنالك وزارة من التكنوقراط تدير شئوون البلد ، مع مجلس للسياسات الاستراتيجية تكون مهامة رسم السياسات الخارجية والامنية وخلق التوازن ومنع التفرد ، وبهذا سيسهل محاسبة الحكومة ، او سحب الثقة عنها ، من دون استثارة طائفة او كتلة معينة ، وايضاً سيكون هنالك سلطة اخرى اعلى من الحكومة تمثل الثقل الجماهيري الشعبي ، مستندة الى الاغلبية البرلمانية التي اوصلتها الى هذا المجلس .

أحدث المقالات

أحدث المقالات